ترجمة عن تحقيق خاص أجرته الصحفية هيدي بلاك لمجلة “ذا نيويوركر”

ردة فعل لطيفة أثارت شكوك باشيليت، التي قالت لي “هل كانت لطيفة قد اتفقت مع والدها على عدم مناقشة أوضاع أختها، مضيفة “لقد فوجئت من ردها، لأنه ببساطة كان بإمكانها أن تكذب عليّ… كان من الممكن أن تقول إنها بخير… علاقتنا رائعة الآن، ونتحدث كل يوم عبر الهاتف”. 

قبل الاجتماع بحوالي عام ونصف، أي في مارس/آذار 2020، نشرت المحكمة العليا البريطانية حكمًا تفصيليًا يفيد بأن الشيخ محمد أمر باختطاف وسجن كل من شمسة ولطيفة، لكن باشيليت قالت إنها لم تعرف تفاصيل اختطاف شمسة إلا من خلال القراءة عنها في صحيفة نيويوركر، في وقت سابق من هذا العام. وقالت: “عندما قرأت تقريرك، أصبح الأمر واضحًا بالنسبة لي، لأن ما سمعته كان قصة مختلفة تمامًا”.

أخبرتني أنها كانت تعتقد أن شمسة قد أُعيدت إلى دبي بعد أن واجهت مشاكل أثناء دراستها في المملكة المتحدة، “من المحرج حقًا اختطاف شخص ما في بلد ديمقراطي، ثم يمر الأمر وكأن شيئًا لم يحدث… حسنًا، أنا أتفهم الاعتبارات الجيوسياسية وكل ذلك، لكنني فوجئت”.

انتظرت الأمم المتحدة ثلاثة أشهر بعد الاجتماع، وفي فبراير/شباط 2022، ثم كشفت عن أن باشيليت التقت بلطيفة، انتشرت أخبار هذا اللقاء بصورة ملحوظة في العالم… “الأميرة لطيفة: ابنة حاكم دبي في صحة جيدة، كما تقول مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان” هذا ما جاء في عنوان رئيسي بصحيفة الغارديان… قال لي ديفيد هاي، المحامي الذي نسق حملة إطلاق سراح لطيفة: «لقد شعرت بارتياح كبير عندما رأيت ميشيل باشيليت هناك… لقد ساعدني ذلك على الاعتقاد بأن شخصًا ما من الساحة الدولية قد تحمل المسؤولية أخيرًا… ومع ذلك، عندما قرأت رواية باشيليت عن الاجتماع، شعرت بالفزع… لماذا تقول إن لطيفة بخير، في وقت هي نفسها كانت متأكدة في قرارة نفسها أن لطيفة ليست كذلك… وإذا كانت لديها علامة استفهام حول أوضاع لطيفة، فماذا فعلت منذ ذلك الحين لمراقبة وضع لطيفة؟”.

اللقاء الذي جرى بين باشيليت ولطيفة ساعد في إصلاح مكانة الشيخ محمد بن راشد العالمية، وتدفق زعماء العالم على معرض إكسبو دبي في الربيع التالي، وتم اختيار الإمارة لاستضافة قمة المناخ COP28، كما وافقت إدارة بايدن على صفقة أسلحة بمليارات الدولارات مع حكومة الشيخ محمد، معلنة أن الإمارات العربية المتحدة “شريك أساسي للولايات المتحدة”، وتم تعيين أحمد الريسي -المفتش العام للداخلية الإماراتية- رئيسًا للإنتربول.

أخبرتني باشيليت خلال لقائنا أنها تشعر بالقلق إزاء حقوق المرأة في كل مكان، وأعربت عن أملها في أن يراقب المجتمع الدولي ما يحدث داخل الأسرة المالكة في دبي، وقالت: “إذا بدأت النساء من العائلة المالكة بالمطالبة بحقوق المرأة، فهذه مشكلة داخلية… المسؤولون يحاولون تقويض هذه المحاولات لأن هذا قد يُظهر أن أفراد العائلة المالكة الذكور لا يسيطرون على عائلاتهم، ولا يتحكمون في زوجاتهم، ويمكن اعتبار ذلك ضعفًا سياسيًا”.

ومع ذلك، كان من الصعب مساعدة هؤلاء النساء، وذلك على وجه التحديد لأن وضعهن الملكي جعلهن بعيدًا عن متناول الاتفاقيات الدبلوماسية العادية. وأضافت: “لديهم مجموعة القواعد الخاصة بهم… هناك بعض المناطق التي يصعب اختراقها حقًا.”

كان من المستحيل في كثير من الأحيان على مسؤولي الأمم المتحدة الحصول على أي معلومات حول حالات مثل حالة لطيفة، وحتى عندما فعلوا ذلك، كانت صلاحياتهم للتدخل محدودة، ولفتت باشيليت “باعتبارهم مفوضين ساميين، كمقررين، يمكنهم الاتصال بالسلطات، كما فعلت فيما يتعلق بلطيفة، وتوضيح أن هذا أمر معروف وغير مقبول”، وأضافت أنه علاوة على ذلك، “ليس لدى الأمم المتحدة آليات يمكنها إجبار شخص ما على القيام بشيء ما”.

وعندما سألت باشيليت عما إذا كانت تقصد تدخلها لوضع حد للمخاوف الدولية بشأن لطيفة، قالت: “أوه، لا لا لا”. … شعرت أن مهمتها الرئيسية هي التأكد من أن لطيفة كانت على قيد الحياة، وعلى الرغم من أنها خرجت بأسئلة حول ما إذا كانت الأميرة حرة حقًا، إلا أنها لم تشعر بأنها قادرة على الإشارة إليها في تصريحاتها حول ما دار الاجتماع. وقالت لي: “لم نتمكن من كتابة شيء لم يكن جزءًا من المحادثة… لا أستطيع إلا أن أبلغ ما قالته لي نصًا… لكن هل هذا هو الواقع؟ هل هي سعيدة حقا بهذا الوضع؟ لا أعرف… ولا أستطيع الجزم بشيء”.