شهد البرلمان البريطاني جلسة مشتعلة اليوم الثلاثاء بسبب نقاشات حادة بين النواب عن أحزاب وتيارات مختلفة بسبب دعم عدد كبير منهم قرار وقف إطلاق النار وتقديم مطالبات للحكومة بدعم هذا القرار خلال الجلسة الطارئة في الأمم المتحدة، بينما تمسك آخرون بالموقف الرسمي الأولي الداعم لإسرائيل في هذه الحرب.

نواب البرلمان المؤيدون لوقف دائم لإطلاق النار طالبوا وزير التنمية نقل رسائلهم إلى الحكومة لوقف دعم استمرار الحرب، وقد سهّل عليهم ذلك تغير نبرة الحكومة بعد أن كانت تدعم كل الممارسات الإسرائيلية في الحرب بلا هوادة، بينما تراجعت مؤخرًا عن هذا الدعم عبر مطالبتها بضرورة احترام القانون الدولي، وكذلك بعد امتناع المندوب البريطاني عن التصويت لصالح أو ضد وقف إطلاق النار.

النائبة عن حزب الديمقراطيين الليبراليين ليلى موران، ذات الأصول فلسطينية، ألقت خطابًا مؤثرًا خلال الجلسة، ونقلت الواقع المأساوي الذي يعيشه عدد من أفراد عائلتها في غزة الآن، مشيرة إلى أنهم محاصرون داخل كنيسة العائلة المقدسة هناك، ولم يعد لديهم ما يكفي من الطعام.

وقالت في كلمة موجّهة مباشرة لوزير التنمية أندرو ميتشل إن الموجودين داخل كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة “نفد منهم الطعام”، لافتة أن “امرأتين قتلتا برصاص قناص عسكري إسرائيلي في الكنيسة يوم السبت”، وأضافت “الناس في هذه الكنيسة مدنيون.. إنهن الراهبات والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.. إنهم مجتمع صغير يعرف الجميع.. من غير الصحيح على الإطلاق القول بأن حماس موجودة هناك”.

من جانبه قال وزير التنمية أندرو ميتشل للبرلمان إنه يأمل أن تتمكن المملكة المتحدة من دعم التصويت على قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المقرر عقده اليوم الثلاثاء للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وأضاف أنه في حين أن المملكة المتحدة امتنعت عن التصويت السابق، فإن ما إذا كانت ستدعم تصويتًا آخر يعتمد على نص القرار.

مسألة وقف إطلاق النار تسببت في مشادة بين نواب البرلمان، خاصة بين حزب المحافظين وحزب العمال، حيث قالت فليك دروموند، النائبة عن حزب المحافظين إن “إبادة” تحدث في غزة، بينما قال النائب أندرو بيرسي إن الأمر يبدو كما لو أن بعض النواب لا يريدون أن تنجح إسرائيل في القضاء على حماس.

فيما قال الوزير ميتشل إنه لا يتفق مع وزير الهجرة السابق روبرت جينريك الذي قال إن “الحديث عن وقف دائم لإطلاق النار غير مفيد.. يجب السماح لقوات الدفاع الإسرائيلية بإنهاء المهمة”.

وتابع “نحن نعمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار.. لم نتوصل لشيء بعد، لكن يجب علينا جميعًا أن نعمل على تحقيق ذلك”، مضيفًا أن المملكة المتحدة تريد أن ترى “نهجًا أكثر دقة” من قبل القوات الإسرائيلية. 

الجدير بالذكر أن خبراء السياسة الخارجية، بمن فيهم القائد السابق للقوات المسلحة، طالبوا وزير الخارجية الجديد ديفيد كاميرون بدعم “وقف فوري لإطلاق النار في غزة” في الفترة التي تسبق التصويت الحاسم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، كما قالوا له عبر رسالة “إن فشل الحكومة البريطانية في الدعوة إلى وقف إطلاق النار تصرف غير حكيم من الناحية الاستراتيجية ولا يمكن الدفاع عنه أخلاقيا”.

وأضافت الرسالة التي أرسلها الجنرال اللورد ديفيد ريتشاردز، القائد السابق للقوات المسلحة، وآخرون من بينهم ستة سفراء سابقين للمملكة المتحدة: “ليس على المملكة المتحدة أن تحذو حذو أمريكا”، ورحبت الرسالة بـ”التغيير الإيجابي الطفيف في لهجة الحكومة تجاه دعم إسرائيل” الأسبوع الماضي.

كما جاء في الرسالة “إننا نناشد المملكة المتحدة أن تعمل مرة أخرى مع جميع أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لضمان تقديم قرار جديد لوقف فوري لإطلاق النار والتصويت لصالحه”.

الجدير بالذكر أن ديفيد كاميرون سيسافر إلى باريس وروما هذا الأسبوع لتكرار دعوته إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وحشد تأييد دولي لدعم هذا القرار، لكن الأضواء تسلط على اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد محاولة سابقة لتمرير اقتراح لوقف إطلاق النار.

 للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا