عودة “حماس” إلى المشهد
يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه في مأزق سياسي وعسكري غير مسبوق، حيث كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن رفضه الالتزام بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، دون تحقيق ما يسميه بـ”القضاء على حماس”.
هذا الموقف يعكس ليس فقط استمرار تعنته العسكري، بل أيضًا شعوره المتزايد بالهزيمة السياسية بعد فشل جيشه في تحقيق نصر حاسم على المقاومة الفلسطينية، وعودة قوات حماس للظهور رغم الحملة العسكرية العنيفة التي استمرت 15 شهرا دمرت فيها إسرائيل كل ما يمكن تدميره داخل القطاع.
زيارة واشنطن: محاولة لإنقاذ موقفه السياسي
طبقًا لـ “هآرتس”، فإن زيارة نتنياهو إلى واشنطن واجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهدف إلى تأمين دعم أمريكي كامل لاستمرار عملياته العسكرية في غزة، رغم الضغوط الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار الكامل والانسحاب الإسرائيلي من القطاع.
إلا أن التطورات الميدانية تعكس فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية، حيث بدأت حماس في إعادة تنظيم صفوفها، وظهرت مجددًا في الشوارع، ما يثبت أن قوة المقاومة لم تُكسر كما كان يتوقع قادة الاحتلال.
في المقابل، فإن المحادثات الجارية حول المرحلة الثانية من الاتفاق لا تدور فقط حول مصير غزة، بل تشمل أيضًا مساعي إسرائيلية لتوسيع دائرة التطبيع الإقليمي.
يسعى نتنياهو إلى استخدام أي مفاوضات لإعادة إحياء مشروع التطبيع مع بعض الدول العربية، كوسيلة لتعويض إخفاقاته العسكرية واستعادة موقعه السياسي داخليًا.
رهان نتنياهو الخاسر
وكشفت “هآرتس” أن نتنياهو يرفض الالتزام بالانسحاب الكامل من غزة، ويدرك أن الهدنة تعني اعترافًا ضمنيًا بفشله في تحقيق الأهداف التي وعد بها ناخبيه.
ولكن، أمام ضغوط أمريكية متزايدة، وتراجع حلفائه في الداخل، فإن خياراته تبدو محدودة. حيث العودة للحرب دون نتائج ملموسة قد يؤدي إلى تصاعد السخط الداخلي، خاصة مع تزايد الانتقادات من داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
في النهاية، يبدو أن نتنياهو يهرب للأمام عبر التمسك بالتصعيد العسكري ورفض الالتزامات، لكنه لا يستطيع إخفاء حقيقة أن حماس ما زالت قائمة، وأن مشروعه للقضاء عليها لم يكن سوى وهم سياسي، يواجه الآن اختبارًا قاسيًا أمام المجتمع الدولي والإسرائيليين أنفسهم.
اضف تعليقا