في الوقت الذي تلمّع فيه المملكة العربية السعودية صورتها عالميًا بمليارات الاستثمارات ومشاريع “رؤية 2030” العملاقة، تتكشف يومًا بعد آخر مآسٍ إنسانية صادمة لعمال مهاجرين فقدوا حياتهم في ظروف عمل قاتلة، وسط تعتيم رسمي وتجاهل ممنهج من أصحاب العمل والحكومة.

▪️ ضحايا بلا أسماء.. والفجوة في الأرقام تفضح المستور

في حين تشير الإحصاءات الرسمية السعودية إلى 93 وفاة فقط في عام 2019، كشفت بيانات من بنغلاديش عن مصرع 270 عاملًا بنغاليًا في المملكة في العام ذاته. هذا التفاوت يسلط الضوء على غياب الشفافية، ومحاولات طمس الحقائق عن أوضاع العمال الأجانب.

▪️ انفجار قتل الأب.. وصمت خنق العائلة

قصة أنجالي كوماري راي، أرملة العامل سوريا ناث راي أمات، مثال حيّ على هذا الواقع المؤلم. توفي زوجها في انفجار بموقع عمل سعودي في مايو 2024، بينما كان يعمل لتأمين علاج زوجته المصابة بالسرطان. سبعة أشهر مرت، ولم تتلق العائلة أي تعويض رسمي، بل فقط 525 جنيهًا إسترلينيًا جمعها زملاؤه من العمال تضامنًا.

تقول أنجالي: “أحلامنا كانت بسيطة… لكن لم يهتم أحد بحياته أو بموته”. شهادتها ليست استثناءً، بل عنوانًا لمئات القصص المنسية التي تُدفن تحت ناطحات السحاب.

▪️ نيوم والدرعية… بنيت على عرق ودماء

رغم البريق الذي تحاول السعودية تصديره من خلال مشاريع كـ”نيوم” و”الدرعية” واستضافة “كأس العالم 2034″، تؤكد تقارير حقوقية أن هذه الإنجازات مبنية على بيئة عمل غير آمنة، وسط فشل حكومي في التحقيق في الوفيات أو تعويض الضحايا.

▪️ العالم يصفق.. والعدالة غائبة

تواجه مؤسسات دولية، كـ”الفيفا”، ضغوطًا متزايدة لمحاسبة السعودية على انتهاكات حقوق العمال. غير أن التحالفات السياسية والأموال النفطية لا تزال تمنح المملكة غطاءً دوليًا يحول دون أي مساءلة حقيقية.

بريق الاستعراض لا يخفي العار الحقوقي

تحاول الرياض تصدير صورتها كقوة ناعمة على الساحة الدولية، لكنها تعجز عن إصلاح صورتها في ملف حقوق العمال. فمع كل حجر يُرفع لبناء برج أو ملعب، هناك عائلة في نيبال أو بنغلاديش فقدت معيلها بلا تعويض ولا عدالة.

اقرأ أيضا: السعودية تسجن مواطنًا بريطانيًا 10 سنوات بسبب تغريدة محذوفة… ولندن تلوذ بالصمت