العدسة – إبراهيم سمعان

علقت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، على إطاحة مجموعة “أبراج” الإماراتية بمؤسسها الباكستاني الأصل، عارف نقفي، في أعقاب خلافات مع عملاء، على رأسهم “مؤسسة بيل وميليندا جيتس” حول مصير استخدام أموال في صندوق للرعاية الصحية.

 وإلى نص التقرير ..

قالت مجموعة “أبراج” التي تعد واحدة من أكبر شركات الأسهم الخاصة، المتخصصة في الأسواق الناشئة، يوم الجمعة، إن مؤسسها عارف نقفي، لم يعد يشرف على إدارة الأعمال التجارية لأصول الشركة.

وتأتي هذه الخطوة المفاجئة عقب مزاعم من قبل العملاء، أن الشركة (مقرها دبي، وتدير أصولا تقدر بـ 14 مليار دولار) أساءت استخدام أموال المستثمرين، في صندوق مختص بالاستثمار في المستشفيات وشركات الرعاية الصحية، فيما أعلنت “أبراج”، يوم الجمعة، وقف الأنشطة الاستثمارية – بشكل مؤقت – حتى تنتهي من عمل مراجعة شاملة لهيكل الشركة.

وكان البنك الدولي، ومؤسسة “بيل وميليندا جيتس”، من بين المستثمرين البارزين الذين تقدموا باستجوابات– خلال السنة الماضية – تتعلق بشأن ممارسات “الحوكمة” في الشركة.

وكانت المخاوف الرئيسية للمستثمرين، هي أن “أبراج” استخدمت الأموال المخصصة للاستثمارات في المستشفيات في باكستان وكينيا، لأغراض أخرى غير مصرح بها، وأثيرت الشكوك عندما علم المستثمرون أن أكثر من 200 مليون دولار، والتي قالت الشركة إنها سوف تستخدمها في الاستثمارات في عام 2016، لم يتم توزيعها بالفعل.

وكانت “أبراج جروب”، قد صرحت في وقت سابق، أن هذه الأموال لم تستثمر؛ بسبب العراقيل التنظيمية في البلدان المدرجة لتلك العملية، لكن عملاء “أبراج” لم يكونوا يقتنعون بذلك، وطالبوا بتعيين محاسب مستقل؛ لتحديد كيف تم استخدام الأموال العام الماضي.

وقام “نقفي” في وقت سابق من هذا الشهر، بتعيين عملاق المحاسبة العالمية شركة “كيه بي إم جي”، لبحث المسألة المتعلقة بمزاعم العملاء، وقالت شركة المحاسبة إن “أبراج” تصرفت بشكل مناسب في استخدام أموال العملاء.

وفى بيان يوم الجمعة، قالت “أبراج” إن اثنين من كبار المسؤولين التنفيذيين؛ هما “عمر لودهي” و”سلجوقي ورجانس أوغلو” سوف يصبحان رئيسين تنفيذيين، ويحلان محل “نقفي” في مهمة الإشراف على إدارة الاستثمارات، فيما يحتفظ “نقفي” بدور غير تنفيذي، كعضو في لجنة الاستثمار بالشركة.

كما قالت مجموعة “أبراج” إنها ستعين مستشارين مستقلين للتدقيق في معايير “الحوكمة”، وكيفية تنظم الشركة.

وكان “نقفي” (الباكستاني الأصل) في السابق، يسيطر على مقاليد الأمور بشكل تام في مجموعة “أبراج”، كما كان الوجه العام للشركة، والباحث الرئيسي عن التمويل، وكان من شأن عمليات الاستثمار بملعبه الرئيسي، المتمثل في أسواق مثل مصر وتركيا والهند، أن تولد عوائد كبيرة، وأن يكون لها أثر اجتماعي إيجابي أيضا.

وقد دعم البنك الدولي، على وجه التحديد، أفكار “نقفي” المتعلقة بالاستثمار في القطاع الخاص، مثل “أبراج”؛ حيث كان يرى أنه من الممكن أن تحل محل تقنيات التمويل التقليدية – أي القروض من القطاع العام– وتعمل على تعزيز التنمية الاقتصادية في الدول النامية.

ومن خلال الذراع الاستثماري للقطاع الخاص، التابع للبنك الدولي (مؤسسة التمويل الدولية)، كان البنك من بين أكبر عملاء “أبراج”، حيث وضع 300 مليون دولار بالشركة.