Met with Moroccan Foreign Minister Bourita to re-affirm the strong U.S.-Morocco partnership. I reiterated that the U.S. recognizes Moroccan sovereignty over Western Sahara and supports Morocco’s Autonomy Proposal as the only basis for a just and lasting solution to the dispute. pic.twitter.com/D9dkQaXf0P
— Secretary Marco Rubio (@SecRubio) April 9, 2025
بينما كانت غزة تُحاصر وتُقصف وتُدفن عائلات بأكملها تحت ركام بيوتها، وبينما كانت الشعوب العربية تهتف للقدس والمقاومة، كان النظام المغربي يتلقى التهنئة على مستوى عالٍ من الإدارة الأمريكية. تهنئة على ماذا؟ على ما وصفه السيناتور ماركو روبيو بـ”الشراكة الاستراتيجية”، وعلى موقف المغرب “الثابت” في قضية… ليست فلسطين، بل الصحراء الغربية.
في منشور رسمي نشره روبيو – الذي يُقدّم نفسه الآن كـ”وزير الخارجية الأمريكي” – أعلن صراحة أن الولايات المتحدة تدعم السيادة المغربية على الصحراء الغربية، وتعتبر مقترح الحكم الذاتي المغربي هو “الحل الوحيد العادل والدائم للنزاع”
الصفقة غير المعلنة: فلسطين مقابل الصحراء
منذ أن وقّعت الرباط اتفاق التطبيع مع إسرائيل في ديسمبر 2020، ظلّت الرواية الرسمية للنظام المغربي تبرر الخطوة بأنها “لخدمة القضية الفلسطينية”، وبأن المغرب “لن يساوم على القدس”.
لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع ولم يُعلن عنها رسميًا، هي أن الرباط قدّمت التطبيع على طبق من ذهب مقابل صفقة واحدة: اعتراف أمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهو ما فعله دونالد ترامب في أيامه الأخيرة، وتم التمسك به في إدارات متعاقبة.
تغريدة ماركو روبيو – التي جاءت بعد لقاء مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة – لم تكن فقط تجديدًا لهذا الاعتراف، بل كانت تذكيرًا بأن المغرب اليوم لا يتحرك في السياسة الدولية كداعم لفلسطين، بل كطرف يراهن على تقاطع مصالحه مع واشنطن وتل أبيب، ولو على حساب الدم الفلسطيني.
الرباط صامتة.. وتل أبيب تنفذ المجازر
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، كان الموقف المغربي الرسمي صادمًا في ضعفه وصمته وتواطئه. لم تصدر عن القصر الملكي إدانة صريحة واحدة للعدوان، ولم يُسحب السفير المغربي من تل أبيب، بل شارك مسؤولون مغاربة في اجتماعات أمنية ودبلوماسية ضمن آليات التنسيق الإقليمي لما بعد الحرب.
في الوقت ذاته، استمرت العلاقة مع إسرائيل في التقدم: اتفاقيات أمنية، زيارات اقتصادية، وتعاون استخباراتي. بل إن التقارير كشفت أن المغرب أبرم صفقات أسلحة مع إسرائيل في عز القصف على غزة، في رسالة واضحة: فلسطين ليست على جدول الأولويات، إن لم تكن في خانة الخصوم.
من القدس إلى العيون.. الانحراف الكامل للبوصلة
حين قبل النظام المغربي بأن تكون القدس سلعة تفاوض مقابل الصحراء، فقد البوصلة الأخلاقية والسياسية التي طالما ادّعى أنها توجهه.
فكيف لنظام يترأس “لجنة القدس” أن يطبع مع من يحتل القدس في بداية الأمر؟ وكيف لمملكة طالما تباهت بعلاقتها مع الشعب الفلسطيني أن تصمت عن واحدة من أبشع المجازر التي عرفها العصر الحديث؟
الجواب في الصورة: حين يصبح “الكرسي” هو العقيدة، تصبح فلسطين هامشًا في دفتر الحسابات.
ليس جديدا .. لكنه مخيب للآمال
ما كشفه ماركو روبيو ليس جديدًا، لكنه وثيقة رسمية لمرحلة سياسية مغربية تقوم على مقايضة كل شيء – حتى المبدأ – من أجل الدعم الأمريكي والإسرائيلي في ملف داخلي.
وهكذا، فإن من يسأل اليوم “لماذا لا يتكلم المغرب عن غزة؟”، أو “لماذا يصمت الملك عن دماء الفلسطينيين؟”، عليه فقط أن يرى هذه الصورة ويقرأ هذا البيان.
وعليه أن يدرك أن المبادئ لا تتجزأ وأن الذين يبيعون أخاهم اليوم لا يدركون أنهم، في النهاية، سيدفعون الثمن، لأن من باع بيت أخيه لن ينجو لاحقا حتى في عقر داره.
اضف تعليقا