العدسة – معتز أشرف:

تغلق أبواب الاقتراع التركي للانتخابات المبكرة في الخارج في تمام الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء، وسط ثلاثة مؤشرات بارزة رصدها “العدسة”.

وعبر 123 مركزًا انتخابيًا، في 60 دولة، تصدرت الكثافة التصوتية وتقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية على منافسيه في استطلاعات الرأي مع قلق المعارضين والخصوم ملامح المرحلة الأولى من التصويت، وهو ما نستعرض ملامحه.

كثافة التصويت

مؤشرات رسمية ومحايدة كشفت عن إقبال كثيف في التصويت في الخارج؛ حيث صرحت السفيرة التركية في جنوب إفريقيا، أليف تشوم أوغلو، أن “نسبة المشاركة في الانتخابات عالية مقارنة بالانتخابات السابقة”موضحة أنّ “عدد المشاركين في الانتخابات الماضية كان 346 شخصًا، فيما وصل عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم حتى الآن إلى ألف و64 شخصًا”.

وشهد التصويت في الانتخابات التركية إقبالًا كبيرًا من قبل المواطنين الأتراك المقيمين في الكويت وقطر، وقالت السفيرة التركية لدى الكويت عائشة كوتياك، في تصريح صحفي: إنّ “الإقبال كان كبيرًا من قبل أبناء الجالية؛ ما يؤكّد حرصهم على إنجاح العرس الديموقراطي لبلادهم”، مضيفةً أن “هناك نحو 5 آلاف مواطن تركي (في الكويت) منهم ألفان يحق لهم التصويت”.

وأظهرت إحصائية للجنة الانتخابات التركية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الأتراك الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات في ألمانيا التي تغلق أبواب الاقتراع فيها الثلاثاء، وهي نقطة مهمة بحسب المراقبين، حيث يمثل ما بين ثلاثة وخمسة ملايين مواطن تركي يعيشون في الخارج ويحق لهم التصويت أكثر من خمسة بالمئة من جميع الناخبين في تركيا  وتعيش المجموعة الأكبر منهم في ألمانيا. لذا تلعب أصوات الأتراك الذين يعيشون في الخارج دورًا حاسمًا في نتيجة الانتخابات، لاسيما إذا كانت النتيجة متقاربة.

وجاء في الإحصائية التي نشرتها اللجنة أنه لأول مرة منذ بدء الانتخابات في 7 يونيو الجاري يدلي أكثر من مئة ألف ناخب تركي مسجل في ألمانيا بأصواتهم، وبحسب البيانات، أدلى 588209 أتراك من إجمالي 1443585 تركيًا مسجلًا في ألمانيا ممن لهم حق الانتخاب بأصواتهم في الانتخابات التشريعية والرئاسية، بما يعادل نسبة 40.7% من الأتراك الذين يحق لهم الانتخاب في ألمانيا.

وكان أردوغان قد دعا الأتراك في الخارج للمشاركة بقوة في الانتخابات ومنحه أصواتهم قائلًا في كلمة له في مدينة موجلا جنوب غرب تركيا: “اجعلوا صناديق الانتخابات في أوروبا بعون الله تضيق بأصواتكم”.

تقدم أردوغان

تقدم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، على أبرز منافسيه مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض محرم إنجه ومرشحة حزب “إيي” ميرال أقشنر، بحسب استطلاعات رأي، قبيل توقف عملية التصويت خارج تركيا في انتظار حسم الداخل حيث تُجرى الانتخابات داخل تركيا، في 24 يونيو الجاري.

(Related image)

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الأمريكي للتطور بالتعاون مع مركز ميتروبول التركي أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيحصل على 45% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تجري في 24 من الشهر الجاري متقدمًا على كل منافسيه، في الوقت الذي لم يحسم فيه 9% من الناخبين أمرهم، بحسب الاستطلاع.

وتوقع منظمو الاستطلاع أن يحصل مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إنجة في هذه الجولة على 19% من الأصوات، وزعيمة “حزب الخير” القيادية السابقة في حزب الحركة القومية ميرال أكشنار على 11%.

وقال الاستطلاع إنّ أردوغان سيحصل على 48% من الأصوات في الجولة الثانية متقدمًا على منافسه إنجة الذي سينال 36% من الأصوات، بينما لم يقرر 7% من الناخبين لمن سيمنحون أصواتهم في هذه الجولة.

وفي ردّ المشاركين في الاستطلاع على أسئلة عما يميز المرشحين لمنصب الرئيس، رأى نحو 64% أن أردوغان أفضل بكثير من منافسيه كقائد قوي يستطيع توحيد الأتراك وتمثيلهم، بينما رأى 37% من المشاركين ذلك في منافسيْه.

وتوقع الاستطلاع أن يحصل حزب العدالة والتنمية الحاكم على 46% من الأصوات، في الوقت الذي سيحصل فيه تحالف المعارضة على نحو 33% منها، أما حزب الشعوب الديمقراطي ممثل الأكراد فسيحصل على 10% من الأصوات، بينما لم يحسم 7% من الناخبين قرارهم بعد.

وشارك في الاستطلاع 2534 تمت مقابلتهم وجهًا لوجه في 28 مقاطعة تركية، وتوقع منظمو الاستطلاع ألا تتجاوز نسبة الخطأ فيه 2%.

وكان المتحدث باسم الحزب الحاكم ماهر أونال كشف الجمعة الماضية أنّ آخر استطلاعات الرأي التي أجروها تظهر إمكانية الفوز بما يقارب 320 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة من أصل 600 مقعد.

وأفاد بأنّ أردوغان يسير في مستوى يفوق ما حصل عليه الحزب في استطلاعات الرأي الأخيرة، بنحو 4-6 نقاط، أي فوق 46%، وهذا يعني أنه سيحسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى.

وكان أردوغان دعا منتخبيه إلى تقديم درس للدول الغربية في الانتخابات الرئاسية المقبلة عبر التصويت لصالحه.

وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام مئات الآلاف من مؤيديه في ساحة ينيكابي في اسطنبول: “الغرب في انتظار انتخابات 24 يونيو. ما الذي يريده الغرب؟ خسارة أردوغان! هل أنتم مستعدون لإعطاء درس للغرب؟ أؤمن بأنكم ستعطون هذا الدرس”.

قلق الخصوم

ديباجات القلق كانت علامة بارزة في الحملات المناهضة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية أثناء التصويت في الخارج؛ حيث ذهبت تقارير مناهضة للحديث كثيرًا عن قلق واسع بين الأتراك بسبب فرص أردوغان المتصاعدة في الفوز وبناء المعارضة مشاركتها في الانتخابات فقط على معاداة أردوغان دون مشاريع قوية تطمئن الناخبين حول مستقبل البلاد، وتعيدها إلى سياسة صفر بمشكلات وأزمات في الداخل وفي الخارج.

قلق خصومه دفعهم الي رفض نتائج العديد من الاستطلاعات التي صدَّرت أردوغان وحزبه في المقدمة، وقال ذو الفقار دوغان الكاتب في موقع أحوال تركية المعارض: “يمكننا تبيُّن الأمر، بشكل أكبر، عند النظر إلى نتائج آخر ثلاثة استطلاعات أجريت خلال اليومين الماضيين الصادرين عن وكالة ماك للأبحاث، ومؤسسة بي.أر في نفس اليوم، ووكالة ريميرز”..

زعم أنه بالنظر إلى النتائج يمكن القول إن التفاوت الكبير بين النسب في نتائج العشرات من الاستطلاعات، التي أجريت لهذا السبب، إنما يرجع إلى تعرض هذه الشركات لنوع من الضغوط جعلها تحرّف هذه النتائج، وتخشى الإفصاح عن الأرقام الحقيقية، في الوقت نفسه، يؤكد أنصار أحزاب الشعوب الديمقراطي والشعب الجمهوري والحزب الصالح، المتجمعين في سرادقات الانتخابات، أن نتائج هذه الاستطلاعات لا تعبّر عن الواقع بأي حال من الأحوال، وأن نتائج الانتخابات ستكون بمثابة “الصدمة” بالنسبة إلى أردوغان.

لكن في المقابل توقع استطلاع مؤسسة جيزيجي، الذي أجري في 25 و26 مايو وشمل 6811 مشاركًا، ونشرته وكالة رويترز، حصول أردوغان على 48.7 %  في الجولة الأولى مقابل 25.8 %  لمرشح المعارضة الرئيسي محرم إنجيه.

كما توقع حصول ميرال أكشينار زعيمة حزب الخير على 14.4 %، وأكشينار وزيرة سابقة للداخلية أسست حزب الخير العام الماضي بعد طردها من حزب الحركة القومية الذي دخل في تحالف انتخابي مع حزب العدالة والتنمية.

وأظهر الاستطلاع أن صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد سيحصل على 10.1 %.

وأظهر استطلاع جيزيجي أن تحالف العدالة والتنمية مع الحركة القومية لن يحقق الأغلبية في البرلمان الذي يضم 600 مقعد إذ سيحصل على 48.7 % من الأصوات.

وتوقع الاستطلاع حصول التحالف المنافس الذي يضمّ حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير وحزب السعادة على 38.9 % من الأصوات، وحصول حزب الشعوب الديمقراطي على 11.5 %.