تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971 وقد ضمت سبع إمارات في حكم فيدرالي ألا وهم أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة.
للوهلة الأولى أن تلك الدولة الحديثة الغنية هي خالية من المشاكل والأزمات ولكن في الحقيقة أنها قامت بعد حروب كبيرة بين أبناء القبائل المستقرة فيها حتى اضطر بعضها للاستقواء بالانتداب البريطاني لمواجهة القبائل الأخرى.
أسست تلك الدولة وتم وضع دستور للدولة لكن لم يلتزم أحد من حكامها بهذا الدستور وهو ما تسبب في نشوب خلافات كبيرة بين حكامها وعلى وجه الخصوص بين حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم وحاكم دبي السابق الذي أصبح رئيساً للدولة فيما بعد محمد بن زايد آل نهيان.
مؤخراً قام محمد بن زايد بتعيين نجله خالد ولياً للعهد بإمارة أبوظبي وقد هيئه لخلافته في الحكم مهمشاً إخوته منصور وطحنون وعبد الله وهزاع إضافة إلى محمد بن راشد حاكم دبي.
بين آل مكتوم وآل نهيان
يدعي محمد بن راشد دائماً دفء العلاقة مع محمد بن زايد حيث أنه قام بالثناء عليه ومدح فيه بأبيات من الشعر في حفل تنصيبه رئيساً للإمارات بعد وفاة أخيه الأكبر خليفة بن زايد في مايو الماضي.
بالرجوع للوراء لعام 1833م حيث نشبت الخلافات بين آل بوفلاسا التي ينتمي إليهم آل مكتوم وآل بوفلاح التي ينتمي إليهم أبناء زايد آل نهيان والتي انتهت بحرب ضارية اضطرت آل مكتوم للاستقواء بالاحتلال البريطاني.
وضعت الحرب أوزارها بينهم في أربعينات القرن الماضي واسحب آل مكتوم إلى دبي وبعد قيام الدولة وضع أبناء زايد دستوراً ينص على أن رئاسة الدولة تكون بالتناوب بين رؤساء الإمارات السبع.
لكن آل نهيان قاموا بتهميش آل مكتوم وقام الشيخ زايد المؤسس بتوريث الحكم لأبناءه خليفة بن زايد الذي أقعد عن الحكم بسبب جلطة دماغية أصيب بها في عام 2014 والتي توفي على إثرها العام الماضي وخلفه محمد بن زايد.
استمرار التهميش
تحدث موقع “إنتليجنس أونلاين” الفرنسي الاستخباري عن استمرار تهميش محمد بن راشد في دولة الإمارات خاصة بعد تعيين محمد بن زايد لنجله الصاعد بقوة خالد بن زايد.
ولفت إلى تقويض نفوذ حكام إمارة دبي عائلة آل مكتوم وإضعاف دورهم القيادي في الدولة بيد أنهم لم يعد لديهم إمكانية الوصول إلى الشؤون الدفاعية والخارجية والتي انفردت بها أبوظبي ما أدى إلى مزيد من التهميش.
إضافة لذلك فإن الموقع كشف عن حملة بن زايد لتوريث الحكم لنجله فبعدما كانت الرئاسة تسلم بالتناوب بين الإمارات أصبحت في أبناء زايد فقط والآن أصبحت في نسل محمد بن زايد وتم تهميش أخوته طحنون ومنصور.. فأين محمد بن راشد من ذلك.
الخلاصة أن محمد بن زايد لا ينسى ذلك الإرث ويقوم بتهميش آل مكتوم كما فعل آبائه وأجداده وهذا ما يجعل استقرار الدولة في خطر خاصة بعدما فرض رأيه على إخوته وقام بتعيين نجله في ولاية العهد.
اقرأ أيضًا : الإمارات.. صورة لامعة تخفي خلفها القمع والعنصرية والهمجية
اضف تعليقا