قالت صحيفة “صباح” التركية، الأربعاء، إن أحد موظفي منزل القنصل السعودي في إسطنبول، قال في إفادته إن فريق إعدام “جمال خاشقجي” استعان به لإشعال فرن حجري في حديقة المنزل، يعتقد أنه استخدم لإحراق جثمان الصحفي القتيل.
وقد حاول فريق الإعدام أكثر من مرة إشعال الفرن الحجري، دون فائدة، فاضطروا لمناداة الموظف التركي من مبنى القنصلية حيث كان مطلوبًا منه أن ينتظر هناك، حسب ما ورد ضمن محاضر التحقيق، في إفادات الموظف التركي.
ويقول الموظف، الذي لم يتم الكشف عن اسمه، إنه لاحظ، عند قدومه إلى منزل القنصل، أن أعضاء فريق الإعدام كانوا في غاية العصبية، مضيفا أنهم كانوا لا يتبادلون الكلام بينهم، بل يتفاهمون بالإشارات والنظرات.
ولدى معاينة الفرن، أدرك الموظف أنه لا يشتعل بسبب إغلاق فتحة التهوية الخلفية، فقام بفتحها وأشعل الفرن، وساعده أحد أعضاء فريق الإعدام ومده بالحطب للإسراع بالإشعال، ثم طُلِبَ منه الخروج من منزل القنصل، بعصبية ظاهرة.
ويقول الموظف أنه لاحظ أن زجاجات مواد تنظيف كيميائية (كلوراكس) ومواد تنظيف كاشطة كانت مصفوفة حول الفرن، مضيفا أن داخل الفرن أصبح أسود اللون فيما بعد، قبل أن يتم تنظيفه بعناية.
والأربعاء، يمر عام على اغتيال “خاشقجي” وتقطيع جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، في جريمة أنكرتها السعودية، في بداية الأمر، ثم اضطرت للاعتراف بوقوعها، بعد جهود تركية سياسية واستخباراتية أحرجت المملكة.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، مسؤولين بارزين، بينهم نائب رئيس الاستخبارات “أحمد عسيري”، والمستشار بالديوان الملكي، “سعود بن عبدالله القحطاني” من مناصبهم، وشكيل لجنة برئاسة نجله ولي العهد، “محمد بن سلمان”، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
وكانت محققة الأمم المتحدة الخاصة بحالات الإعدام خارج نطاق القانون، “أغينيس كالامارد”، قد قدمت تقريرا لمجلس الأمن الدولي، يوم 19 يونيو/حزيران الماضي، رصدت فيه أدلة قالت إنها “ذات مصداقية” على وجود مسؤولية شخصية محتملة لولي العهد السعودي في مقتل “خاشقجي”، موضحة أن هناك حاجة إلى إجراء تحقيق مفصل للوقوف على مدى تورطه في القضية.
اضف تعليقا