انتقد وزير الخارجية التونسي الأسبق، رفيق عبد السلام، ما وصفه بمحاولات الاحتلال الإسرائيلي زرع الفتنة بين الشعوب العربية والفلسطينيين، معتبراً أن المنشورات التهديدية التي تصدرها سلطات الاحتلال تهدف إلى إحداث قطيعة بين الشارع العربي والقضية الفلسطينية، وإيهام الفلسطينيين بأنهم تُركوا وحدهم في مواجهة الاحتلال. 

وأكد عبد السلام أن الحكام العرب، رغم مواقفهم الرسمية، يدركون في قرارة أنفسهم مدى خطورة السياسات الإسرائيلية، وأن الشعوب العربية والإسلامية، بل وحتى أحرار العالم، تقف في صف الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وقادته.

لكنه انتقد الحكام العرب بشكل لاذع ووصفهم بالمتخاذلين والخاضعين للاحتلال وأكد على أن الشعوب العربية لا يجب أن تثق في هؤلاء الحكام بسبب علاقاتهم مع تل أبيب.

محاولات لتكميم الأفواه في تونس

لم تقتصر تصريحات عبد السلام على الشأن الفلسطيني، بل ظلّ واحداً من أبرز منتقدي المسار السياسي الذي انتهجه الرئيس التونسي قيس سعيد منذ 25 يوليو 2021، والذي أدى إلى إقصاء حركة “النهضة” من السلطة. 

هذا الموقف جعل عبد السلام في مواجهة مباشرة مع السلطات التونسية، حيث صدر في حقه حكم قضائي بالسجن لمدة خمس سنوات مع التنفيذ العاجل، وذلك بتهمة “نشر أخبار زائفة والإساءة إلى مؤسسات الدولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.

وعلى الرغم من أن الحكم صدر غيابياً، إلا أن هيئة الدفاع عن عبد السلام أعلنت نيتها الاعتراض عليه، مما قد يؤدي إلى تعطيل تنفيذه بشكل فوري، لكن ذلك لا ينفي سياسات سعيد القمعية.

اتهامات سياسية واستهداف للمعارضة

لم يكن عبد السلام الوحيد الذي تعرض للإجراءات العقابية، فقد سبق أن قررت السلطات التونسية في يوليو 2022 تجميد الحسابات البنكية لعدد من قيادات حركة “النهضة”، من بينهم راشد الغنوشي وصهره رفيق عبد السلام، إلى جانب رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي وأفراد من عائلته، قبل أن تحكم على زعيم النهضة بالسجن 22 عاما.

هذه الخطوات، التي تُوصف بأنها استهداف ممنهج للمعارضة، تعكس التوجه السياسي الحالي في تونس، حيث يُستخدم القضاء كأداة لتكميم أفواه المعارضين، خاصة أولئك الذين يعبرون عن مواقفهم بجرأة تجاه السياسات الداخلية والخارجية.

يأتي هذا في وقت تتزايد فيه الضغوط على الأصوات المعارضة في تونس، في ظل استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الحريات وواقع الديمقراطية في ظل حكم الرئيس سعيد.

اقرأ أيضًا : انتحار الجنود الإسرائيليين.. أزمة نفسية تتفاقم تكشف آثار الحرب على المجتمع الإسرائيلي