في مفاجأة مخزية من العيار الثقيل، تصدرت عناوين الصحف البريطانية خلال الساعات الأخيرة الماضية تفاصيل فضيحة جديدة تلاحق أحد أفراد العائلة المالكة في أبو ظبي بعد اتهامه بالاعتداء الجنسي على امرأة بريطانية الأصل بعد استدراجها بحجة مناقشة أمور تتعلق بمهامها الوظيفية.
وبحسب ما نشرته صحيفة التايمز البريطانية، فإن البريطانية كيتلين ماكنماراوقعت ضحية لاعتداء جنسي عنيف على يد أحد كبار أفراد العائلة المالكة الإماراتية أثناء تجهيزها لإطلاق مهرجان هاي الأدبي في أبو ظبي، وذلك وفقاً لما أدلت به في المقابلة الصحفية التي أجرتها معها “سكوتلاند يارد” هذا الأسبوع.
ماكنمارا، البالغة من العمر 32 عاماً، كشفت عن تعرضها لهجوم جنسي من قبل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، 69 عاماً، وزير التسامح والتعايش في حكومة الإمارات، وبحسب ما أوردته عنها الصحيفة فقد وقع الاعتداء يوم عيد الحب هذا العام داخل فيلا في جزيرة خاصة نائية، بعد أن استدعاها الوزير إلى هناك عبر الهاتف بحجة مناقشة الاستعدادات الخاصة بافتتاح مهرجان هاي في أبو ظبي، حيث سافرت خصيصاً إلى الإمارات العربية المتحدة بناءً على طلب من مجلس إدارة المهرجان للمساعدة في إطلاقه.
من المتوقع أن تثير رواية ماكنمارا مخاوف جديدة بشأن استمرار بريطانيا في التعاون مع الأنظمة الغنية في الشرق الأوسط رغم سجلهم الوحشي فيما يتعلق بحقوق الإنسان ومواقفهم العدائية من المرأة، خاصة في دولة مثل الإمارات العربية المتحدة التي اشتهر حكامها خلال السنوات الأخيرة بارتكاب أبشع الجرائم ضد المرأة، ليتناقض هذا مع الصورة التي تحاول الإمارات تصديرها عن نفسها، إذ تسعى لتصوير نفسها على أنها دولة تقدمية، وفرضت عقوبات أكثر صرامة على التحرش الجنسي العام الماضي وتخطط لأن تكون أول دولة عربية ترسل امرأة إلى الفضاء.
في مقابلتها، قالت ماكنمارا إنها صُدمت عندما استقبلها الشيخ في فيلا الجزيرة بعناق وقدم لها ساعة ماركة Tag Heuer المرصعة بالماس، تبلغ قيمتها حوالي 3500 جنيه إسترليني.
وأضافت أن لقائها معه الذي وصفته بالمحنة، استمر لمدة أربع ساعات، قدم لها خلال ذلك الوقت النبيذ، ثم جلس بجانبها على الأريكة وبدأ في لمس ذراعها وقدميها.
وتابعت ماكنمارا “فهمت فجأة سبب وجودي هناك… شعرت بالسذاجة... كنت وحدي على هذه الجزيرة في مبنى خرساني مع هذا الرجل القوي في بلد تسمع فيه كل يوم قصصاً عن أشخاص اختفوا في الصحراء “.
تزعم ماكنمارا أنها طلبت المغادرة، لكنها قالت إن الشيخ الذي تلقى تعليمه في أكسفورد أصر على أن تبقى حتى يتناولان الطعام سوياً، الطعام الذي كان وليمة فخمة -على حد وصف ماكنمارا– وقد احتوى على فطيرة الراعي وشرائح اللحم ورقائق البطاطس.
وأضافت “بعد ذلك بدأ الأمر يصبح مروعاً أكثر، لقد أمسك بوجهي وبدأ في تقبيلي.”
لم ترفض ماكنمارا الكشف عن هويتها، على أمل أن يتم الانتصاف لها، وأضافت وهي تحكي تفاصيل ما حدث أن الشيخ أخذها في وقت لاحق في جولة داخل الفيلا وبدأ في لمس ثدييها، ثم أخذها بعد ذلك إلى غرفة نوم ثمدفعها على سرير وتعرى، ثم قام بتعريتها بطريقة وحشية “كانت مؤلمة”، وبعد الانتهاء، تم نقلها بواسطة سائق الشيخ إلى الفندق التي تقيم فيه في أبو ظبي، حيث روت ما حدث لبيتر فلورنس، مدير مهرجان هاي، وعدد من الأصدقاء والعائلة.
وفي اليوم التالي، فرت ماكنمارا إلى إمارة دبي المجاورة وأبلغت مسؤول قنصلي كبير في السفارة البريطانية بادعاءاتها، التي دعمتها سجلات هاتف محمول ورسائل نصية، حصلت عليها التايمز.
وتقول ماكنمارا إنها كانت خائفة من إبلاغ الشرطة المحلية بالحادث بسبب سلطة الأسرة الحاكمة، لذلك غادرت الإمارات في 23 فبراير/شباط – قبل يومين من افتتاح المهرجان الذي كان يرعاه الوزير نهيان بن مبارك آل نهيان.
انتظرت ماكنمارا حتى عودتها إلى المملكة المتحدة لإبلاغ سكوتلاند يارد بالموضوع، وقد قابلها المحققون في يوليو/تموز بعد رفع الحجر المنزلي والحظر الذي فرض بسبب كورونا، وفي وقت لاحق، قامت شرطة العاصمة بتركيب جهاز إنذار في شقتها الواقعة شرق لندن.
وقال متحدث باسم شرطة العاصمة: “في يوم الجمعة، 3 يوليو / تموز، اتصلت امرأة بشرطة العاصمة للإبلاغ عن مزاعم اغتصاب.. تم أخذ إفادة أولية من المرأة.. يُزعم أن الجريمة وقعت في فبراير/شباط 2020 خارج المملكة المتحدة “.
ولفتت التايمز إلى أنه بموجب التشريع الحالي، لا يمكن فتح تحقيقات سوى عدد قليل من الجرائم في المملكة المتحدة، بما في ذلك الإرهاب والاحتيال والجرائم الجنسية مع الأطفال، إذا كانت قد ارتكبت ضد مواطن بريطاني في الخارج.
ومع ذلك، طلب أنصار مكنمارا، بمن فيهم البارونة كينيدي كيو سي، من دائرة الادعاء الملكية النظر في رفع قضية ضد نهيان بموجب “الولاية القضائية العالمية” والذي يسمح بفتح تحقيق في الجرائم الأكثر خطورة ومحاكمة المجرمين في البلد التي رفعت الدعوى فيها بغض النظر عما إذا كانت قد حدثت هناك أم لا.
من جانبه، نفى الشيخ ارتكاب أي خطأ وقال في نهاية هذا الأسبوع إنه “فوجئ وحزن” بهذه المزاعم، وجاء في بيان صادر عن محامي نهيان: «إن موكلنا متفاجئ وحزين بهذا الادعاء الذي وصل بعد ثمانية أشهر من الحادث المزعوم ومن خلال صحيفة وطنية“.
على الجانب الآخر، تعهد مديرو هاي الليلة الماضية بعدم العودة إلى الدولة الخليجية إذا استمر الشيخ نهيان في منصبه.
ووصفت كارولين ميشيل، رئيسة مجلس إدارة مهرجان هاي، الاعتداء المزعوم بأنه “انتهاك مروّع وإساءة بالغة للثقة التي منحناهم إياها”
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا