كشفت قناة الجزيرة، أمس الاثنين، عن تفاصيل إضافية تتعلق بعملية إطلاق سراح عيدان ألكسندر، الجندي الإسرائيلي الحامل للجنسية الأميركية، من قطاع غزة.

وحصلت الجزيرة على معلومات حصرية تؤكد أن عملية التسليم تمت بسلاسة عند الساعة 18:35 بالتوقيت المحلي، في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بقيادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ووفقًا لمصادر خاصة تحدثت للصحفي تامر المسحال، فإن قائد المجموعة القسامية التي سلمت ألكسندر أكد لممثلي الصليب الأحمر أن الصفقة تمت باتفاق بين الإدارة الأميركية وحماس، بعيدًا عن أي تدخل إسرائيلي، وهو ما يفسر رفض ألكسندر لاحقًا لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

أبعاد الرفض: مؤشر على تراجع الثقة بين الجمهور الإسرائيلي وقيادته

وجاءت هذه الخطوة بمثابة صفعة مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سعى لاستغلال عملية إطلاق سراح ألكسندر كإنجاز شخصي يعزز موقفه أمام الجمهور الإسرائيلي. 

غير أن رفض الجندي لقاءه، واختياره التوجه مباشرة إلى الدوحة للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كشف عن خلل كبير في العلاقة بين القيادة الإسرائيلية وجمهورها.

ووفقًا لمصادر الجزيرة، فإن هذه الخطوة تعكس نجاح المقاومة الفلسطينية في ضرب العلاقة بين نتنياهو وجمهور الاحتلال، خاصة بعد أن أدرك الإسرائيليون أن حكومتهم كانت غائبة عن المشهد، وأن الصفقة تمت عبر وساطة قطرية أميركية دون أي دور رسمي لإسرائيل.

حماس تكسب أوراقًا استراتيجية: القسام يقود المفاوضات

في هذا السياق، أوضحت الجزيرة أن الصفقة حملت أبعادًا استراتيجية لحركة حماس، التي نجحت في تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:

  1. فتح قناة اتصال مباشرة مع الإدارة الأميركية دون تدخل إسرائيلي، وهو ما يعكس اعترافًا ضمنيًا بدور الحركة كطرف محوري في الصراع.

  2. كسر سياسة التجويع والحصار على قطاع غزة، حيث تم الاتفاق على إدخال المساعدات الإنسانية وفتح ممر إنساني.

  3. البدء في التفاوض بناءً على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي رفضته إسرائيل سابقًا، ويمثل رؤية أميركية تختلف عن الطرح الإسرائيلي.

وبحسب الصحفي تامر المسحال، فقد احتضنت الدوحة مفاوضات مباشرة خلال الأيام الأربعة الماضية بطلب من الجانب الأميركي، في خطوة تعكس حجم الثقة القطرية في إدارة الملف.

نتنياهو في مأزق: ارتدادات سياسية وإعلامية

ورغم محاولة مكتب نتنياهو تدارك الموقف بالإعلان عن إرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة للتفاوض، إلا أن الضرر قد وقع بالفعل. 

إذ بات واضحًا أن الحكومة الإسرائيلية مهمشة في هذه الصفقة، وهو ما يضعف موقف نتنياهو داخليًا، في ظل تصاعد الانتقادات الشعبية والإعلامية.

وبات من الواضح أن المقاومة الفلسطينية نجحت في استثمار قضية ألكسندر لتفكيك صورة القيادة الإسرائيلية أمام جمهورها، وكشف عجزها عن تحقيق أي إنجاز دبلوماسي حقيقي دون تدخل أطراف خارجية. 

كما عززت حماس صورتها كطرف قادر على فرض شروطه وكسر الحصار السياسي والإعلامي المفروض عليها.

اقرأ أيضًا : بين الحسابات السياسية والضغوط الدولية.. المقاومة تعتزم إطلاق سراح جندي أمريكي إسرائيلي