كشفت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن مقترح قدمته حركة المقاومة الإسلامية حماس للإفراج عن عدد من أسرى الاحتلال الإسرائيلي مقابل هدنة لمدة 60 يوما، تتضمن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وإدخال مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
ووفقًا للمصادر التي نقلت عنها “بي بي سي”، يشمل العرض إطلاق سراح تسعة من أسرى الاحتلال مقابل وقف العمليات العسكرية لمدة شهرين، وإدخال 400 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع.
المقترح الذي نقلته “بي بي سي” جاء في إطار مفاوضات غير مباشرة تجري في العاصمة القطرية الدوحة بوساطة قطرية وأمريكية، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يرد بعد بشكل رسمي على العرض، فيما طالب بتقديم قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس ومعلومات مفصلة حول حالتهم الصحية وما إذا كانوا على قيد الحياة.
من جانبه، أكد طاهر النونو، مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن الحركة لا ترى جدية من قبل الاحتلال في المفاوضات الجارية، مشيرًا إلى أن مرحلة الصفقات الجزئية قد انتهت وأن الحركة مستعدة لإطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين مقابل اتفاق جاد يضمن إنهاء العدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة بالكامل.
نهاية الصفقات الجزئية وبداية المواجهة المفتوحة
النونو أشار في تصريحاته إلى أن حماس جربت الصفقات الجزئية من قبل وأن الاحتلال انقلب عليها بشكل أحادي، مؤكدًا أن الحركة وافقت على الجولة الحالية من المفاوضات لأنها تجري دون شروط مسبقة. ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية كانت طرفًا في هذه المفاوضات، حيث سعت حماس إلى الضغط على الجانب الأمريكي لضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف النونو أن حماس ليست نادمة على إطلاق سراح الأسير عيدان، في إشارة إلى صفقة الإفراج السابقة التي شهدت إطلاق سراح الجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، معتبرًا أن هذه الخطوة أثبتت للعالم أن حماس ليست الطرف الذي يعرقل المفاوضات.
ودعا النونو إلى ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، باعتبارها حقًا إنسانيًا لا ينبغي ربطه بأي مفاوضات.
كما وجه النونو انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن أولويته هي البقاء في السلطة والحفاظ على ائتلافه الحكومي، ما يجعله يتعنت في المفاوضات ويتجاهل المطالب الإنسانية العاجلة لسكان غزة. وحذر من أن استمرار هذا التعنت قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة.
ضغوط دولية ومتغيرات إقليمية في ظل صمت عربي مخزٍ
المقترح الذي طرحته حماس يعكس رغبتها في إنهاء العدوان على غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع المحاصر، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة.
وتواجه الحركة تحديات كبيرة في التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يبدو مصممًا على تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية دون تقديم أي تنازلات حقيقية.
لكن في المقابل، فإن دعم الوساطة القطرية والأمريكية يعكس رغبة إقليمية ودولية في منع التصعيد وتجنب مأساة إنسانية أكبر في القطاع.
وتضع هذه المفاوضات مستقبل غزة على المحك، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل ستقبل بالعرض المقدم، أم أنها ستواصل تعنتها العسكري والسياسي.
في ظل هذه الظروف، يبقى الموقف الفلسطيني موحدًا على ضرورة إنهاء العدوان وضمان إدخال المساعدات، فيما تواصل المقاومة تمسكها بخيار التفاوض لتحقيق أهدافها، دون التنازل عن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضًا : مايكروسوفت.. عملاق التكنولوجيا في خدمة الاحتلال الإسرائيلي
اضف تعليقا