أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن وزير الخارجية القطري قام بزيارة “سرية” إلى المملكة العربية السعودية الشهر الماضي، التقى خلالها كبار المسؤولين السعوديين فيما يبدو أنها خطوة جدية لإنهاء الخلاف الممتد منذ أكثر من عامين ونصف بين الدوحة، وبين تكتل دول الحصار الذي تقوده السعودية.

وحسب مسؤول عربي تحدث إلى الصحيفة الأمريكية، فإن وزير الخارجية القطري “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني” قدم عرضًا مفاجئًا لإنهاء الخلاف الخليجي أثناء وجوده في الرياض، قائلاً إن الدوحة مستعدة لقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين، وهي الحركة الإسلامية التي تعتبرها السعودية والإمارات ومصر أبرز خصومها السياسيين في المنطقة.

ويعد هذا التنازل – إن صح حسب الصحفية- تلبية لأكبر المطالب التي أعلنتها السعودية والإمارات ومصر والبحرين كشروط مسبقة لرفع الحصار عن قطر منذ يونيو/حزيران 2017.

وقال المسؤول، إن السعودية تدرس اقتراح قطر. ورغم ذلك، عبر بعض الدبلوماسيين الأمريكيين الحاليين والسابقين، إلى جانب مسؤولين من المنطقة، عن شكوكهم في إمكانية حل الخلاف في المستقبل القريب، وفقا للصحيفة الأمريكية.

وقال أشخاص مطلعون على المسألة إن زيارة وزير الخارجية القطري إلى الرياض سبقتها عدة جولات من الدبلوماسية المكثفة بوساطة كويتية. وقالوا إن بعض الاجتماعات عقدت على هامش قمة مجموعة دول العشرين في اليابان هذا الصيف.

وفي يونيو/ حزيران 2017، أطلقت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين حصارا ضد قطر، وقدمت الدول الأربع قائمة من 13 مطلبًا إلى قطر شملت وقف تمويل الإرهاب، وإغلاق شبكة الجزيرة الفضائية، وتقليص العلاقات مع إيران.

ولا تعتبر قطر جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، ورغم أنها تنفي تمويلها، فإن الدوحة قدمت دعما سياسيا للجماعة وفروعها، بمن في ذلك الرئيس المصري الراحل “محمد مرسي”، الذي أطاح به الجيش المصري في انقلاب عسكري عام 2013.

وقال المسؤول العربي إن الاقتراح القطري بإنهاء العلاقة مع الإخوان يعد فرصة واعدة لإنهاء النزاع.

وأضاف المسؤول: “أعتقد أنه عرض جاد وغير مسبوق. ويبقى هناك مستوى من الشكوك، لكن الإجراءات العملية سوف تؤكد مدى جدية الأمر”.

وقال مسؤول قطري لـ”وول ستريت جورنال” إن الدوحة رحبت منذ البداية بأي فرصة لإنهاء الخلاف على أساس “الحوار المفتوح والاحترام المتبادل لسيادة كل دولة”.

وأضاف المسؤول أنه فيما يتعلق بعلاقات قطر مع جماعة الإخوان المسلمين، “كانت التزاماتنا دائمًا هي دعم القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان وليس دعم حزب أو جماعة بعينها”.

وأضاف: “لكن دعمنا جرى إساءة تفسيره من قبل أولئك الذين يسعون إلى عزل قطر” على حد وصفه.

ووفقا للصحيفة الأمريكية، يستعد المسؤولون السعوديون والقطريون للقاء مرة أخرى لمناقشة التفاصيل التي ستحدد بالضبط ما ترغب الدوحة في فعله لقطع علاقاتها مع مختلف أفرع جماعات الإخوان المسلمين.

وقال المسؤول العربي: “نرى زخمًا للأمام لكن علينا مواصلة التفاوض وكسب الثقة حتى نصل إلى المستوى المطلوب من التفاهم”.

وتعد هذه الخطوة نحو المصالحة جزءا من جهود أوسع من جانب السعودية لحل الخلافات الإقليمية التي شوهت صورة المملكة الدولية، حيث تعمل الرياض أيضًا على تخليص نفسها من الحرب في اليمن والشروع في محادثات جديدة مع إيران، التي اتُهمت بتنفيذ سلسلة من الهجمات المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك غارة جوية شنتها الطائرات دون طيار في 14 سبتمبر / أيلول ضربت قلب صناعة النفط السعودية.

وقال أشخاص مطلعون على القضية إنه على الرغم من أن السعودية قد تكون منفتحة للمصالحة مع قطر، إلا أن الإمارات العربية المتحدة، وتحديدا زعيم البلاد الفعلي ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد”، لا تزال متشككة.

وقال السفير الأمريكي السابق في اليمن “جيرالد فايرستين”، : “هناك بعض التفاؤل بأن نشهد بعض الذوبان في جليد العلاقات الخليجية”.

لكنه أضاف: “في حين أن هناك مؤشرات على التقارب بين السعودية وقطر، ليس من المتوقع أن نرى نفس الشيء بين الإماراتيين والقطريين”.

وظهرت إحدى الدلائل العلنية على تخفيف التوتر عبر “دبلوماسية كرة القدم” هذا الأسبوع ، عندما وصلت فرق من البلدان التي قاطعت قطر للمشاركة في بطولة كأس الخليج في الدوحة.

في الوقت نفسه، تدور محادثات من أجل عقد اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي للوصول إلى سياسة موحدة للتعامل مع إيران، وفقا للصحيفة الأمريكية.