أجرت مجلة “972+” الرقمية الإسرائيلية تحقيقا يوثق بالصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو حجم الدمار الهائل في قطاع غزة، الذي تسببت فيه الغارات الجوية والجرافات الإسرائيلية، وأوقعت أعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى.
التحقيق الذي أجراه الصحفي ميرون رابوبورت وزميله المصور الصحفي أورن زيف، كشف عن حملة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى جعل قطاع غزة مكانا غير صالح للعيش، بحسب شهادات جنود إسرائيليين، وصور الأقمار الصناعية.
شهادة الجنود وصور الدمار
تتحدث الصور والفيديوهات التي تضمنها التحقيق عن مشاهد دبابات تجوب أرجاء غزة، وجرافات تهدم المباني، وجنودا يبتسمون وخلفهم منازل تلتهمها النيران.
ووثق التحقيق تدمير أكثر من 50 ألف وحدة سكنية في مدينة رفح وحدها، أي ما يعادل 90% من أحيائها، وتحويل المدينة إلى منطقة عازلة بعد تسوية مبانيها بالأرض.
لماذا يتم تدمير المباني؟
بحسب شهادات الجنود، فإن عمليات الهدم ليست ناتجة عن معارك أو مواجهات مباشرة، بل تتم بشكل ممنهج بأوامر عليا. الهدف هو خلق مناطق عازلة، وتدمير المناطق القريبة من السياج الحدودي، حتى لو لم تكن تشكل تهديدا عسكريا. التقرير الصحفي أشار إلى أن التدمير لا يقتصر على غزة، بل يمتد إلى جنوب لبنان، حيث استخدمت نفس التكتيكات خلال اجتياح 2024.
التدمير كأداة للتطهير العرقي
أوضح التحقيق أن الدمار المنهجي يهدف إلى إخلاء المناطق السكنية، وخلق واقع ديموغرافي جديد، وهو ما وصفه بعض الخبراء بأنه جزء من “خطة ترامب”، التي تهدف إلى تقليل الكثافة السكانية الفلسطينية في المناطق الحدودية. كما أن استخدام الجرافات المدرعة من طراز (دي 9) التابعة لشركة كاتربيلر يعكس أن التدمير ليس عشوائيا، بل مخطط له بعناية.
ختام: جريمة حرب تحت غطاء الضرورات الأمنية
تدمير الممتلكات والبنية التحتية المدنية دون ضرورة عسكرية يشكل جريمة حرب، وفقا للقانون الدولي.
إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل هذه السياسة دون رادع، في ظل غياب المساءلة الدولية، واستمرار الدعم السياسي والعسكري الغربي لإسرائيل.
ويبقى الدمار في غزة شاهدا على هذه السياسة الممنهجة التي تهدف إلى تحويل القطاع إلى منطقة غير صالحة للعيش.
اقرأ أيضًا : دناءة الاحتلال.. إسرائيل تستخدم المساعدات طعمًا لتهجير سكان غزة
اضف تعليقا