أعاد عادل الحسني رئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن طرح مبادرة مبادرة لإتمام صفقة تبادلية بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) والسعودية، المبادرة كانت قد تم طرحها قبل خمس سنوات، من قبل عبد الملك الحوثي “أبو جبريل” والذي دعى لإتمام صفقة تقضي بتسليم صنعاء طيارًا وجنودًا سعوديين مقابل إفراج المملكة عن معتقلي حركة حماس المحتجزين في سجونها.

ورغم النوايا الحسنة التي حملتها المبادرة، والتي عكست مدى التزام صنعاء بالقضية الفلسطينية ودعمها للمقاومة، إلا أن الرياض رفضت التجاوب معها، ما أدى إلى طيّها في ذلك الوقت.

اليوم، وفي ظل تغيرات إقليمية ودولية أعادت رسم موازين القوى، يعود الحوثيون لتجديد المبادرة، لكن هذه المرة وسط معطيات جديدة تعزز من ثقل القرار اليمني في المشهد الإقليمي، لا سيما بعد العمليات الأخيرة التي أثبتت قدرة صنعاء على التأثير في معادلات القوة وفرض معادلات ردع جديدة.

في المقابل، لا تزال السعودية تتجاهل هذه العروض، ما يطرح تساؤلات حول دوافعها الحقيقية لرفض أي حل إنساني يعيد الأسرى إلى عائلاتهم.

 

دعم صنعاء للمقاومة الفلسطينية: موقف ثابت رغم التحديات

لطالما برهنت صنعاء على موقفها الثابت في دعم القضية الفلسطينية، ليس فقط عبر البيانات والشعارات، بل بالمواقف العملية التي ترجمت التزامها المبدئي تجاه مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

فاليمن، الذي خاض معاركه الخاصة ضد التحالف السعودي، لم يتوانَ عن مدّ يد العون للمقاومة الفلسطينية، سواء عبر الخطاب السياسي أو من خلال الدعم العسكري غير المباشر.

وفي ظل الهدنة التي شهدت إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في إطار صفقة تبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، يبرز السؤال: لماذا تصرّ السعودية على إبقاء المعتقلين الفلسطينيين في سجونها رغم توفر فرصة لإنهاء معاناتهم؟ ولماذا ترفض عرضاً يمنحها فرصة استعادة طياريها وضباطها المحتجزين؟

إن موقف الرياض المتعنت لا يضعها في مواجهة الحوثيين فحسب، بل يضعها أيضاً في مواجهة الرأي العام العربي والإسلامي الذي يرى أن اعتقال قيادات وأعضاء من حماس، في الوقت الذي تجري فيه عمليات تبادل مع الاحتلال الإسرائيلي، يتناقض مع الشعارات السعودية المعلنة حول دعم القضية الفلسطينية.

 

صفقة تبادل ممكنة.. فهل تعيد السعودية حساباتها؟

لا شك أن المبادرة الجديدة تمثل فرصة مهمة للرياض لإعادة صياغة موقفها، خصوصاً مع تصاعد الضغوط الدولية حول ملف المعتقلين الفلسطينيين في سجونها. فإتمام الصفقة لن يكون مجرد إجراء تبادلي، بل سيوجه رسالة قوية حول نوايا السعودية الحقيقية تجاه القضية الفلسطينية والمقاومة.

اليمن وفلسطين، كما أكد الحوثيون، روح واحدة ومسار واحد، وأي موقف يتخذه اليمن اليوم سيكون له تأثير على خارطة العلاقات الإقليمية. ومع تصاعد الدور اليمني في المنطقة، قد يكون على السعودية أن تعيد النظر في تعاملها مع هذا الملف، ليس فقط لضمان استعادة طياريها، ولكن أيضاً لتفادي المزيد من الانتقادات التي تطال سياساتها تجاه المقاومة الفلسطينية.

في النهاية، يبقى السؤال الأبرز: هل ستستجيب الرياض أخيرًا للضغوط وتقبل بالصفقة، أم ستواصل سياسة التجاهل رغم الفرص المتاحة لحل هذا الملف؟

#طيارو_السعودية_مقابل_أسرى_حماس