في دارفور، حيث اشتدت المعارك وتفاقمت المأساة الإنسانية، تبرز قصة عزيزة إسماعيل إدريس، التي اضطرت للفرار مع أطفالها الخمسة من مخيم زمزم في الفاشر إلى بلدة طويلة.
على موقد بدائي، تعد إدريس وجبة يومية من القليل من البليلة السودانية، بينما تتذكر كيف أُحرقت منازلهم وسُرقت ممتلكاتهم خلال رحلة الهروب.
إدريس ليست وحدها، فبلدة طويلة الزراعية الصغيرة استقبلت عشرات الآلاف من النازحين الفارين من القتال العنيف في مخيم زمزم.
وفي ظل غياب الدعم الإنساني الفعال، تفتقر العائلات للمياه والطعام، وسط معاناة يومية تعكس حجم الكارثة. وبينما يتدفق النازحون، تتحول طويلة إلى مسرح لمعاناة متفاقمة حيث تنتشر العائلات تحت الأشجار، ويفترش الأطفال الأرض بلا مأوى.
أزمة إنسانية تتفاقم وسط غياب الدعم
وفق تقديرات الأمم المتحدة، نزح أكثر من 300 ألف شخص إلى طويلة في الأسابيع الأخيرة، لكن المنظمات الإنسانية لم تكن مستعدة لهذا التدفق الهائل. يعاني الأطفال من سوء التغذية، وتضيق المدارس والمساجد بالنازحين، بينما تمتد طوابير النساء والأطفال للحصول على مياه الشرب والطعام في ظروف مأساوية.
تؤكد حواء حسن، وهي نازحة أخرى من مخيم نيفاشا، أن سكان طويلة حاولوا تقديم العون بما لديهم، لكن الدعم الدولي غائب تقريبًا.
منظمات الإغاثة تعاني من تأخير في إيصال المساعدات، وتواجه تحديات كبرى بسبب انتشار نقاط التفتيش وإغلاق الطرق. وبينما تنتظر النساء ساعات للحصول على الماء، يزداد الوضع سوءًا مع ارتفاع درجات الحرارة.
الكارثة التي تسببت بها الإمارات بدعمها للدعم السريع
رغم حجم المأساة في دارفور، تغيب الإشارة إلى الدور الإماراتي في دعم ميليشيات الدعم السريع، التي سيطرت على مخيم زمزم وشردت آلاف العائلات.
تستمر الإمارات في تقديم الدعم العسكري والمالي لقوات الدعم السريع، مما يجعلها شريكًا في المأساة التي يعيشها هؤلاء النازحون.
إن إصرار الإمارات على دعم الميليشيات وعدم التراجع عن هذا الدعم يفاقم الأزمة الإنسانية، ويعرقل جهود الإغاثة، ويزيد من معاناة المدنيين. ولعل الصمت الدولي تجاه هذا الدور الإماراتي يعكس تواطؤًا غير مباشر في مأساة دارفور.
الحلول المغيبة والأمل البعيد
في ظل هذه الأوضاع الكارثية، تتفاقم الحاجة إلى استجابة دولية فورية وشاملة. تحتاج المنظمات الإنسانية إلى موارد إضافية، ودعم لوجستي يمكنها من الوصول إلى المناطق المتضررة.
كما يجب على المجتمع الدولي أن يمارس ضغطًا حقيقيًا على الأطراف المتورطة في النزاع، بما في ذلك الإمارات، لوقف دعم الميليشيات، وفتح المجال أمام جهود الإغاثة الفعالة.
ويظل الأمل معقودًا على وعي عالمي قادر على إنقاذ حياة آلاف المدنيين الأبرياء.”)}
اقرأ أيضًا : الدعم السريع تقصف سجنا شمال كردفان: إجرام إماراتي ودعم مستمر للميليشيات
اضف تعليقا