“والله لو ينفع اتباع.. لاتباع” بتلك الكلمات حاول قائد الانقلاب في مصر دغدغة مشاعر المصريين الذين يمرون بأصعب فترة اقتصادية منذ توليه الحكم، كناية منه على الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد والتي وضعته في موضع لا يحسد عليه.

استغل السيسي ذلك وقام ببيع البلاد “الأراضي والعقارات والشركات والأصول” وكل ما يعود عليه بالنفع على حساب الشعب المصري، كذلك انتهج الجيش نفس النهج وقام بالاستحواذ على القطاع العام بالبلاد وضيق على القطاع الخاص كي يحتكر الاقتصاد المصري.

وعلى ما يبدو أن السيسي وحاشيته من العسكر لم يكتفوا ببيع كل ذلك، بل شرعوا في بيع معدات الجيش المصري وخصوصاً من الطائرات المصرية التي هي حامية عرين الوطن، وهذه المرة ليس لمستثمرين بل لتجار المخدرات من المافيا العالمية.

كشف تحقيق استقصائي عن فشل صفقة بيع 9 طائرات عسكرية مصرية بين قادة الجيش وخصوصاً بالقوات الجوية وبين عصابة كيناهان والتي وضعت الولايات المتحدة مكافأة لمن يدلي عنها بمعلومات.. فما هي تفاصيل تلك الصفقة؟!.

كيناهان 

عصابة دولية يحمل قادتها الجنسية الإيرلندية وهي ظهرت في نهاية تسعينات القرن الماضي يقودها كريستوفر كيناهان مع اثنين من أبنائه، لكنه يملك شبكة كبيرة في دول أوروبا من تجار المخدرات والسلاح، وقد أدين بجرائم غسيل أموال قضى على إثرها أكثر من عامين بالسجن بإيرلندا.

علاوة على ذلك أدين بجرائم قتل بسبب حرب العصابات التي تورطت بها عصابته وبناء عليه بدأ كيناهان وعصابته بالبحث عن ملاذ آمن خارج القارة العجوز، فانتقل إلى دولة الإمارات التي تتساهل في التعامل مع قادة الجريمة بالعالم.

ورغم أن كيناهان وعصابته باتوا على رأس قائمة المطلوبين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وقد وضعت مكافأة 5 ملايين دولار أمريكي لمن يدلي عنه بمعلومات إلا أن كيناهان لم يجد صعوبة في الاستقرار في الدولة الخليجية، ومنها بدأ يعيد نشاطه من جديد.

الطائرات المصرية 

انتحل كيناهان شخصية مستشار طيران في المجال الإنساني وذهب إلى مؤتمر بمدينة شرم الشيخ عام 2019 مع أحد شركائه، ويدعى وود وتواصل مع أحد أفراد الجيش المصري تحت غطاء الجمعيات الإغاثية من مؤسسة تدعى “صلبان وأهله” الخيرية.

تقدم كيناهان بطلب لشراء 9 طائرات مصرية عسكرية مقابل 8 ملايين دولار وعلى الرغم من أن المؤسسة العسكرية يجب أن تكون أكثر دراية من مثيلتها في التعامل مع المجرمين الدوليين إلا أنها لم تستطع أن تعرف أن كيناهان تقدم لهم بجواز سفر مزور.

وبالفعل تمت الموافقة على طلب كيناهان والتقي أربعة أفراد من عصابته مع أربعة ضباط كبار في القوات الجوية المصرية، وتدخل أحد الأفراد المقربين من العائلة الحاكمة في الإمارات لتسهيل إتمام الصفقة إلا أن تجميد أصول تابعة لكيناهان أعاقت إتمامها.

حاول كيناهان أن يبيع مجموعة من الطائرات حتى قبل إتمام الصفقة على الرغم من أن العقد المبرم يمنع بيعها إلى طرف آخر إلا أن الجيش المصري لم يكترث وبدأ بتجهيز الصفقة فتمت إزالة الأعلام المصرية من الطائرات وكذلك أرقام الطائرة من على الذيول، لكنها لم تتم.

الخلاصة أن السيسي وعصابته لا يختلفون كثيراً عن كيناهان وعصابته فقد باعوا مصر من أصول وأراضي ونهبوا مقدراتها حتى طائرات الشعب العسكرية هموا ببيعها من أجل الحصول على المال فقط، علاوة على ذلك فإن تلك الحادثة تبين مدى استمرار السيسي وعصابته وفشلهم حتى في كشف عصابة مجرمة فكيف لهم أن يحموا تلك البلاد من أعدائها في الخارج.

اقرأ أيضاً : كيف سخرت حكومة الإمارات أجهزتها الأمنية لخدمة قائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي؟