توفي الشيخ وليد الهويريني، أحد أبرز المعتقلين السابقين في السجون السعودية، بعد أيام من الإفراج عنه وهو في حالة صحية حرجة، في واقعة أعادت إلى الواجهة ملف الإهمال الطبي والتعذيب المنهجي داخل المعتقلات السياسية في المملكة.
▪️ خرج الهويريني من السجن لا على قدميه بل محمولاً بأمراض أنهكته داخل الزنازين، بعد سنوات من الاحتجاز التعسفي دون محاكمة عادلة، وسط صمت مطبق من الجهات الرسمية بشأن ظروف اعتقاله أو أسباب تدهور صحته.
▪️ وفق منظمات حقوقية سعودية ودولية، فإن حالة الشيخ الراحل ليست فردية بل نموذجية، ضمن سياسة ممنهجة تعتمد على القتل البطيء عبر الإهمال الطبي، والعزل الطويل والانتهاكات الجسدية والنفسية للمعتقلين.
▪️ الهويريني، المعروف بتوجهه الفكري النقدي وكتاباته الإصلاحية، اعتُقل ضمن حملة اعتقالات واسعة استهدفت مثقفين وعلماء ومفكرين منذ عام 2017، في إطار سياسة “تأديب الصامتين” وإسكات كل صوت مستقل.
▪️ شهادات متقاطعة تؤكد أن الشيخ تعرض لظروف احتجاز سيئة، بما في ذلك الحرمان من العلاج، وسوء التغذية، ومنع الزيارات العائلية، والانقطاع عن العالم الخارجي، مما أدى إلى تفاقم حالته الصحية.
تحليل الأبعاد والرسائل:
-
الإفراج المتأخر: سياسة تفادي المسؤولية
غالباً ما تلجأ السلطات السعودية إلى الإفراج عن المعتقلين بعد وصولهم إلى مراحل صحية حرجة، في محاولة للتنصل من المساءلة القانونية والأخلاقية عن الوفاة داخل السجون، في نمط متكرر شمل سابقاً معتقلين بارزين مثل عبد الله الحامد وآخرين.
-
إرهاب صامت يطول الأحياء
وفاة الهويريني تمثل رسالة ترهيب صامتة موجهة إلى من لا يزال خلف القضبان، وكذلك إلى من يفكر في التعبير عن رأي مستقل خارج الخط الرسمي، وهي سياسة تؤسس لمجتمع صامت بالقهر لا بالتوافق.
-
غياب العدالة وموت الشفافية
في ظل غياب أي مساءلة داخلية أو رقابة قضائية مستقلة، تظل قصص الموت في المعتقلات السعودية مدفونة تحت ركام الإنكار الرسمي، بينما تُحرم عائلات الضحايا من معرفة الحقيقة أو نيل الإنصاف.
-
نداء لضمير العالم
وفاة الشيخ الهويريني يجب ألا تمر كرقم إضافي في سجل الانتهاكات، بل ينبغي أن تشكل حافزًا للمنظمات الدولية والأمم المتحدة لفتح تحقيق مستقل في واقع السجون السعودية، والعمل على إطلاق سراح من تبقى من المعتقلين المرضى والمهمشين.
لم تكن وفاة الشيخ وليد الهويريني مجرد نهاية حياة، بل شهادة إدانة حيّة لنظام يتقن صناعة الموت الصامت خلف القضبان، وتذكير مؤلم بأن الكلمة الحرة في السعودية لا تزال ثمنها الحياة… أو ما تبقى منها.
اضف تعليقا