أسندت وزارة التعليم السعودية تدريس الصفوف الأولية للبنين إلى المعلمات في 1400 مدرسة بأنحاء البلاد كخطوة أولى على طريق إجراءات إدارية أعلنت عنها الوزارة السعودية.
وظلت مهمة تدريس البنين مقصورة على المعلمين الذكور وتدريس البنات على المعلمات الإناث لعقود طويلة في المملكة، إلى أن وسائل إعلام محلية أكدت في مطلع أغسطس/آب الجاري أن وزارة التعليم ستبدأ بإسناد تدريس الصفوف الأولية (بنين وبنات) لمعلمات.
وأعلن وزير التعليم السعودي، “حمد آل الشيخ”، خلال تجمع للمعلمين والمعلمات، أن الوزارة انتهت من تهيئة البنية التحتية للتوسعِ في رياض الأطفال بدعم سخي من الدولة، بما يتيح استثمار الإمكانات المتوفرة في المدارس بمبادرة الطفولة المبكرة لرفع نسبة الالتحاق برياض الأطفال إلى 95% بحلول العام 2030 بدلاً من 17% حالياً.
وأشار إلى أن “الطفولة المبكرة” يشمل تطوير مرحلة رياض الأطفال ودمجها مع الصفوف الأول والثاني والثالث الابتدائي، كما يشمل تدريس المعلمات الأطفال في المدارس الابتدائية.
وكشف تربويون سعوديون أن خطط برنامج “الطفولة المبكرة” تشتمل أيضاً على السماح بالاختلاط بين الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية، وتسهيل التعاون بين الطلاب والطالبات في المراحل الدراسية الأخرى لغايات تعليمية وتربوية، وهو ما ظل ممنوعا طيلة العقود الماضية.
وسبق أن قامت مدرسة جامعة الملك فهد في مدينة الظهران المخصصة لأبناء أساتذة الجامعة، بتجربة تدريس المعلمات للطلاب في المدارس الابتدائية في منتصف التسعينات، لكن الأمر قوبل بانتقادات كبيرة، وأدى إلى سجال واسع في الصحف السعودية بين المحافظين والليبراليين.
ويأتي ذلك القرار في إطار إجراءات السلطات السعودية باتجاه سياسة أكثر تحرراً في عدد من مناحي الحياة، وبينها التعليم، وذلك برعاية ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” لرسم صورة أكثر انفتاحا للمملكة.
وجاءت تلك الخطوة في الوقت الذي لا تزال آراء المواطنين السعوديين متباينة حول إسناد مهمة تعليم أبنائهم الذكور لمعلمات بين مرحبين وكثير من المعارضين.
وكانت وزارة التعليم قررت، قبل سنوات، السماح لمدارس البنات الأهلية في الصفوف الابتدائية الأولى بتدريس الطلاب الذكور فيها لكن القرار أحدث جدلاً واسعاً بين منسوبي التعليم وعدد كبير من الأهالي حول القرار.
وتتهم السلطات السعودية ما يسمى “تيار الصحوة” بفرض أجندته المتشددة على التعليم، والتي تضم الفصل بين الذكور والإناث، ووضع المناهج التي تسببت في انتقادات دولية متكررة.
وشنت السلطات السعودية العام الماضي حملة “تطهيرية” في قطاعات التعليم، شملت فصل مئات المعلمين المنتمين إلى “تيار الصحوة” واعتقال بعضهم.
وقال المتحدث باسم وزارة التعليم، “مبارك العصيمي”، في تصريحات لوسائل إعلام محلية حينها، إن عملية طرد المعلمين تتم بالتنسيق مع الجهات الأمنية، وأن الوزارة قامت بتشكيل لجنة للتحقيق مع كافة قيادات وزارة التعليم.
اضف تعليقا