في ظل استمرار الصراع في السودان، باتت الإمارات وأذرعها الإعلامية تلعب دورًا خطيرًا في الترويج لمخططات تفتيت البلاد عبر دعمها لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وإعطاء مساحة واسعة لقادتها على منابرها الإعلامية، بهدف شرعنة مشروع تقسيم السودان وتحويله إلى دويلات متناحرة.

في هذا السياق، أجرت قناة “سكاي نيوز عربية”، المعروفة بتوجهاتها الموالية للإمارات، مقابلة مع عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، ليقدم رواية تتماشى تمامًا مع الأجندة الإماراتية الرامية إلى إضفاء الشرعية على التمرد العسكري، وتصويره كحل للأزمة السودانية.

الدعم السريع.. مشروع تفتيت لا إنقاذ

🔹 الميثاق السياسي.. غطاء للانفصال

خلال حديثه، حاول دقلو الترويج للميثاق السياسي الذي أعلنه الدعم السريع، واصفًا إياه بأنه “الطريق لإنهاء معاناة السودانيين”، لكن في الحقيقة، هذا الميثاق ليس إلا محاولة لفرض واقع جديد يكرس الانقسام ويضع أساسًا لكيانات موازية للدولة السودانية الشرعية، تخدم الأجندة الإماراتية في السيطرة على موارد البلاد، خاصة الذهب والثروات المعدنية.

🔹 شيطنة الجيش السوداني.. استراتيجية إماراتية

من خلال وصفه للجيش السوداني بأنه “جيش مؤدلج للحركة الإسلامية”، يسعى دقلو إلى ترسيخ السردية الإماراتية، التي تهدف إلى شيطنة أي قوة وطنية مستقلة ترفض الوصاية الخارجية. هذا الخطاب يتماهى مع الدعاية الإماراتية التي تحاول تصوير الجيش السوداني على أنه العقبة أمام “السلام”، بينما الحقيقة أن الجيش هو المؤسسة الوطنية الوحيدة التي تقف ضد سيناريوهات التقسيم التي تمولها أبوظبي.

🔹 حديث عن جيش موحد.. غطاء لمشروع الحرب الأهلية

يدّعي دقلو أن الدعم السريع يسعى إلى “تشكيل جيش وطني موحد”، في الوقت الذي تقود فيه قواته مجازر ضد المدنيين في دارفور، والخرطوم، والجزيرة. الحقيقة أن هذا الحديث ما هو إلا محاولة لتضليل الرأي العام وإخفاء حقيقة أن الدعم السريع هو ميليشيا ممولة من الإمارات، تعمل على فرض الأمر الواقع بقوة السلاح، في مخطط يشبه ما حدث في ليبيا عبر ميليشيات حفتر.

الإمارات.. الداعم الرئيسي لمشروع الفوضى

🔹 الترويج عبر الإعلام الموجه

استضافة دقلو عبر “سكاي نيوز عربية” ليست صدفة، بل هي جزء من الإعلام الموجه الذي تستخدمه الإمارات لتبرير تدخلاتها في السودان. فمن خلال قنواتها، تحاول الترويج لفكرة أن الميليشيات الانفصالية هي البديل الأفضل، تمامًا كما فعلت في اليمن، وليبيا، والصومال.

🔹 تمويل الحرب واستنزاف السودان

التقارير الدولية تؤكد أن الإمارات تواصل تمويل وتسليح قوات الدعم السريع، مما يطيل أمد الحرب، ويدفع البلاد نحو مزيد من الانهيار والتقسيم، بهدف الهيمنة على موارده الطبيعية وفرض مشروع جديد يضمن تبعية السودان لحلفائها الإقليميين.

🔹 اللعب بورقة الفصائل المسلحة

محاولة دقلو إغراء عبد العزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وإرسال إشارات لعبد الواحد نور، قائد حركة جيش تحرير السودان، ليست إلا مناورة إماراتية لتفكيك السودان عبر خلق تحالفات عسكرية متناقضة، تؤدي إلى صراعات داخلية دائمة تجعل الدولة غير قابلة للاستقرار.

 السودان أمام مؤامرة خطيرة

ما قاله عبد الرحيم دقلو ليس إلا محاولة لإعادة صياغة الواقع، والتغطية على حقيقة أن الدعم السريع ليس سوى أداة لمشروع إماراتي يستهدف تمزيق السودان واستنزافه. ولكن رغم كل محاولات الترويج الإعلامي، تبقى الحقيقة واضحة:

📌 الدعم السريع قوة انفصالية، لا يمكن أن يكون جزءًا من الحل، بل هو السبب الرئيسي في الأزمة الحالية.

📌 الإمارات تلعب بالنار، وتحاول فرض مشروع تقسيم السودان عبر أدواتها العسكرية والإعلامية.

📌 الجيش السوداني، رغم التحديات، يظل المؤسسة الوحيدة التي تقف في وجه المخططات الخارجية.

السودانيون أمام لحظة حاسمة، فإما أن يقاوموا المشروع الإماراتي الساعي لتقسيم البلاد، أو أن يصبح السودان ساحة أخرى لحروب الوكالة التي تديرها أبوظبي لصالح أجنداتها الإقليمية.

 

اقرأ أيضا: الإمارات تُحرك الدعم السريع نحو تقسيم السودان.. مخطط انفصالي في نيروبي