اتهم فريد حافظ، أستاذ الدراسات الدولية الزائر في كلية ويليامز بالولايات المتحدة، “المستبدين العرب” بممارسة ضغوط على الدول الأوروبية لقمع المنظمات الإسلامية الأوروبية.
وقال حافظ في مقال بموقع “ميدل إيست آي” (MEE) البريطاني، إنه “بعد أن انتشر الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أوائل عام 2011، ظهر عامل جديد من شأنه أن يشكل مستقبل المسلمين الأوروبيين، وهم المستبدون العرب الذين كانوا يخشون فقدان سلطتهم”.
وأضاف، أنه “في أعقاب الثورات، خشي العديد من الملكيات الخليجية أن تؤدي الانتفاضات السياسية إلى هياكل ديمقراطية من شأنها أن تمنح السلطة في نهاية المطاف للحركات الإسلامية المنظمة جيدا، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين”.
وتابع حافظ أن “القوى الإقليمية القوية القائمة والناشئة، مثل الإمارات والسعودية، لم تقم بقمع الحركات الإسلامية المحلية فحسب، بل دعمت أيضا الأنظمة الاستبدادية الأخرى، مثل الجيش المصري في هجومه على الإسلاميين المنتخبين حديثا، معلنا أنهم منظمات إرهابية”.
وزاد، “تلك الإجراءات لم تتوقف لم تتوقف عند حدود الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولتعميم سياساتها المتمثلة في إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية محليا، مارست تلك الأنظمة العربية ضغوطا في بروكسل ولندن وواشنطن لتبني السياسة نفسها”.
واستطرد: “في الولايات المتحدة، مثلا، ضغط العديد من القادة الجمهوريين لسن قانون المنظمات الإرهابية الأجنبية، لكنهم فشلوا في النهاية في مواجهة اعتبارات السياسة الخارجية”.
وقال حافظ إنه “يوجد شئ أكثر خطورة يصاحب هذه السياسة، وهو أن الإمارات لم تكن تطارد جماعة الإخوان فحسب، بل بدأت في استهداف المنظمات الإسلامية الأوروبية، كما أظهر مؤخرا ديفيد كيركباتريك في تحقيقه الاستقصائي”.
وأشار إلى أن التحقيق كشف “الأسرار القذرة لحملة تشهير، ودفع أموال لمحققين خاصين للتنقيب خلف منظمات المجتمع المدني الإسلامية في جميع أنحاء أوروبا، لنشر شائعات حول صلات مزعومة لها بالإسلاميين”.
وشدد أن “العديد من الأنظمة الاستبدادية لم تكتف بمحاولة تصدير سياساتها الأمنية الداخلية لكسب المزيد من الدعم وإضفاء الشرعية على أهدافها المحلية، بل حاولت أيضا تصدير سياساتها المحلية حول كيفية تنظيم دين المسلمين”.
ويبدو أن دولا مثل السعودية والإمارات، “دعمت أيضا العديد من المسلمين الذين يستخدمون لقب الليبرالية، لكنهم يطالبون بمزيد من المراقبة والسيطرة على المؤسسات الإسلامية غير الحكومية”.
وتابع أن “العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، من وزارة الخارجية الأمريكية إلى اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، سلطت الضوء على التمييز المتزايد ضد المسلمين في أوروبا بمزاعم مكافحة التطرف، حتى أن الرئيس جو بايدن تحدث عن الإسلاموفوبيا في بيانه الأخير بمناسبة عيد الفطر (أبريل/ نيسان الماضي)”.
واعتبر حافظ أن “الرسالة إلى مسلمي أوروبا قاتلة: العلاقات الاقتصادية تتفوق على حقوق الإنسان، حيث بات السياسات الاستبدادية للحكام العرب المستبدين تندمج أكثر فأكثر مع السياسات الأوروبية التي تتعامل مع المسلمين بشكل مريب كتهديد محتمل”.
وأوضح أنه “في هذه العملية، يتم تجريد المسلمين أكثر فأكثر من حقوقهم الإنسانية كمواطنين في الديمقراطيات الغربية، ويصبح استبداد الدول العربية هو الدليل الجديد لتغيير مصير المسلمين في أوروبا”.
اقرأ أيضا: بن زايد.. عدو الجاليات المسلمة في أوروبا
اضف تعليقا