أثارت مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14أغسطس/آب 2013، التي راح ضحيتها المئات من المعتصمين السلميين في مصر، ردود أفعال متباينة، غير أن الموقف الخليجي الرسمي بدا واحدا، آنذاك، باستثناء قطر.

وفي الذكرى السادسة للفض يرصد الخليج الجديد ردود أفعال دول الخليج من مجزرتي رابعة والنهضة.

الإمارات

في يوم المجزرة، أصدرت الخارجية الإماراتية بيانا أكدت فيه تفهمها للإجراءات السيادية التي اتخذتها الحكومة المصرية بعدما مارست أقصى درجات ضبط النفس.

وحملت الإمارات من أسمتهم بـ”جماعات التطرف السياسي” المسؤولية عن الفض لإصرارهم “على خطاب العنف والتحريض وعلى تعطيل المصالح العامة وتقويض الاقتصاد المصري مما أدى إلى الأحداث المؤسفة اليوم”، حسب نص البيان.

البحرين

وسارت البحرين على خطى الإمارات؛ فأصدرت في اليوم ذاته بيانا رسميا اعتبرت فيه ما تقوم به السلطات المختصة في مصر “من جهود لإعادة الأمن والاستقرار والنظام إلى الحياة العامة هو حق من حقوق المواطن المصري على الدولة”.

وشددت المملكة في نفس الوقت على أن حق التعبير عن الرأي بشتى الوسائل السلمية بما في ذلك التجمعات والاعتصامات هو حق مكفول للجميع ما تم الالتزام بالقانون والنظام ولم يعطل مصالح المواطنين أو يعرض حياتهم للخطر، داعية إلى الانخراط في الحوار والمصالحة للتوصل إلى توافق وطني.

السعودية

في 16أغسطس/آب 2013، أصدر العاهل السعودي الراحل “عبدالله بن عبدالعزيز” بيانا أيد فيه فض الاعتصام، قائلا: “السعودية -شعبا وحكومة- تقف مع مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية وعزمها وقوتها -إن شاء الله- وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من أشقائنا في مصر”.

وأكد الملك دعمه ومساندته لمصر وشعبها ورفض أي تدخل في شؤونها واستعداد بلاده لدعم مصر.

وأرسل 3 مستشفيات ميدانية كاملة الأطقم والمعدات للمساعدة في علاج “مصابي المصادمات”.

 الكويت

أعلنت الكويت أيضا دعمها للإجراءات التي تقوم بها الحكومة المصرية لـ”الحفاظ على الأمن والاستقرار”.

وفي بيان، أعربت عن ثقتها “في قدرة الأشقاء في مصر على تجاوز المرحلة الحرجة من تاريخهم لتتمكن مصر من العودة إلى ممارسة دورها الرائد والمؤثر في محيطها الإقليمي والدولي”.

قطر

الموقف القطري بدا مختلفا عن باقي دول الخليج؛ حيث ناشدت من بيده السلطة والقوة بالامتناع عن الخيار الأمنى.

وفي 14 أغسطس/آب 2013، صرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية بأن دولة قطر تستنكر بشدة الطريقة التي تم التعامل بها مع المعتصمين السلميين في ميداني رابعة العدوية والنهضة والتي أودت بحياة عدد من الأبرياء العزل.

وقال المصدر إن دولة قطر تتمنى على من بيده السلطة والقوة أن يمتنع عن الخيار الأمني في مواجهة اعتصامات ومظاهرات سلمية، وأن يحافظ على أرواح المصريين المعتصمين بمواقع التظاهر.

واعتصام “رابعة العدوية” (شرقي القاهرة) بدأه أنصار “مرسي”، في 28 يونيو/حزيران 2013، لتأكيد شرعيته، ومن ثم الاعتراض على الانقلاب عليه بعد ذلك، في 3 يوليو/تموز من ذات العام، وقامت قوات من الجيش والشرطة بفضه بالقوة، في 14 أغسطس/آب 2013؛ ما أسفر عن سقوط 632 قتيلا، منهم 8 شرطيين، حسب “المجلس القومي لحقوق الإنسان” في مصر (حكومي)، وفي الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد القتلى تجاوزت الألف. 

أما اعتصام “نهضة مصر” (غرب القاهرة)، الذي بدأ في التوقيت ذاته تقريبا؛ فأسفر فضه -حسب لجنة حكومية مصرية لتقصى الحقائق- عن مقتل 23 من المعتصمين وشرطيين اثنين، بينما لم تتوافر أرقام بهذا الصدد من مصادر مستقلة.