(رحم الله أبا ذر ، يمشي وحيدا ، ويموت وحيدا ، ويبعث وحيدا)
نحن جُبلنا على الكلام منذ مولدنا، يخرج الكلام منا كالأمطار من السماء ، فطبيعتنا لا تجبرنا على أختيار الوحدة ذلك اللون السوداوي القاتم، رؤية السماء بلا نجوم، انعزال الناس، محادثة النفس كل هذه الأمور صعبة لأن الإنسان بطبيعته يبحث عن لغة تواصل تُعبر عنه.
ولكن ربما تكون العزلة أمر ضروريًا!
“في العزلة كفاءةُ المُؤْتَمَن على نفسه”
محمود درويش
أن تسقط من الداخل لتبنى مجددًا، تكون وحيدًا باختيارك ، تداوي ألمك بنفسك أو ربما تتخطاه للأبد، أن تنظر في المرآه فتراك بعينك انت فقط، كل هذه الأمور تطلب شجاعة قصوى فأنت الآن أمين على نفسك ويجب أن تحررها من شوائب الناس و واثار التبلد التي تسبب فيها كل من حولك وربما أنت أيضًا!
العزلة مثل مصفاة تغلغل كل ما يعطلك، كل عاقبة في طريقك ، تلملم أفكارك لتخرجك مجددًا أفضل حالًا من ما كنت.
والسؤال: متى يجب أن تعتزل الناس، ومتى يجب أن تكون معهم؟!
العالم قاسي جدًا( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) ومع كثرة الانشغال بمن حولك تصل إلى مرحلة أنك لا ترى نفسك…..حينها تنحى قليلًا.. أغلق على نفسك …تفهمها أكثر، رتب تلك الأمور المبعثرة منذ شهور، جدد نشاطاتك ثم أقترب ممن يؤمنون بك أولئك الذين يشبهونك ويشدد عزمكما معًا.
و اعتزل للأبد من يهلكون روحك يدفنون أحلامك ويقطعون جذورك، الذين يضعفون إيمانك ويخرجونك من النور إلى الظلمات دون أن تشعر فإن روحك الصغيرة ظُلمت معهم كثيرًا وربما حان الوقت لتحريرها.
ما الأشياء التي ممكن أن تصطحبها فى عزلتك؟
لا أنكر عليك ولكن يجب أن أذكرك أن تصطحب نفسك أولًا وبعض الكتب والكثير من الورق لكتابة كل ما بداخلك وخيالك الفاز سياعدك كثيرًا ..وبطريقة أخرى ممكن أن تصطحب كل شيء يتعلق بك بلا أى طريقة للتواصل مع أحد .
يقولون “العزلة دين الأحرار” وأنا أقول العزلة هي موطني الصغير الذى أستطيع أن احتضن فيه نفسى دون تدخل من أحد، ففي عُزلتك تتعرف على نفسك أكثر تتقرب منها بود ،فهي أرض خصبة لإعادة تهيئة نفسك، فهم ما تريد، إنجاز ما تُحب، هذا الموطن يستحق أن يعاش بدون اكتئاب يجب أن تزهره بنفسك، تملئه بما تحب بعيدًا عن فوضوية البشر وكلامهم المُهِلك، لتخرج بنتائج أفضل دائما.
لنقل عنها “أجازه مع النفس”.
اضف تعليقا