في خطوة جديدة من جانب الاحتلال الإسرائيلي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، توجه عشرة أعضاء من الكنيست الإسرائيلي إلى رئيس بلدية الاحتلال في القدس، موشيه ليون، مطالبين بتركيب لافتات باللغة العبرية تشير إلى ما يسمونه “جبل الهيكل” في مناطق محيطة بالمسجد الأقصى في البلدة القديمة.
هذه الخطوة تأتي في إطار مساعي إسرائيلية مستمرة لتوسيع السيطرة على الأماكن المقدسة في القدس وتغيير واقع المدينة بشكل يتماشى مع الأيديولوجيات الصهيونية.
في رسالتهم، دعا أعضاء الكنيست إلى وضع هذه اللافتات في وقت حساس يتزامن مع استعدادات الاحتلال للاحتفال بعيد الفصح اليهودي، حيث يتوقع أن يشهد المسجد الأقصى اقتحامات واسعة من قبل المستوطنين اليهود، وهو ما يعكس تصاعد الهجمات ضد الأقصى في الآونة الأخيرة.
من بين الأعضاء الموقعين على هذه الرسالة: دان إيلوز، يتسحاق كرويزر، نيسيم فاتوري، حانوخ ميلبيتسكي، سيمحا روتمان، موشيه باسال، كاتي شطريت، أميت هاليفي، ليمور سون هار ماليخ، وأرييل كيلنر.
ورافق هذه المطالبات تصريحات من توم نيساني، المدير التنفيذي لمنظمة “بيدينو من أجل جبل الهيكل”، الذي أكد أن هذه القضية كانت جزءاً من تقرير مراقب دولة الاحتلال، مدعياً أنه من “المستحيل قبول السياسة التمييزية” التي تتبعها بلدية القدس في التعامل مع الأماكن المقدسة.
وفي وقت سابق، في يناير الماضي، قام نشطاء من جماعات الهيكل المتطرفة بتثبيت لافتات تشير إلى المسجد الأقصى باسم “جبل الهيكل” باللغة العبرية، وذلك في محيط المسجد وبالقرب من الزاوية الجنوبية الغربية لسور القدس.
مشروع صهيوني لاستهداف المقدسات
التحركات الإسرائيلية الأخيرة تأتي في وقت تزداد فيه محاولات الاحتلال لتوسيع سيطرته على المسجد الأقصى المبارك، وهو ما أكده بيان وزارة الأمن القومي الإسرائيلي، التي كان يرأسها إيتمار بن غفير، والتي أدرجت خطة سنوية لعام 2024 تركز على تعزيز السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، بما في ذلك وضع تدابير تكنولوجية وإلكترونية للشرطة في ساحة الحرم، وهو ما يعكس مخطط الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المدينة المقدسة.
وخلال السنوات الماضية تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس، خاصة المسجد الأقصى، وبات واضحاً أن ثمة مشروعا إسرائيليا يتم تنفيذه في المدينة، ويهدف لتغيير الواقع الديني والسكاني والديمغرافي فيها، وفرض حقائق جديدة تُعرقل أي مطالبة للفلسطينيين بالمدينة، وتُخفي المعالم العربية منه
في هذا السياق، لا يمكن إغفال أن انتفاضة “طوفان الأقصى” التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023 كانت رد فعل طبيعي ومشروع من قبل الفلسطينيين لحماية مقدساتهم والدفاع عن المسجد الأقصى في مواجهة التهديدات المستمرة من الاحتلال الإسرائيلي.
هذه الهجمات الإسرائيلية المتزايدة ضد المسجد الأقصى وما يرافقها من محاولات لتغيير طابع المدينة المقدسة كانت أحد المحركات الرئيسية لهذه الانتفاضة، التي جددت التأكيد على أن الدفاع عن الأقصى والمقدسات الإسلامية هو واجب ديني وإنساني لا يمكن التراجع عنه.
اضف تعليقا