في جريمة مروعة تضاف إلى سجل المجازر الإسرائيلية المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال صباح اليوم الأربعاء مجزرة دموية في جباليا شمالي القطاع، راح ضحيتها 12 شهيداً، بينهم أم وخمسة من أطفالها.

الغارتان الإسرائيليتان استهدفتا منزلاً سكنياً في منطقة جباليا البلد، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل، وإلحاق أضرار جسيمة بمنازل مجاورة، وسط مشاهد مأساوية لانتشال الأطفال والضحايا من تحت الأنقاض، في ظل عجز كبير لطواقم الدفاع المدني التي واجهت صعوبات ضخمة في الوصول إلى المفقودين بسبب الدمار الهائل.

المجزرة تأتي بعد أيام من مجزرة مماثلة في بيت لاهيا، حيث استشهد تسعة فلسطينيين، بينهم صحفيون ومسعفون، في استهداف مباشر من قوات الاحتلال.

وبينما تواصل إسرائيل قصفها على شمال القطاع، نزح آلاف الفلسطينيين قسراً من مناطق بيت لاهيا ومحيطها نتيجة الإنذارات الإسرائيلية المتكررة، في سياسة تهجير ممنهجة تستكمل حلقات النكبة المستمرة منذ عام 1948.

توسع في رقعة العدوان: رفح وخان يونس تحت النار

 ولم يقتصر القصف على شمال القطاع فحسب، بل امتد إلى مناطق متفرقة جنوباً، حيث استشهد رجل وامرأة في قصف بطائرة مسيّرة استهدف وسط مدينة خان يونس.

وفي رفح، استشهد ما لا يقل عن ثلاثة فلسطينيين بينهم مدنيون، إثر استهداف من طائرات الاحتلال ومدفعيته، وخاصة في منطقة المواصي التي يفترض أنها مناطق آمنة للنازحين، وفق الادعاءات الإسرائيلية. 

وقد تزامن هذا التصعيد مع إعلان جيش الاحتلال عن هجوم عسكري على حي تل السلطان غرب رفح، ما تسبب في موجة نزوح جديدة لعشرات العائلات، وسط تحذيرات من وقوع كارثة إنسانية متجددة.

كما أصيب فلسطيني برصاص قناص إسرائيلي شرق حي الزيتون جنوب مدينة غزة، في مشهد يعكس تعمد الاحتلال استهداف المدنيين في الأحياء السكنية وعلى أطراف المناطق الزراعية، ما يضاعف من معاناة السكان في ظل الحصار والإغلاق المستمر للمعابر، وتدهور الأوضاع الصحية والمعيشية في القطاع.

رشقات المقاومة: الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال

في المقابل، لم تبقَ المقاومة الفلسطينية صامتة إزاء هذه الجرائم المتكررة، إذ أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن إطلاق رشقة صاروخية جديدة اليوم الأربعاء تجاه مستوطنات غلاف غزة، مؤكدة أن هذا القصف يأتي رداً على المجازر الإسرائيلية المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

ويُعد هذا التطور استمراراً لعمليات الرد التي نفذتها الفصائل الفلسطينية خلال الأيام الماضية، حيث أعلنت سرايا القدس عن تبنيها لرشقتين صاروخيتين، بينما أعلنت كتائب القسام في وقت سابق عن استهدافها مدينة تل أبيب بثلاثة صواريخ بعيدة المدى.

من جهته، أكد جيش الاحتلال رصد صاروخين أُطلقا من وسط القطاع، مشيراً إلى أن منظومة القبة الحديدية اعترضت أحدهما، فيما سقط الآخر في منطقة مفتوحة. 

وفي الوقت ذاته، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجهات الأمنية تأكيدها رصد أربع عمليات إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، ما يعكس حالة الاستنزاف المستمرة التي تفرضها المقاومة على الاحتلال.

تصعيد مستمر ومأساة إنسانية تتفاقم

تعكس هذه التطورات حجم المأساة المتواصلة في قطاع غزة، حيث لا يكاد يمر يوم دون ارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين، وسط عجز دولي مريب، وتواطؤ بعض الأطراف مع سياسات الاحتلال الدموية.

في المقابل، تواصل المقاومة الفلسطينية أداءها، رغم كل الظروف الصعبة، باعتبار الرد على الجرائم حقاً مشروعاً تؤكده كل الأعراف والقوانين. 

وبينما تصعد إسرائيل من هجماتها بعد رفضها الاستمرار في مفاوضات وقف إطلاق النار، تبقى صورة العدوان الهمجي واضحة للعالم، ومعها تتعاظم مسؤولية الشعوب الحرة والقوى الحية في الوقوف بوجه آلة القتل الإسرائيلية، وفضح جرائمها في كل المحافل الدولية.

اقرا أيضًا : مجازر متواصلة في رفح وخانيونس: الاحتلال يصعّد قصفه وسط صمت عربي وتواطؤ دولي