بينما يحاول الاحتلال الإسرائيلي الترويج لانتصارات وهمية في قطاع غزة، جاءت مشاهد مصورة جديدة لتفضح الواقع الميداني، حيث وثقت الكاميرات لحظة انقضاض مقاتلين فلسطينيين على جنود الاحتلال خلال مداهمة عسكرية جنوب قطاع غزة.
الهجوم المباغت، الذي تم في أحد المباني السكنية بمدينة خان يونس، أوقع إصابات مباشرة في صفوف جنود لواء “غفعاتي” وأجبرهم على التراجع وسط حالة من الهلع والارتباك، في مشهد يُعيد التأكيد على أن من يقاتل من أجل أرضه لا يُقهر، وأن من يعتدي جبانٌ مهما امتلك من ترسانة عسكرية.
اشتباكات عنيفة من مسافة صفر لحظة انقضاض مقاومين فلسطينيين على قوة إسرائيلية كبيرة داخل أحد المنازل في خانيونس .
حيا الله سواعدهم . pic.twitter.com/wGCPXWjPH8
— Tamer | تامر (@tamerqdh) April 22, 2025
ضربة مباغتة تكسر غرور القوة
أظهرت اللقطات المتداولة، التي بثّها مراسل القناة 12 الإسرائيلية، جنود الاحتلال يتراجعون تحت وقع نيران مقاتلي المقاومة الفلسطينية، بعدما باغتوهم في أثناء اقتحام أحد الأبنية.
الجنود، الذين ينتمون إلى إحدى فرق النخبة في جيش الاحتلال، بدا عليهم الفزع أثناء محاولتهم سحب زميل مصاب ترك ممددًا على الأرض. ورغم محاولاتهم اليائسة لإعادة التمركز، لم تنجح القوة المهاجمة في السيطرة على الوضع، واضطرت للانسحاب بشكل مهين، ما يكشف فشلًا استخباراتيًا وعسكريًا لواحدة من أكثر وحدات الجيش تدريبًا وتسليحًا.
هذه ليست المرة الأولى التي يُمنى فيها الاحتلال بخسائر في غزة نتيجة كمائن وهجمات دقيقة تنفذها المقاومة، لكنها من المرات القليلة التي يتم فيها توثيق تلك اللحظات المصيرية، ونشرها عبر الإعلام العبري، في دلالة على مدى تأثيرها داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وداخل الرأي العام في تل أبيب.
“كسر السيف” وكمائن الأنفاق.. ذكاء الميدان
وفي سياق متصل، بثت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد من كمين “كسر السيف”، الذي نفذه مقاتلوها في بلدة بيت حانون شمال شرق قطاع غزة. في تلك المشاهد، ظهر عناصر القسام يخرجون من فتحة نفق أرضي، ويستعدون لاستهداف آلية عسكرية إسرائيلية تابعة لوحدة جمع المعلومات.
وبعد لحظات، تم تدمير الآلية، تلاها استهداف قوة الإسناد التي وصلت إلى المكان بقذائف مضادة للأفراد وقذائف آر بي جي، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
وأعلنت “القسام” لاحقًا عن تنفيذ عملية أخرى ناجحة في حي التفاح شرق مدينة غزة، حيث تم استدراج وحدة هندسية من قوات الاحتلال إلى نفق مفخخ مسبقًا، ليُفجّر بهم فور وصولهم، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد غير معلوم من الجنود.
هذه العمليات تدلّ على ارتفاع في مستوى التنسيق والاحترافية لدى المقاومة، التي لم تعد تكتفي برد الفعل، بل باتت تصنع الميدان وتتحكم في توقيته وأدواته.
مقاومة الأرض مقابل هشاشة المستعمر
العمليات الأخيرة وما سبقها، تعكس المفارقة الجذرية بين طرفين: طرف يدافع عن أرضه بوسائل بسيطة لكنه متمسك بالحق، وطرف مدجج بالسلاح لكنه يعيش في رعب دائم.
ما حدث في خان يونس وبيت حانون وحي التفاح، يكشف أن جنود الاحتلال، رغم تسليحهم ودعمهم الاستخباراتي، لا يمتلكون الإرادة التي يتحلى بها المقاتل الفلسطيني الذي نشأ في بيئة الحصار والموت ولكنه ظل يقاوم.
والمشاهد التي وثقتها الكاميرات ليست فقط لحظات اشتباك، بل شهادة بصرية على فشل الاحتلال في فهم طبيعة الصراع، وعلى عجزه عن الانتصار على شعب مؤمن بعدالة قضيته. هذا الهجوم لم يكن فقط كمينًا عسكريًا، بل صفعة على وجه منظومة الاحتلال التي ما زالت تتوهم أن بإمكانها إخضاع غزة بالقوة.
العبرة من الصور أقوى من الرصاص
هذه المشاهد، بما تحمله من رمزية وقوة، تتجاوز حدود المعركة الميدانية. إنها رسائل للعالم، ولمن يظن أن إسرائيل تُسيطر على الوضع، بأن الحقيقة على الأرض مختلفة تمامًا. ففي الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال فرض واقع جديد بالنار والحديد، تنبثق من بين الركام إرادة لا تُكسر، وإيمان بالمقاومة لا يُقهر.
المقاومة الفلسطينية، بأفعالها، لا تفضح جبن الاحتلال فحسب، بل تكتب بدم أبنائها، وبثبات مقاتليها، فصولًا جديدة في كتاب النضال العربي من أجل التحرر والكرامة. وإذا كانت الصور قد أرعبت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، فكيف سيكون وقعها على الشعوب التي ما زالت تتردد في دعم هذه المقاومة؟ لقد بات من الواضح أن الطريق إلى الحرية يمر عبر الأنفاق والمواجهات، وليس عبر الموائد والمفاوضات.
اقرأ أيضًا : “كسر السيف”.. كمين بيت حانون يكشف براعة المقاومة واستنزاف الاحتلال
اضف تعليقا