في أوائل شهر أكتوبر من عام 2018 أي بعد تولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مقاليد الحكم في المملكة، سلط ابن الملك فريق من أجهزته الأمنية لاستدارج الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي.

الفريق نفذ ما أراد سيده بالحرف وقاموا بقتل الصحفي بطريقة غادرة بقنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية ومن ثم قاموا بتقطيع أوصاله تمهيداً لإخفاء الجثة وهو ما حدث بالفعل.

حدثت تلك القضية ضجة كبيرة وحالة استياء بعد مقتل الصحفي الراحل وتحدثت عنها أوساط عدة لكن تقرير استخباراتي صادر عن المؤسسات الأمنية الأمريكية اكد ضلوع ولي العهد في القضية من حيث قيامه بالتحريض وارسال زبانيته لقتل الصحفي.

بعد عامين من الواقعة اقترب الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن من اعتلاء الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية حينئذ قام بطمأنة كل الشرفاء على حد قوله بأن ما حدث لن يمر مرور الكرام وأنه سيعاقب ولي العهد الذي قام بالجريمة وسيجعل من المملكة العربية السعودية دولة منبوذة.

واليوم بعد مرور أكثر من عامين على خطاب بايدن فقد منحت الإدارة الأمريكية حصانة دبلوماسية لولي العهد محمد بن سلمان على عكس ما بشر به الرئيس الأمريكي فلماذا أخلف جو بايدن وعوده بمحاسبة القتلة؟!.

حصانة دبلوماسية 

 تفاجأ العالم بأسره من قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن ولي العهد السعودي لديه حصانة قانونية من الملاحقة القضائية بشأن قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدين إسطنبول عام 2018.

كما أكدت وزارة العدل الأمريكية في وثيقة قضائية أن مبدأ حصانة رئيس الدولة راسخ في القانون العرفي، كما أوضح محامو الوزارة أن المتهم محمد بن سلمان بصفة الرئيس الحالي لحكومة أجنبية يتمتع بحصانة رئيس الدولة من الولاية القضائية للمحاكم الأمريكية نتيجة لوجوده بهذا المنصب.

أثارت تلك الوثيقة غضب الناشطين والحقوقيين حتى وصفها البعض بأنها حصانة قد منحها الرئيس الأمريكي جو بايدن لبن سلمان لم يمنحها له الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والتي وفرت له الحماية بعدما أصبح شبه معزول دولياً بعد واقعة القتل.

بعد الواقعة توارى ولي العهد عن الأنظار لفترة ولم يغادر المملكة لكنه تنفس الصعداء في يوليو الماضي بفضل الرئيس الأمريكي جو بايدن أيضاً الذي قام بزيارة المملكة العربية السعودية في يوليو الماضي وقام بمصافحة بن سلمان “القبضة” وذلك بسبب تأمين ملف الطاقة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي.

وعلى الرغم من ذلك لم ترفع السعودية حجم إنتاجها من النفط في تحدي علني للإدارة الأمريكية وهذا القرار الذي يخدم مصلحة روسيا بشكل كبير التي تسببت في تلك الأزمة والتي تحتمي بها المملكة حالياً

أخلف بوعده 

يتساءل البعض لماذا أخلف جو بايدن الرئيس الأمريكي بوعده تجاه السعودية وبن سلمان بالأخص؟!.. عقب البيت الأبيض على قرار الحصانة الأخير مشيراً أنه عرف دولي وإذا لم تحترمه الولايات المتحدة الآن فليس من المستبعد ألا تحترمه الدول في المستقبل القريب تجاه الرئيس الأمريكي.

لكن بعض المحللين ذهبوا إلى أن ظروف الحرب هي من وضعت بايدن في هذا الموقف الذي لا يحسد عليه فهو مضطر للتهدئة في تلك الفترة.. والبعض الآخر ذهب أنه تصرف بشكل خاطئ تجاه بن سلمان فكان من الأحرى أن يعاقبه حتى في ظل تلك الظروف التي يمر بها العالم.

لكن خبراء ذهبوا إلى أن مال السعودية قد تحدث في الأوساط الأمريكية أي أن المملكة أنفقت أموال طائلة على جماعات الضغط في الولايات المتحدة والتي أثرت على قرار الرئيس الأمريكي.

الخلاصة أن أي من السيناريوهات الماضية والتي جعلت الرئيس الأمريكي يخلف وعده فهي لا تمنع أن محمد بن سلمان مجرم يده ملطخة بالدماء أمام العالم أجمع ولابد من أنه سوف يحاسب بسبب أفعاله الإجرامية عاجلاً ام أجل.

 

اقرأ أيضاً : بمباركة ولي العهد محمد بن سلمان.. انتشار واسع النطاق للمخدرات والكبتاغون بالمملكة العربية السعودية