هل تبدو صدفة أن يموت عشرات من جنرالات الجيش المصري في ظروف غامضة، قبل أن يُعلن عن أن سبب الوفاة -في كل مرة- كان حادثا مروريا مروع؟

فقد تم الإعلان مؤخرا عن وفاة اللواء أركان حرب محمد لطفى يوسف قائد المنطقة الشمالية العسكرية، وأصيب السائق والحارس إثر انقلاب السيارة التى كانوا يستقلونها بالكيلو 135 اتجاه الإسكندرية بالطريق الصحراوى القاهرة الاسكندرية.

و في نفس السياق كان قد تم الاعلان ايضا عن حالات مشابهة كالتالي:

الاثنين 22 أغسطس 2017 مصرع اللواء صلاح الشاذلي، وكيل بالمخابرات الحربية،في حادث سيارة بالعين السخنة.

وفي 15 فبراير 2016 انتشر نبأ حول مصرع زوجة اللواء محمد سليمان الزملوط قائد المنطقة الشمالية العسكرية ونجاته من الحادث لعدم مرافقته لزوجته في حادث سيارة بالإسماعيلية.

وفي 31 يوليو 2015 نجى اللواء أبو المجد هارون رئيس أركان قوات الدفاع الجوي من الموت في حادث سيارة على طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي.

وفي 21‏ أكتوبر2015 قُتل اللواء أركان حرب عاصم صبري محمد عبد اللطيف قائد المنطقة العسكرية الجنوبية بأسيوط في حادث سيارة بسوهاج.

وفي وقت سابق، أطلق مسلحون النار على العميد أركان حرب «عادل رجائي» قرب منزله بمدينة العبور بمحافظة القليوبية، واردوه قتيلا وفقا لصحف محلية مصرية.

هذا، وأعلنت حركة تدعى «لواء الثورة» مسؤوليتها عن الحادث.

وقالت الحركة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «قامت مجموعة من مقاتلينا بتصفية المجرم:عادل رجائي أحد قادة ميليشيات السيسي، صباح السبت 22-10-2016 بعدة طلقات في الرأس واغتنام سلاحه».

جدير بالذكر أن المجلس العسكري يتكون من قادة القوات المسلحة المصرية، يترأسهم القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول «صدقي صبحي»، ونائب رئيس المجلس هو رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق «محمود حجازي».

مساعي السيسي للاطاحة بصدقي صبحي:

قالت مصادر مصرية مقربة من دوائر صنع القرار، إن عبد الفتاح السيسي يسعى من خلال دوائر سياسية تتبع توجيهاته، لطرح المادة الخاصة بتحصين منصب وزير الدفاع لمدة 8 سنوات بين التعديلات التي يعتزم البرلمان مناقشتها بداية الفصل التشريعي الجديد، والذي سينطلق في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعد الترويج لتلك التعديلات عبر نواب وإعلاميين مقربين من السلطة.

وكشفت المصادر، أن دائرة ضيقة للغاية هي التي أنتجت فكرة بحث تلك المادة بين المواد التي يعتزم السيسي طرحها على البرلمان عبر نواب يتم إدارتهم من جانب الأجهزة السيادية، موضحة أن هذه الدائرة تمثلت في رئيس الأركان الفريق محمود حجازي صهر الرئيس، ومدير مكتبه اللواء عباس كامل، إضافةً للسيسي نفسه.

وسعى السيسي منذ توليه رئاسة الجمهورية عام 2014 إلى تعظيم صلاحية ووضع صهره الفريق محمود حجازي الذي يتولى منصب رئيس الأركان، داخل الجيش، على حساب وزير الدفاع الحالي الفريق أول صدقي صبحي، إذ اختصه بالمسؤولية عن عدد من الملفات البارزة، وفي مقدمتها رئاسة اللجنة المعنية بمتابعة الملف الليبي.

يشار إلى أن دستور 2012، الذي تم إسقاطه عقب انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013، لم يكن يسمح بوضع خاص لوزير الدفاع، إذ نص في مادته رقم 195 على أن “وزير الدفاع هو القائد العام للقوات المسلحة، ويُعين من بين ضباطها”، في حين منحت المادة 147 من الدستور ذاته لرئيس الجمهورية صلاحية تعيين الموظفين العسكريين وعزلهم، ولم تشترط على رئيس الجمهورية موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على تعيين الموظفين العسكريين ومن بينهم وزير الدفاع.

السيسي يعفي خصومه في المجلس العسكري:

أعاد قرار إعفاء قائدي سلاحي الدفاع الجوي والقوات البحرية في مصر، الجدل مجددا حول أسباب الإطاحة، ومصير أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة
قرار «عبد الفتاح السيسي»، الصادر مساء ، تضمن تنحية الفريق «أسامة ربيع» قائد القوات البحرية، وتعيين «أحمد خالد سعيد» بدلا منه، وتنحية الفريق «عبد المنعم التراس» قائد قوات الدفاع الجوي، وتعيين اللواء «علي فهمي» بدلا منه.

وفي محاولة لترضية القادة المقالين، أعلن «السيسي» تعيين «ربيع»، نائبا لرئيس هيئة قناة السويس، وتعيين «التراس» مستشارا لرئيس الجمهورية للشؤون العسكرية، اعتبارا من اليوم الأحد.

بذلك القرار يخرج قائدي سلاحي الدفاع الجوي والقوات البحرية السابقين من عضوية المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

هيكل المجلس العسكري:

25 جنرالا يحظون بمقاعد في «المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية»، بالإضافة إلى رئيس المجلس، لهم أدوار بارزة في إدارة حكم البلاد، والإمبراطورية الاقتصادية الضخمة التي يمتلكها الجيش المصري، وهم الأذرع القوية التي مهدت لـ«السيسي» تولي السلطة بعد الإطاحة بـ«مرسي»، لكن قرارات الإحالة والإعفاء والتغييرات العسكرية طالت الكثير منهم.

السيسي يعيد تشكيل المجلس العسكري:

قرر «السيسي» إعادة تشكيل أعضاء «المجلس العسكري» في 17 مارس/ آذار 2014، وهي خطوة غير تقليدية بالنظر إلى أن مثل هذه التغييرات تجري عادة مرتين كل عام، إما في شهر يناير/ كانون الثاني، أو يوليو/ تموز.

كانت أولى قرارات «السيسي» في اتجاه تغيير تركيبة المجلس العسكري الذي مهد الأرض لانقلاب 3 يوليو، إحالة «إبراهيم نصوحي» و«مصطفى الشريف» على التقاعد، وتعيين «محمد عرفات»، قائد المنطقة الجنوبية العسكرية، رئيسا لـ «هيئة التفتيش».

وفي تغييرات أخرى طالت نحو 9 من أبرز جنرالات المجلس، تم إقالة اللواء أركان حرب «أحمد وصفي»، القائد السابق للجيش الثاني الميداني من منصبه عام 2014، بعد تقارير قالت إن «مرسي» دعاه لأداء القسم خلفا لـ«السيسي» الذي كان ينوي إقالته قبل الانقلاب، وتم إسناد منصب رئيس هيئة التدريب له، لكنه ظل محتفظا بعضويته في المجلس العسكري.

ومن عضوية المجلس العسكري إلى مقعد وزاري، أطاح «السيسي» باللواء «محمد العصار» من تركيبة المجلس بإسناد وزارة الإنتاج الحربي له، في وزارة «شريف إسماعيل» في سبتمبر/آيلول 2015.

وكان «العصار» مساعدا لوزير الدفاع لشؤون التسليح، وتولى الملفات الإستراتيجية عقب ثورة 25 يناير/ كانون أول 2011، وكان مهندس صفقات الجيش، ومن أكثر الشخصيات قربا لأمريكا داخل المؤسسة العسكرية.

خرج أيضا من عضوية المجلس اللواء أركان حرب «محمد على الشيخ» رئيس هيئة الإمداد والتموين الأسبق فى القوات المسلحة، بالإضافة إلى رئاسة جهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة، والذي تم تعيينه وزيرا للتموين في سبتمبر /آيلول الماضي.

كما خرج أيضا من عضوية المجلس اللواء «عادل المرسى»، رئيس هيئة القضاء العسكرى سابقا أثناء ثورة 25 يناير، وحل بدلا منه في ذات المنصب اللواء «مدحت غزى».

وفي يوليو/ تموز 2014، خرج اللواء أركان حرب «طاهر عبد الله طه» رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من منصبه، بعد الفشل الذريع في علاج فيروسي «سي» والإيدز بجهاز CCD الذي اخترعه اللواء «إبراهيم عبدالعاطي» والمعروف إعلاميا بـ«جهاز الكفتة» تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

ومن منصب قائد المنطقة الشمالية العسكرية، الذي تولاه في ترقيات يناير/كانون الثاني 2013 ، أطيح باللواء أركان حرب «سعيد عباس» من منصبه، بدعوى ترقيته إلى مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

وبموجب القرار الأخير تم تنحية عضوين آخريين هما الفريق «أسامة ربيع» قائد القوات البحرية، والفريق «عبد المنعم التراس» قائد قوات الدفاع الجوي .

وفي أبريل/نيسان 2015، أطاح «السيسي» بقائد البحرية اللواء «أسامة الجندي» الذي كان يعد واحدا من أبرز قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلا أن اسمه برز في تسريبات مكتب «السيسي»، وعين بدلا منه اللواء بحري «أسامة ربيع»، والذي تم تنحيته هو الآخر.

و«الجندي»، كان المسؤول الأول على تحديد إقامة الرئيس المصري الأسبق «محمد مرسي»، عقب الانقلاب العسكري الذي قاده «السيسي»، إبان توليه وزارة الدفاع، في يوليو/ تموز 2013، حيث أخفى «مرسي» في قاعدة بحرية بالإسكندرية، كشف عنها الأخير عقب ظهوره في إحدى جلسات محاكمة «مرسي» حين استدعي للإدلاء بشهادته.

هل يستعد السيسي لاحكام قبضته على الجيش بالكامل:

بدت التصفيات الخفية ، الظاهر انها حوادث طرق لقيادات الجيش والاستعداد للاطاحة بصدقي صبحي من اجل تصعيد محمود حجازي رئيس الاركان وصهر عبدالفتاح السيسي، هي الطريق الامثل امام السيسي من اجل احكام قبضته على الجيش بالكامل.

وعلي صعيد اخر, لا يستطيع أي مراقب أن يتغافل عن حالة الرعب والذعر التى تنتاب السيسي حتي داخل الوحدات والمناطق العسكرية نفسها , ويظهر ذلك جليا فى ارتدائه الدائم للملابس الواقية للرصاص داخل تلك الأماكن , و التواجد الكثيف للحرس الشخصيين له-من غير العسكريين- , فضلا علي اعتياده على مخاطبة الجموع أو الرتب العسكريه دون مواجهتهم بل يفضل مخاطبتهم جالسا على كرسي دون الوقوف فى مواجهة الحاضرين –على غير المعتاد فى تلك المواقف- أو الاستتار خلف الألواح الزجاجية الواقية من الرصاص.