كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، في تقرير لها  حول تطوّرات  قضية الازمة الخليجية عن أن الرئيس الأميركي هو من رتّب بالفعل للاتصال الذي جرى ليلة الجمعة بين أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وهو ما يطابق، في هذه الجزئية، الرواية التي قدّمتها وكالة الأنباء القطرية (قنا) في تلك الليلة، والتي اعتبرتها الرياض، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، “تحريفًا للحقائق”.

وأكدت الصحيفة أن ترامب وعد بـ”إحراز تقدّم في الخلاف المرير الذي أوقع الخليج العربي في أزمة، وهدّد المصالح الأمنية الأميركية”، وذلك بعد أن رتّب للاتصال بين أمير قطر وولي العهد السعودي.

وبحسب الصحيفة، فإن “اللغة” التي استخدمتها وكالة “قنا” في بيانها أثارت غضب السعوديين، الذين بدا وكأنهم “أهينوا” عبر “الإيحاء بأنهم رضخوا أوّلًا في ذلك الخلاف”، وأصرّت الرواية السعودية على أن القطريين هم من طرحوا أوّلًا فكرة وساطة السلام.

وتشير الصحيفة، في هذا السياق، إلى أن ترامب، الذي بدا منحازًا في البداية إلى محور دول الحصار، حاول الدخول على خطّ الوساطة هذا الأسبوع، مقدّمًا خدماته كوسيط، ومتوقّعًا “نصراً سريعاً”، غير أنّ المكالمة الأخيرة بين تميم وبن سلمان أثبتت له مدى صعوبة حلّ مثل تلك النزاعات، بحسب نص التقرير.

ويضيف التقرير أن الطرفين خاضا سباق التأثير على الرأي العام في واشنطن أيضًا. وفي خضمّ ذلك، تشير الصحيفة إلى أن الصحف السعودية الرسمية نشرت مؤخّرًا بيانًا مزيفًا لـ”داعش” يعبّر عن “تأييد قطر”.

وفي الوقت الذي رأى فيه مراقبون أن مكالمة يوم الجمعة، حتى وإن لم تكلّل بالنجاح، أحيت بعض الآمال بأن الطرفين سيكونان مستعدين للحوار في نهاية المطاف؛ رأى آخرون أن ذلك يمثّل علامة على مدى ترسيخها.