يزداد الحديث يومًا بعد يوم عن تطبيع مرتقب بين المملكة العربية السعودية وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد صعود اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة إلى سدة الحكم من جديد.

وضع نتنياهو إنهاء إجراءات التطبيع مع المملكة على رأس أولوياته حتى أنه بعد فوزه مباشرة قام بمداخلة مع قناة العربية السعودية، وأكد فيها أن التطبيع يأخذ مساره مع قادته السعودية وعلى رأسهم ولي العهد محمد بن سلمان.

بعيدًا عن ذلك كله فقد ازدادت المظاهر التي توحي بأن التطبيع بات على الأبواب، فعلى عكس المألوف تمامًا في بلاد الحرمين ازداد ظهور الصهاينة بشكل لافت، حتى أن أحدهم وهو الحاخام يعقوب هرتسوغ قام بتوثيق فيديو يقول فيه ” نحن في السعودية يا بن سلمان” متفخرًا.

لكن يبقى السؤال من وراء تصدير تلك المشاهد للجمهور السعودي؟! ومن يعمل على أن تكون رؤية “الكيباه” القبعة الصهيونية مشهداً مألوفاً في المملكة؟ الإجابة هو ولي العهد نفسه الذي فتح الباب على مصراعية لقتلة الأطفال أن يدنسوا بلاد الحرمين.

على حساب الفلسطينيين والسعوديين

يعتبر التطبيع مع دولة الكيان المزعوم خيانة لقضية الشعب الفلسطيني المكافح الذي يواجه جميع أنواع الظلم من جيش الاحتلال وشرطته.. تلك القضية التي يعتبرها أبناء الأمة قضية الوطن العربي بأجمعه وخيانتها هي خيانة للعروبة.

لكن محمد بن سلمان لم يخن الشعب الفلسطيني فقط بل بفتحه الباب للصهاينة يخون أبناء بلاده ويغذي بذلك أطماع الاحتلال في المملكة العربية السعودية وقد دلت وقائع عديدة على جشع ذلك الكيان.

أصدرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرًا في ديسمبر الماضي يتحدث عن تطوير الآثار في مدينة خيبر السعودية والذي أكد على تأهيل الآثار التي ترجع إلى العصر البابلي متجاهلًا العصر الإسلامي بالمرة.

كما حاول التقرير إضفاء هوية يهودية على المدينة مستنداً إلى تصريحات بعض المسؤولين الصهاينة مثل جولدا مائير التي قالت أنني أشم رائحة أجدادي في خيبر”، علاوة عن ذلك فقد أسس نتنياهو في عام 2014 لجنة لما أسمته أملاك اليهود في الخارج وتقدم عدد من الصهاينة بطلبات تزعم بأن لهم أملاك في خيبر.

بالتالي فإن الطمع ليس في أراضي فلسطين وحدها بل الأمر سيطال السعوديين وغالب العرب والآن ولي العهد يساعدهم في تنفيذ ذلك.

الصحفيين الصهاينة 

تسببت زيارة صحفيين داعمين لكيان دولة الاحتلال حالة من السخط والغضب في المملكة، وذلك بسبب الجولة التي قام بها هؤلاء والتي توصف بـ الاستفزازية لمشاعر المسلمين.

الصحفيان آري زيتوفسكي وآري جرينسبان جابا أركان المملكة ليس بغرض السياحة كما أذيع، ولكنهما كانوا يبحثان عن آثار يعتقدون أنها تابعة إليهم وعلى رأسها الجبل المقدس، وكذلك ذهبا إلى حجر يعتقدون أن الله عز وجل فلقة لنبيه موسى عليه السلام.

علاوة عن ذلك فقد قام الصحفيان الذين يعملان في منظمة تسمى “معًا من أجل إسرائيل” بزيارة بئر مدين وقاما بالتقاط صور فوتوغرافية بجانب حجر يدعون أنه منقوش عليه علامات تدل على عبادة بني إسرائيل للعجل.

كل ذلك تم بالمملكة وبتصريح رسمي من ولي عهدها وملكها المرتقب الذي فتح أبواب المملكة للصهاينة حتى باتوا يطمعون في اراضي السعودية، أما هو فلا يرى غير كرسي العرش فقط.

اقرأ أيضًا : إحكام القبضة الأمنية.. كيف تطارد السعودية معارضيها في الخارج؟!