العدسة – ياسين وجدي:
فتحت أبواب جهنم في انتظار سقوط وليي عهد السعودية وابوظبي محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ، بعد حصار حليفهما الرئيس الامريكي دونالد ترامب بقضايا من العيار الثقيل داخليا تهدد بقاء عرش الجمهوريين في البيت الأبيض أو بقاءه على أقل تقدير .
“العدسة” يرصد الاضرار التي لحقت ولازالت ابني سلمان وزايد بعد ان اصبح من يحميهما على حافة الهاوية.
توقعات مبكرة !
لم يستمع ابنا زايد وسلمان مبكرا لناقوس الخطر الذي دق في كبريات الصحف الدولية ، للتحذير من ارتداد عكسي ضدهما في حال الاضرار بموقف حليفهما في بلاده ، وهو ما توقعته مبكرا صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، مؤكدة أن السعودية والامارات سيتأثرن حتما في حال تأثر ترامب السلبي داخليا .
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، نقلت عن “أندرو بوين”، المتخصص في الشؤون الخليجية في معهد “أمريكان إنتربرايز” قوله : ” لقد وضعوا كل بيضهم في سلة ترامب/ جاريد.. انها استراتيجية محفوفة بالمخاطر حقا، لقد أصبحت علاقتهم بالولايات المتحدة شديدة الحراك، ومن خلال لعبهم بالسياسات الداخلية، فإنهم يتعرضون لخطر التعرض للإحراق من قبل الإدارة القادمة”.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير حديث لها، إن كلا من المملكة العربية السعودية وحليفتها ذات الأهمية المتزايدة، الإمارات العربية المتحدة، لم تتمتع بمثل هذه العلاقة الوثيقة التي تمتلكها مع ترامب مع أي رئيس أمريكي سابق، مضيفة أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الدولتان هو عدم ارتداد علاقتهما القوية مع ترامب عليهما بشكل سلبي لاحقا، وألا تسبب لهما مشاكل مع السياسة الأمريكية الداخلية، وهو ما تحقق بإرتدادات بدأت تظهر مؤشراتها وفق تأكيد الصحيفة.
هذه المؤشرات بحسب الصحيفة بدأت عبر وجود حراك في الكونغرس من قبل الديمقراطيين وبعض الجمهورين، على إصدار قرار يوقف دعم المؤسسات العسكرية الأمريكية للسعودية في حربها باليمن، مؤكدة أن الروابط الوثيقة التي تقيمها الإمارات والسعودية مع صهر ترامب، جاريد كوشنر، هي موضوع حساس، خصوصا في الوقت الذي يبحث فيه المحقق الخاص روبرت مولر في ملفات كوشنر وغيره من مسؤولي حملة ترامب وتأثير المانحين على الإنتخابات الرئاسية.
خسارة فادحة !
الخسائر فادحة ، بحسب المراقبين ، ومنهم الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست الذي أكد أن السعودية والإمارات ستدفع ثمن المراهنة على ترامب، مشددا على أنه منذ اللحظة الأولى، عزم محمد بن زايد ومحمد بن سلمان على فعل كل شيء ممكن، ربما في ما عدا السجود البدني الفعلي، في سبيل نوال رضا ترامب والجمهور اليهودي في الولايات المتحدة، ولكن يبدو أن رهان محمد بن سلمان ومحمد بن زايد على ترامب كان نتيجة لحسبة خاطئة.
وأضاف أن أكبر خيبة قد تلحق بمحمد بن زايد وحساباته الخاطئة باهظة التكاليف لن تكون بسبب أي من مغامراته في الصومال أو في ليبيا أو في اليمن، وإنما بسبب خسارته في أكبر مقامرة مارسها تتمثل في الرهان على الرئيس دونالد ترامب نفسه، خاصة مع ورود اسمه في تحقيقات مولر.
هريست أوضح أن الأميران أنفقا ثروة طائلة في سبيل ضمان الحظوة لدى ترامب منها ما يقرب من 500 مليار دولار على شكل عقود دفاعية التزمت بها المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة على مدى العقد القادم، وكان محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يتوقعان من جولاتهما تحقيق نصر مؤزر، إلا أن الولايات المتحدة أثبتت أنها ليست بالسهولة التي تصوراها، فحينما تشتري ترامب فلا مفر من أن تصبح شريكاً في المعارك التي يخوضها، وسريعاً ما يصبح أعداؤه أعداءك أنت أيضاً.
خسائر السعودية والامارات كذلك ستأتي من بوابة عدم تحقيق علاقات متوازنة مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، والميل للحزب الحاكم الحالي بصورة كبيرة جدا ما يجعل الثمن العكسي فادح بحسب مراقبين عديدين منهم ، جيرالد فايرستاين، السفير الأميركي السابق لدى اليمن مدير شؤون الخليج بمعهد الشرق الأوسط وأندرو إكسوم، الذي عمل نائباً لمساعد وزير الدفاع الأميركي لسياسة الشرق الأوسط في إدارة أوباما.
وبحسب تقرير لمركز الامارات للدارسات والاعلام كشف تحقيق مولر عن تفاصيل محرجة أكثر حول محاولات السعودية والإمارات لإيجاد أرضية مشتركة مع ترامب، أو نقطة ضعف يمكنهم استخدامها لمصلحتهم، وكالعادة تورطت السياسة الخلفية الخارجية لدولة الإمارات بمشاكل هي في غنى عنها، ولا تزيد علاقاتها بدول العالم إلا توتراً، الآن، تذهب الأمور في الولايات المتحدة الأمريكيّة إلى اعتبار الدولة عدواً تتدخل في صناعة السياسة الخارجية لإدارة ترامب كما تفعل روسيا.
تحت الملاحقة
أبواب جهنم في انتظار الاميرين ، بحسب صحيفة واشنطن بوست التي توقعت حدوث انتكاسة كبيرة لوليي عهد السعودية والإمارات في حال ملاحقة جارد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس دونالد ترامب مؤكدة في هذا الصدد اكتساب أبوظبي سمعة سيئة للغاية في المؤسسات الأمريكية صنفتها على أنها متهمة بالتأثير على سياسة أمريكا الخارجية .
وكان ترامب الابن التقي مبعوثا نيابة عن ابني زايد وسلمان قبل انتخابات 2016 الرئاسية بثلاثة أشهر، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وتلقي دعم بمليارات الدولارت لصالح والده بالمخالفة للقوانين الأمريكية ، وهو ما يجعلهما تحت طائلة تحقيقات المحقق مولر حيث تحظر القوانين في الولايات المتحدة منذ عام 1974 على الحملات السياسية الأمريكية تلقي أي أموال من دول خارجية أو أجانب، أو حتى التنسيق معها في أي حملة انتخابية.
ومع الحصار الداخلي الذي ضرب “ترامب” ، تحركت الأمم المتحدة لتطالب بتحقيق دولي مستقل في جرائم التحالف السعودي الاماراتي في اليمن الثلاثاء 28 اغسطس الجاري ، وقالت لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية، في معرض ردها على التقرير الدامغ الذي نشره فريق خبراء الأمم المتحدة البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن، والذي خلُص إلى أن جميع أطراف النزاع قد تكون مدانة بارتكاب جرائم حرب.
المنظمة قالت إنه يجب على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ودول أخرى، بذل كل ما في وسعها للحيلولة دون وقوع المزيد من الانتهاكات، ومعالجة الأزمة الإنسانية الكارثية مضيفة أن فريق الأمم المتحدة للخبراء البارزين بشأن اليمن، أكد في تقريره الأول، ما كنا نعرفه على مدى السنوات الثلاث الماضية، وهو أن جميع أطراف النزاع في اليمن تعاملت بازدراء تام مع أرواح المدنيين، حيث قام التحالف الذي تقوده السعودية والامارات والقوات المتحالفة معها، والحوثيون، وقوات متحالفة مع الحكومة اليمنية، بهجمات متواصلة غير مشروعة.
في بريطانيا تجرى الملاحقة بكثافة أيضا كجنيف ، وقد تشهد الفترة المقبلة مساعى ملاحقة جديدة ضد محمد بن زايد ومحمد بن سلمان ، أحدها تقودها المحامية البريطانية المعروفة سو ويلمان التي أعلنت أنها سترفع قضية ضد شخصيات إماراتية منها محمد بن زايد متورطة في التعذيب في الإمارات، وتقود الأخرى الحملة الدولية لمقاطعة الامارات وذلك على خلفية اتهامات جرائم الحرب المرتكبة في اليمن ، حيث تبحث تقديم مذكرات دولية لاعتقال محمد بن زايد الذي يتولي منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وحمد محمد ثاني الرميثي قائد الجيش الإماراتي، إضافة إلى وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي.
بن سلمان يواجه كذلك الملاحقة أمام المحكمة الجنائية الدولية التي قررت قبول النظر في دعوى جرائم الحرب التي تقودها السعودية، بقيادة محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي ، ضد اليمن
، بناء علي طلب رابطة المعونة لحقوق الانسان باليمن، بالتزامن مع مطالبة منظمة هيومن رايتس ووتش بإجراء تحقيقات دولية محايدة مع جميع القوات المشاركة في التحالف ضد اليمن، الذي تقوده السعودية مشيرة إلى وجود أدلة باستخدام المملكة للقنابل العنقودية في الغارات التي تشنها على عديد مناطق يمنية منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥.
اضف تعليقا