انطلق في العاصمة البحرينية المنامة، صباح اليوم، الإثنين، اجتماع مجموعة العمل الوزارية حول أمن الملاحة البحرية والجوية التابعة لعملية وارسو، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وبولندا، وبمشاركة أكثر من 60 دولة، من بينها إسرائيل.

الاجتماع الذي يستمر على مدار يومين يعد إحدى نتائج المؤتمر الدولي لدعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط، الذي عقد بمدينة وارسو في فبراير وركزت أجندته على مواجهة إيران، ليعبر كلا المؤتمرين (في وارسو والمنامة) عن إصرار دولي على مواجهة “إرهاب طهران وتهديدها للملاحة في المنطقة” بحسب البيانات الرسمية للمؤتمر.

 

مشاركة إسرائيلية

قالت القناة (13) الإسرائيلية الخاصة إن وفدًا إسرائيليًا سيشارك في مؤتمر بالبحرين، لبحث التحالف البحري لحماية الملاحة الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة، كما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الخارجية الإسرائيلية ستشارك عبر وفد في مؤتمر البحرين الذي يعقد في المنامة يومي الأحد والإثنين لبحث مسألة حماية القطع البحرية في الخليج، مما سمّوها “التهديدات الإيرانية”.

وقالت وكالة “رويترز” البريطانية، اليوم، أن مسؤولة وزارة الخارجية الإسرائيلية، دانا بنفينستي، رئيسة قسم مكافحة الإرهاب، هي التي ترأست الوفد الرسمي في اجتماع المنامة،  في إشارة جديدة على أن دول الخليج العربية وإسرائيل تتجاوز العداوات الطويلة للتركيز على ما يُنظر إليه على أنه تهديد مشترك تمثله إيران.

 

إدانة فلسطينية

استنكرت حركة “حماس”، أمس الأحد، مشاركة وفد إسرائيلي في مؤتمر أمني في المنامة، مؤكدة على أن محاولات دمج الاحتلال في المنطقة العربية لن تنجح، حيث قال المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم في تصريح صحفي، إنّ “مشاركة وفد من حكومة الاحتلال في مؤتمر أمني في البحرين، هو فعل مدان، ويتعارض مع ضمير الأمة العربية”.

واعتبر قاسم أن الجهات التي تطبّع مع الاحتلال الإسرائيلي جزءًا من الاعتداءات التي تطال الفلسطينيين، واستباحة المسجد الأقصى المبارك من قطعان المستوطنين، كما أكد على أنّ كل محاولات دمج الاحتلال في المنطقة العربية “لن تنجح؛ فالأمة ستظلّ تعتبرها عدوها المركزي، ولن تغفر لها جرائمها المتواصلة ضد كل مكونات الأمة”.

 

إيران تدين المؤتمر

نددت طهران بمؤتمر أمن الملاحة البحرية والجوية، المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن المؤتمر سيفشل في تحقيق أهدافه ولن ينجح في الحد من نفوذ إيران في المنطقة، معتبرًا أن نفوذ إيران تاريخي وقديم.

فيما قال علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، خلال مؤتمر صحفي، إنه لا يمكن استبعاد طهران من أي جهود للحفاظ على أمن منطقة الخليج، مشددًا على أنه لا يمكن ضمان أمن الخليج، من دون مشاركة جميع دول المنطقة، كما استنكرت طهران مشاركة وفد إسرائيلي في مؤتمر المنامة، حيث قال عباس موسوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن “استضافة إسرائيل في قمة المنامة أمر مؤسف”، مضيفًا أن “البحرين تزعم أنها إسلامية وعربية وتستدعي كيانا مارس 70 سنة من الجرائم ضد الأمة العربية، وتسعى لتطبيع العلاقات معه”.

بينما قال المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي، إن “إسرائيل عنصر غير مرغوب به في المنطقة” وأن بلاده لا تعير اهتمامًا لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين فيما يتعلق بأمن الخليج، معرباً عن استغرابه من “إمكانية توفير إسرائيل الأمن في المنطقة، بينما أنها المسؤول الأكبر عن زعزعة أمن الخليج”.

 

أمريكا تسعى لتحالف بحري ضد إيران

تحاول الولايات المتحدة تشكيل تحالف بحري عالمي لتأمين قنوات التجارة الهامة في أعقاب هجمات على ناقلات في مياه الخليج في مايو ويونيوالماضيين والتي تتهم واشنطن إيران بشنها، رغم نفي طهران، إذ تصاعدت التوترات منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي من اتفاق أُبرم عام 2015 بين القوى العالمية وإيران، وكانت إيران وافقت بموجب ذلك الاتفاق على تقييد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات.

ومنذ انسحابها من الاتفاق، أعادت واشنطن فرض مجموعة شاملة من العقوبات بهدف وقف صادرات النفط الإيرانية، وخفضت طهران بدورها التزاماتها فيما يتعلق بتقييد برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

في يوليو الماضي، أعلنت واشنطن أنها تسعى إلى تشكيل تحالف عسكري “في غضون أسابيع” بادعاء حماية المياه الاستراتيجية في الخليج، وستوفر الولايات المتحدة بموجب الخطة، سفن قيادة للتحالف العسكري وستقود جهوده للمراقبة والاستطلاع، وفي أغسطس الماضي، كما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن بلاده ستشارك في المهمة الأمنية والاستخباراتية البحرية في الخليج العربي.

وفي منتصف سبتمبر، تعرضت منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية إلى هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة، وقد تبنى الحوثيون في اليمن الهجوم، لكن الولايات المتحدة قالت إن الهجمات انطلقت من إيران، وهو ما نفته طهران، وعرضت توقيع اتفاقية “عدم اعتداء” مع دول الخليج.

 

الخليج العربي يمارس التطبيع مع إسرائيل في العلن

تعتبر إسرائيل دول الخليج العربية السنية حليفة طبيعية ضد إيران الشيعية، لكن لا تربطها علاقات رسمية سوى مع دولتين عربيتين فقط، هما مصر والأردن المجاورتان، إذ قامت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل عام 1979 وبين الأردن وإسرائيل عام 1994.

تعد هذه الزيارة الإسرائيلية الرسمية الثانية للبحرين من نوعها في أقل من نصف عام، حيث شاركت تل أبيب قبل أربعة أشهر (يونيه الماضي) في مؤتمر “السلام من أجل الرخاء” الذي ناقش خطة سلام أمريكية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في إطار ما يعرف بـ “صفقة القرن”، علما أن مجموعة من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين الإسرائيليين ألغوا زيارة مقررة إلى مؤتمر اقتصادي في المنامة، في شهر أبريل 2019، بسبب “مخاوف أمنية”، في أعقاب حملة إعلامية قام بها معارضون بحرينيون للزيارة.

وفي العام الماضي، استضافت سلطنة عمان نتنياهو في زيارة مفاجئة، وكانت المرة الأولى التي يزور فيها زعيم إسرائيلي السلطنة منذ 22 عاما، وفي وقت لاحق زار وزير إسرائيلي الإمارات.