في اعتراف صادم يعكس حجم الإخفاق الاستخباراتي الإسرائيلي، كشفت تسجيلات صوتية لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، هرتسي هاليفي، عن إشادته بالخداع الذي مارسته حركة حماس قبيل هجوم 7 أكتوبر 2023. 

التصريحات، التي جاءت في تسجيلات بثّتها إذاعة الجيش الإسرائيلي، أظهرت مدى تفوق المقاومة الفلسطينية في التخطيط والتمويه، ما أدى إلى حالة غير مسبوقة من المفاجأة داخل المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. 

هاليفي، الذي غادر منصبه أوائل مارس الجاري ليخلفه إيال زامير، أقرّ قائلاً: “ليس لدي خيار سوى الإشادة بحماس على الخداع الذي مارسته ضدنا قبل 7 أكتوبر”.

تفاصيل الخداع: كيف أوقعت حماس إسرائيل في الفخ؟

التسجيلات تكشف أن حماس استخدمت تكتيكات استراتيجية محكمة لخداع الجيش الإسرائيلي، مستفيدةً من الاحتجاجات الفلسطينية التي اندلعت قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والمناطق المحتلة. 

هذه الاحتجاجات، التي استمرت لسنوات، كانت تحمل شعارات تطالب بحق العودة ورفع الحصار، لكن وفقًا لهاليفي، فقد كانت جزءًا من إستراتيجية خداع مدروسة. يقول هاليفي: “لقد استخدموا أعمال الشغب والانشغال بالجانب الإنساني لتخديرنا والاستعداد للهجوم، ونجحوا في ذلك”. هذه الاعترافات تعكس فشلًا استخباراتيًا ذريعًا في فهم نوايا المقاومة، حيث ظنّت تل أبيب أن ما يجري لا يتجاوز كونه احتجاجات عشوائية، بينما كانت حماس تُعِدّ لهجوم منظم وغير مسبوق.

صدمة استخباراتية: كيف اخترقت المقاومة التحصينات الإسرائيلية؟

ما يزيد من وطأة الفشل الإسرائيلي هو تصريح هاليفي بأن الجيش لم يكن يتوقع حتى 5% مما حدث في السابع من أكتوبر. هذا يدل على قصور فادح في التقديرات الأمنية والعسكرية، ما مكّن المقاومة الفلسطينية من تنفيذ اختراق نوعي لمنظومة الاحتلال الأمنية والعسكرية. فالهجوم، الذي تميز بالتخطيط الدقيق والتنفيذ الاحترافي، كشف عن ثغرات قاتلة في الدفاعات الإسرائيلية، سواء على مستوى التحصينات الميدانية أو المنظومة الاستخباراتية التي تعتمد عليها تل أبيب في رصد أي تهديدات محتملة.

يأتي هذا الاعتراف في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا داخلية وخارجية بسبب استمرار عدوانها على غزة، إضافةً إلى التوترات المتزايدة داخل الجيش الإسرائيلي، حيث باتت أصوات عديدة تتحدث عن فشل القيادة العسكرية والسياسية في التعامل مع المقاومة الفلسطينية. وبينما يحاول المسؤولون الإسرائيليون التغطية على هذا الإخفاق، فإن تصريحات هاليفي تعكس حقيقة لم يعد بالإمكان إخفاؤها: أن المقاومة الفلسطينية استطاعت خداع إسرائيل وتحقيق اختراق استراتيجي غير مسبوق.

اقرأ أيضًا : دماء الأبرياء تسيل في اليمن: الغارات الأمريكية تقتل العشرات وسط إدانات دولية