كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن سماح سلطات المملكة العربية السعودية قريبًا ببيع الخمور في المناطق السياحية التي بدأت في إنشائها على البحر الأحمر غربي المملكة، علاوة على السماح للسائحات الأجنبيات بـ”أخذ حمام شمس وهن يرتدين البكيني”، وفق ما نقلت عن مطورين لصناعة السفر بالمملكة.
وحسب ما نقلته الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير، “جون باجانو” (كندي الجنسية)، فإن: “ما تراه في الغرب، من المرجح أن يتم السماح به في السعودية خلال الفترة المقبلة”.
وأضاف “باجانو”: “سيتمكن السياح من فعل ما يحلو لهم، على سبيل المثال، ستتمكن النساء من أخذ حمام شمس وهن يرتدين البكيني”، بحسب التقرير الذي ترجمه “الخليج الجديد”.
وأشار “باجانو” إلى أن ولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، باعتباره الرئيس العام للشركة، بات متحمسا بشكل كبير لصناعة قطاع سياحي فاخر ومنفتح، على غرار دبي.
ويقول مطورون إن نموذج دبي تحديدا، القائم على المزج بين الفخامة والحداثة والانفتاح؛ يهيمن على تفكير “بن سلمان” الذي بات مفتونا به.
وذكرت الصحيفة أن السعودية تسعى لتوسيع القطاع السياحي بعد أن كان مقصورا على الحج، وتقول إنه سيزيد الوظائف من 600 ألف وظيفة حاليا إلى نحو مليون، في بلد تصل فيه البطالة إلى 12%، ضمن محاولتها الابتعاد عن اقتصاد النفط.
وأشارت إلى أن حجوزات الغرف الفندقية ارتفعت في الأشهر التسعة الأولى من عام 2019 بنسبة 11.8%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ويغطي مشروع البحر الأحمر منطقة نائية بطول ساحل يبلغ 120 ميلا، وأكثر من 90 جزيرة وشعاب مرجانية واسعة يمكن أن تكون في يوم من الأيام جنة للغوص والغطس، على حد تعبير الصحيفة.
وتضيف أن السعوديون يريدون إنشاء 14 فندقا فاخرا هناك، في المرحلة الأولى من المشروع، ويتوقعون أن تساهم هذه المنشآت في نهاية المطاف بحوالي 6 مليارات دولار سنويًا في الاقتصاد.
ويقول “باجانو” إن الأمير “بن سلمان” يعرف جيدا تلك المنطقة، بحكم رحلاته فيها بيخته الخاص، وفي إحدى المرات طلب من المختصين إعادة التفكير في مسألة تأسيس منتجع سياحي في جزيرة بعدما لاحظ أن المياه حولها ليست كريستالية بشكل كاف.
وبالإضافة إلى البحر الأحمر، تقول الصحيفة، بدأت السعودية أيضا في إعادة إنشاء صناعة السياحة الصحراوية، لاسيما في منطقة العلا غربي المملكة، والتي تتميز بمناظر الرماء الكريستالية، والمقابر الأثرية المنحوتة منذ آلاف السنين، ومنطقة “مدائن صالح” وغيرها.
ويقول “فيليب وولر”، مدير الشرق الأوسط في شركة أبحاث السفر “STR”، إن السعودية تحتاج إلى تدريب محترف وضخم لطواقمها التي تعمل في مجال السياحة وبناء فنادق؛ لتحقيق هدفها المتمثل في الحصول على 100 مليون زيارة سياحية محلية وأجنبية بحلول 2030، أي أكثر من ضعف الرقم الذي حققته في 2018، وهو 41 مليون زيارة.
لكن الصحيفة ترى في الوقت نفسه، أن سحابة القمع التي أنشأها ولي العهد السعودي في المملكة، والتي ازدادت قتامة بجريمة اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي” بشكل بشع، ستمثل عقبة أمام السياح الذين قد ينفرون من المجئ إلى المملكة في ظل تلك الصورة لها في الغرب.
وتنقل “نيويورك تايمز” عن “هنري هارتفيلدت”، مستشار السفر في “Atmosphere Research” في سان فرانسيسكو، قوله: “لن تكون السياحة في المملكة العربية السعودية صفقة سهلة لكثير من السياح”، مضيفا أنه في حين أن المملكة قد تروق للمسافرين الذين يعتبرون أنفسهم مستكشفين، إلا أن لديها “سحابة كبيرة معلقة” بسمعتها بعد مقتل “خاشقجي” ولأن النساء لا يعاملن على قدم المساواة مع الرجال، على حد قوله.
اضف تعليقا