خسر النظام الحاكم في البحرين الحصانة الدبلوماسية التي يستغلها لعرقلة دعوى قضائية رفعها المعارضان “سعيد الشهابي” و”موسى عبدعلي” في بريطانيا، بعد اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهما ببرنامج التجسس “فينسباي”.

وقضت المحكمة العليا في العاصمة البريطانية لندن ، بأن “حكومة البحرين لا يمكنها أن تتخذ من حصانة الدولة سببا لعرقلة الدعوى القضائية”.

ويتهم المعارضان “الشهابي” و”عبدعلي”، حكومة البحرين بأنها تمكنت من دس برنامج مراقبة وتجسس هو (فينسباي) على أجهزتهما في 2011، مما سمح لعملاء بالسيطرة على أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهما والوصول إلى ملفاتهما ومراقبة اتصالاتهما.

وأضافا أن “البرنامج يسمح لمستخدميه أيضا بتشغيل الميكروفونات والكاميرات على الأجهزة الإلكترونية لإجراء مراقبة حية وتتبع للموقع”.

ورفض القاضي “جوليان نولز” طلب البحرين، مما يعني أنه يمكن المضي قدما في قضية “الشهابي” و”عبدعلي” في لندن.

ويطالب المعارضان البحرينيان بالحصول على تعويضات عن الأضرار النفسية جراء هذا التجسس.

وقال “عبد علي” في بيان مكتوب عقب القرار: “هذا القرار يبين أن بمقدورنا أن ننتصر في كفاحنا من أجل العدالة، وأن أصواتنا لن تكمم بسبب أعمال الانتقام أو الترهيب من النظام البحريني”.

ورحب “الشهابي” بالحكم، قائلاً إنه اعتراف بـ”التعذيب النفسي الذي تمارسه الأنظمة الاستبدادية عبر الحدود الوطنية”، ودعا إلى إجماع أوضح على إجرام هذه الأفعال في القانون الدولي.

فيما قالت “إيدا أدوا” المحامية في Leigh Day، إنها مسرورة لأن القضية ستنتقل الآن إلى المحاكمة.

وأضافت: “يأتي هذا الحكم بمثابة ارتياح كبير لموكلينا الذين عقدوا العزم على محاسبة مملكة البحرين على ما يعتقدون أنه انتهاك صارخ لخصوصيتهم تسبب في ضرر شخصي وعرّض أصدقاءهم وعائلاتهم للخطر”.

وقال “سيد أحمد الوداعي” مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (BIRD)، إن الحكم يضمن أن البحرين ستواجه المساءلة، وإن النشطاء لديهم فرصة للسعي لتحقيق العدالة.

لكنه تساءل عما إذا كان بإمكان حكومة المملكة المتحدة فعل المزيد.

ولفت إلى أنه “بينما أصدرت محكمة المملكة المتحدة حكماً إدانياً بإلغاء حصانة البحرين، فإن حكومة المملكة المتحدة هي التي فشلت في إرسال إشارة إلى نظام “آل خليفة” بأنها لا تستطيع الاستمرار في ملاحقة وترهيب المعارضين على الأراضي البريطانية مع الإفلات من العقاب”.

اقرأ أيضا: ملك البحرين يهاتف بشار الأسد معزيا بضحايا الزلزال لأول مرة منذ الثورة