تستمر الهجمات بالطائرات المسيرة على مدينة بورتسودان شرقي السودان لليوم السابع على التوالي، بينما قتل 14 شخصاً وأصيب آخرون في قصف مدفعي استهدف مخيم أبو شوك في شمال دارفور غربي البلاد.
وتثير هذه الهجمات تساؤلات حول الجهات الداعمة لهذه العمليات المسلحة، وسط اتهامات للإمارات بدعم قوات الدعم السريع التي تواصل ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين.
هجمات متواصلة على بورتسودان
في ساعات الفجر الأولى من اليوم السبت، تعرضت مدينة بورتسودان لهجوم جديد بالطائرات المسيرة، فيما أعلن الجيش السوداني عن تفعيل دفاعاته الجوية للتصدي لهذه الهجمات.
وقالت مصادر عسكرية سودانية إن المسيّرات التي هاجمت المدينة انطلقت من مناطق تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، التي تحظى بدعم مالي وعسكري من دولة الإمارات.
ويؤكد الجيش السوداني أن بورتسودان، التي تعد المقر المؤقت للحكومة، تتعرض منذ أيام لضربات بالطائرات المسيرة، مستهدفة مواقع استراتيجية، بما في ذلك مقرات المساعدات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة التي تؤوي آلاف النازحين.
وفي هذا السياق، أفادت شركة كهرباء السودان أمس الجمعة، بأن محطة عطبرة التحويلية تعرضت لهجوم جوي أدى إلى اندلاع حريق كبير، متسببة في انقطاع التيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر.
قصف مدفعي وقتلى في دارفور
وفي شمال دارفور، شهد مخيم أبو شوك مأساة إنسانية جديدة، حيث قُتل 14 شخصاً، بينهم عشرة أفراد من عائلة واحدة، نتيجة قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع.
ووفقاً لغرفة طوارئ المخيم، فإن الهجوم أدى إلى موجة نزوح جماعي جديدة من المنطقة في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.
وتشهد دارفور منذ أشهر تصعيداً عسكرياً من قبل قوات الدعم السريع، التي تواصل استهداف المدن والمخيمات التي لا تزال خارج سيطرتها.
وتشير التقارير إلى أن هذه القوات المدعومة من الإمارات تهدف إلى السيطرة على كامل إقليم دارفور لتعويض خسارتها للعاصمة الخرطوم في أواخر مارس/آذار الماضي.
الدور الإماراتي وتأجيج الصراع
ويُثار الكثير من الجدل حول دور الإمارات في دعم قوات الدعم السريع، التي تُتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
وتتهم مصادر حقوقية الإمارات بتقديم الدعم المالي والعسكري لهذه القوات، بما في ذلك تزويدها بالأسلحة والذخائر، وتوفير الغطاء السياسي لجرائمها عبر الدعم الدبلوماسي.
وبينما تدعو الأمم المتحدة إلى توفير ممرات آمنة لإغاثة المدنيين في دارفور، تستمر الإمارات في تجاهل هذه الدعوات، متبنية سياسة التدخل غير المباشر في النزاع السوداني عبر وكلائها المحليين.
وتؤكد تقارير حقوقية أن الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع ساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور، وتحويل النزاع إلى صراع دموي يهدد حياة الملايين.
ويأتي هذا فيما فرّ نحو 20 ألف شخص من السودان إلى تشاد خلال الأسبوعين الماضيين هرباً من أعمال العنف في دارفور، وفقاً للأمم المتحدة، التي حذرت من أن الأوضاع الإنسانية تتدهور بوتيرة “مثيرة للقلق”.
وفي ظل هذا المشهد الكارثي، يبقى السؤال: هل سيستمر الدعم الإماراتي لهذه الميليشيات في تأجيج الصراع وزيادة معاناة السودانيين؟
اضف تعليقا