في ذكرى وفاته الأولى، ما زالت سيرة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي حاضرة وبقوة في أذهان الكثيرين من أبناء وطنه، حتى وإن تآمرت عليه قوى الشر في بلاده وحاول إعلام النظام تهمشي سيرته وطمسها، فإن هناك الملايين في شتى أنحاء العالم يذكرون له مواقفه الشجاعة في القضايا المصرية والإقليمية.

فجاءت الذكرى الأولى لوفاة “مرسي” داخل محبسه، لتثبت مدى حبه ومكانته في قلوب الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في العالم العربي والإسلامي.

حيث شارك آلاف الناشطون في نعيه واستذكار مناقبه واستعراض أحوال مصر من بعده، في الوقت الذي توسعت النقاشات بين مؤيد ومعارض حول قدراته، فيما لم يخل الأمر من الهجوم عليه من قبل مؤيدي السلطة الحالية.

وتصدر وسم “مرسي” مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، مع تعبير الناشطون عن مشاعرهم تجاه الرئيس الراحل عبر عدة وسوم، حيث تفاعل المغردون مع ذكرى وفاة أول رئيس منتخب لمصر بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011، كما احتل وسم (#محمد_مرسي) صدارة “تويتر” في مصر ودول عربية، بينما دشن ناشطون وسوما أخرى، كان أبرزها (#في_ذكرى_الرئيس_الشهيد).

وفي الوقت الذي تعيش فيه أزمة شديدة بسبب “سد النهضة” مع إثيوبيا ودخولها مرحلة حرجة، تهدد حصة مصر من مياه النيل، علق العديد من المغردون على مسألة عدم تفريط “مرسي” في الأرض المصرية أو ثروات البلاد، مقابل ما حدث الآن في قضية السد، وتفريط السيسي في جزيرة تيران وصنافير بالبحر الأحمر للسعودية.

كما اعتبر العديد من النشطاء أن وفاة الرئيس السابق كانت “عملية قتل” من السلطات المصرية له، وليست وفاة عادية كما أشارت السلطات المصرية.

وباتت الكلمة التي أطلقها “مرسي” قبل وفاته داخل قفص محاكمته في قضايا تخابر مع حركة “حماس” وقطر، شعارا شاركه ناشطون بكثافة، وهي: “بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام”.

فيما أشار مغردون إلى لحظات وفاة “مرسي”، وكيف تجاهله قاضي المحكمة والحرس المحيط بالقفص بعد سقوطه داخله، لمدة قاربت 20 دقيقة، وفق ما كشفته صحف غربية، ما يجعل هذه الوفاة قضية قتل عمد.

وفي السياق ذاته، نشرت قناة “تي آر تي” التركية الرسمية، الناطقة بالعربية، عبر حسابها بـ”تويتر”، مقطع فيديو أظهر تغطية الإعلام المصري لوفاة “مرسي”، العام الماضي، حيث أظهر الإعلاميون المقربون من السلطة الحالية شماتة في الأمر، بينما حاول البعض الآخر تبرير الوفاة بهذه الصورة، وجرموا محاولة التعاطف معه.

وفي 17 يونيو/حزيران 2019، توفي الرئيس السابق “محمد مرسي”، أثناء محاكمته إثر نوبة قلبية مفاجئة، بينما حملت جماعة الإخوان التي ينتمي إليها “مرسي”، السلطات مسؤولية وفاته، واعتبرته “شهيدا” جراء ما اعتبرته “إهمالا صحيا”، نفته السلطات بشدة مؤكدة أن الوفاة “طبيعية”.

وأثيرت شكوك كثيرة في ملابسات وفاة “مرسي”، من قبل سياسيين وبرلمانيين وحقوقيين، ومفوضية حقوق الإنسان الأممية، حيث اعتبرها البعض “قتلا متعمدا” بسبب الإهمال الطبي، وطالبوا بتحقيق دولي في الأمر.

اقرأ أيضاً: الذكرى الأولى للرئيس مرسي .. أحداث لا تنسى وفعاليات لإحياء ذكراه