في تصعيد خطير وممنهج، شنت مجموعات من المستوطنين المسلحين، اليوم الجمعة، هجمات منسقة على أهالي وممتلكات الفلسطينيين في عدد من بلدات الخليل وسلفيت، تحت حماية مباشرة من قوات الاحتلال، التي قمعت وقفة احتجاجية سلمية ضد الاستيطان واعتقلت ثلاثة مواطنين في بلدة الظاهرية جنوب الخليل.
قمع الاحتجاج والاعتقال تحت تهديد السلاح
▪️ في بلدة الظاهرية، حاول الأهالي تنظيم وقفة احتجاجية رفضًا لاستيلاء المستوطنين على أراضيهم، إلا أن قوات الاحتلال قمعت الوقفة بعنف، واعتقلت ثلاثة مواطنين، وأجبرت المشاركين على مغادرة المكان تحت تهديد السلاح.
▪️ المواطن ركاد الهوارين، وهو من أصحاب الأراضي المستهدفة، أكد أن الاحتلال والمستوطنين يتعاملون كقوة واحدة للاستيلاء على أراضي المواطنين، مشيرًا إلى أن ما يجري هو “إعادة إنتاج للاستعمار في ثوبه الجديد”.
هجمات مسلحة في عدة بلدات.. والمستوطنون يزرعون البؤر بقوة السلاح
▪️ في سعير شرق الخليل، هاجم مستوطنون مسلحون منطقة كوازيبا، في محاولة واضحة للسيطرة على أراضٍ فلسطينية، فيما قاموا بتركيب أنابيب مياه في أراضي المواطنين بـ خربة الركيز جنوب يـطا.
▪️ المستوطنون أطلقوا الرصاص الحي على المواطن سعيد العمور، وأصابوه في قدمه، ثم شرعوا في أعمال مدنية لإحكام السيطرة على الأرض، دون أن يحرك جيش الاحتلال ساكنًا.
▪️ في مشهد أكثر رمزية، قام أحد المستوطنين برفع علم دولة الاحتلال على خيمة أقامها على أراضٍ خاصة بمنطقة عناب في الظاهرية، ما يشير إلى نية واضحة لزرع بؤرة استعمارية جديدة.
سلفيت تشتعل: إصابات واحتجازات في فرخة وبديا
▪️ في محافظة سلفيت، تعرض عدد من المواطنين الفلسطينيين للاعتداء في قرية فرخة، حين هاجمهم المستوطنون أثناء وجودهم في منطقة “الينبوع”، وقامت قوات الاحتلال باحتجاز الضحايا لساعات بدلًا من حماية المدنيين.
▪️ في بلدة بديا شمال سلفيت، أصيب ثلاثة مواطنين بجروح ورضوض، جراء هجوم عنيف شنه المستوطنون في منطقة خلة حسان، وهي منطقة مستهدفة بشكل مستمر لصالح مشاريع توسعية استيطانية.
توسع استيطاني مدروس بغطاء أمني
1. تنسيق واضح بين الجيش والمستوطنين
الهجمات المتزامنة من الخليل إلى سلفيت تشير إلى تنسيق مُسبق بين المستوطنين وقوات الاحتلال، في إطار خطة توسعية تُنفذ على الأرض، بينما يجري الترويج لوجود عملية “أمنية” في الإعلام الإسرائيلي.
2. تهويد تدريجي عبر فرض الأمر الواقع
عمليات نصب الخيام، تركيب البنى التحتية، ورفع الأعلام، كلها تؤكد أن ما يجري ليس عنفًا فرديًا أو عابرًا، بل خطوات ممنهجة نحو فرض بؤر استيطانية جديدة، في ظل عجز دولي واضح عن لجم الاحتلال.
3. الاحتلال يحاصر حتى أدوات الاحتجاج
قمع الوقفة السلمية في الظاهرية، والاعتقال والتهديد بالأسلحة، تعني أن الاحتلال لا يستهدف فقط الأرض، بل يُجرّم حتى أدوات الدفاع السلمي عنها، ما يعكس واقعًا استبداديًا يصعب فيه على الفلسطينيين التعبير عن حقوقهم دون مواجهة القمع.
الضفة الغربية اليوم ليست فقط تحت الاحتلال، بل تحوّلت إلى مسرح لميليشيات استيطانية مدعومة رسميًا بالسلاح والحماية، فيما يتعرض المواطنون للملاحقة إن حاولوا الاعتراض.
مع استمرار هذه الاعتداءات، يتأكد أن الاستيطان لا يتم فقط بالجرافات، بل بالقوة والعنف والترويع، ما يجعل السكوت الدولي عن هذه الجرائم شراكة ضمنية في مشروع الإحلال والاقتلاع.
اقرأ أيضا: غزة تحت سلاح التجويع.. حماس تحذّر من كارثة إنسانية والمقاومة تتوعد بإفشال مخططات الاحتلال
اضف تعليقا