تتجذر العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عبر التاريخ، لكن في الآونة الأخيرة توطدت العلاقات بشكل لافت في سبيل السيطرة وبسط النفوذ خاصة بعد صعود محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لسدة الحكم مع تنامي سيطرة محمد بن زايد.

اتفق الحاكمان على تنفيذ مخططات ومؤامرات في المنطقة على رأسها الحرب في اليمن وحصار دولة قطر خارجياً، أما داخلياً فقد شرعا في سحق المعارضة والتنكيل بالناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

مؤخراً تنامت مؤشرات تدل على خلاف كبير دب بين بن سلمان ومحمد بن زايد، وذلك بعد رفض ولي العهد السعودي دعوة رسمية من الرئيس الإماراتي لحضور اللقاء العربي التشاوري في أبوظبي.

علاوة عن ذلك فقد أكدت تقارير أن محمد بن سلمان يتعرض لعملية ابتزاز من قبل محمد بن زايد، الذي يطمح لكبح جماح ولي العهد، الذي يشاركه الجشع في السيطرة وبسط نفوذه على المنطقة العربية.

مؤشرات الخلاف 

لم يكتفي ولي العهد محمد بن سلمان بعدم الحضور إلى اللقاء العربي التشاوري الذي دعا له محمد بن زايد، بل وتجاهل تماماً الدعوة ولم يرد عليها وفقاً للأعراف الدبلوماسية المعمول بها، علاوة عن ذلك فإن ابن الملك لم يفد ممثل عنه إلى اللقاء.

هذه الحادثة ليست الأولى التي تدل على توتر العلاقات بين الرجلين فمن قبل رفض محمد بن زايد حضور “قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية” و”قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية” في الرياض.

إضافة لذلك فقد أدى قرار المملكة بخفض إنتاج النفط في إحداث شقاق بين البلدين وهو القرار الذي أغضب الجانب الأمريكي ما اضطر محمد بن زايد لإرسال أخاه طحنون مستشار الأمن الوطني للمملكة، من أجل تراجع بن سلمان عن ذلك القرار ولكن الأمر قوبل بالرفض.

من جهة أخرى فإن بعض التحركات الإماراتية في اليمن في مناطق نفوذ المملكة أغضبت بن سلمان وهو ما وضح جلياً، كل ذلك لا يضع مجالاً للشك أن العلاقات تأخذ طور التوتر.

 

شخصية ولي العهد 

العلاقات بين الدول لا تستمر على الدوام، فعدو اليوم قد يكون حليف الغد وحليف اليوم قد يكون عدو الغد، وأهل الحكم والسياسة أعلم بذلك، وهو ما يطرح سؤالاً هل يرى محمد بن زايد تلك الخلافات مؤقتة أم أنه يكون لديه أزمة مع شخصية ولي العهد.

في نوفمبر عام 2020 نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية تقريراً حول تقييم ولي العهد من وثائق إماراتية مسربة تتضمن تقييماً لولي العهد السعودي وقد أعدته وزارة الشؤون الخارجية بالإمارات وأشرف عليه الوزير أنور قرقاش.

خلص التقرير المسرب إلى أن ولي العهد السعودي سلطوي ومتهور وفاشل وذلك هو انطباع محمد بن زايد عن محمد بن سلمان ولذلك بدأت علاقتهم باتفاق وتنتهي الآن بابتزاز الرئيس الإماراتي لولي العهد السعودي.

يستغل محمد بن زايد الملف النفطي والذي تسبب بشكل كبير بزعزعة العلاقات السعودية الأمريكية ولذلك قام بتهديده أكثر من مرة بإعلان الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بلس وهو ما يضغط على ولي العهد السعودي وتسبب في غضبه وعزوفه عن الحضور إلى الإمارات.

اقرأ أيضاً : تراجع حاد للاستثمار الخارجي في المملكة العربية السعودية.. ما دلالة ذلك؟!