يسيطر محمد بن سلمان ولي العهد السعودي على مؤسسات المملكة العربية السعودية عبر القوة الأمنية الضاربة التي طالت جميع فئات المجتمع حتى من العسكريين وأبناء العائلة الحاكمة الذين وقفوا في طريق الأمير الشاب.

لم يسلم رجل أو أمرأة من بطش بن سلمان ولم يرحم شيبة الكبار من مشايخ وعلماء المملكة وزج بهم جميعاً في غياهب السجون لمجرد أنهم انتقدوه لكن الغريب هو اعتقاله للأطفال والقُصر.

لم يكتف فقط باعتقالهم أو تعذيبهم بل سلط قضائه المسيس للإصدار أحكام مغلظة بحق القُصر وصلت إلى حد الحكم بالإعدام تعزيراً وهي أشد أوجه المملكة قبحاً وقمعاً.

لفتت منظمات حقوقية إلى أن دولة بن سلمان بصدد الحكم بالإعدام على قُصر مشيرين إلى أن أقرانهم قد قتلوا بيد النظام من قبل فيما عُرف بمجزرة إبريل عام 2019.

 

إعدام إبريل

تطرقت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان لقصة قاصر قتلته السلطات السعودية في مجزرة عام 2019 بينما لا زالت تهدد أقرانه وذلك تكريسا لواقع القمع الشامل والاستبداد في المملكة.

وأشارت إلى أنه في أبريل 2019، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن تنفيذ إعدام جماعي بحق 37 شخص، وقد تم توثيق أكد أن 6 منهم قاصرين، ووجدت المنظمة أن القاصر جابر زهير المرهون، وهو أحد ضحايا إعدام أبريل، كان قد وضع حين تم اعتقاله في دار الملاحظة، وهو السجن المخصص للقاصرين.

طبقًا للمعلومات التي تمكنت المنظمة من تتبعها، فإن المرهون اعتقل مع آخرين في 27 فبراير 2014، ووضع في السجن المخصص للقاصرين، حيث كان يبلغ من العمر 17 عاما، في نوفمبر 2016 أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة حكما ابتدائيا بالقتل بحق المرهون وكل من محمد آل خاتم وعبد الله العوجان اللذان كانا معه في القضية.

 

تهم فضفاضة 

وجهت النيابة السعودية تهماً لا توجه لقاصر بل وقامت بتنفيذ حكم الإعدام في بعضهم على رأسها الخروج المسلح على ولي الأمر وإطلاق النار على دوريات أمنية ومباني حكومية في القطيف، وغالباً ما تستخدم السعودية هذه التهم بشكل فضفاض ولتجريم ممارسات سلمية من بينها المشاركة في مظاهرات.

علاوة على ذلك فقد استخدمت قانون الإرهاب والمحكمة المتخصصة لهذا الغرض، فيما تم توثيق تعرض المعتقلين لأنواع مختلفة من الانتهاكات، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والحرمان من الحق في الدفاع الكافي عن النفس، وهو ما من المرجح أن يكون المرهون قد تعرض له.

وفي يوليو 2017 كان مقررو الأمم المتحدة قد ذكروا اسم المرهون ضمن رسالة إلى الحكومة السعودية طالبوها فيها باتخاذ إجراءات لضمان عدالة المحاكمة، وعدم تنفيذ أحكام قتل بتهم ليست من الأشد خطورة بحق 17 معتقلا لكن السعودية تجاهلت رسالة المقررين ونفذت حكم القتل في أبريل 2019.

الخلاصة هي أن السعودية تحت حكم محمد بن سلمان تنكل بالقاصي والداني والكبير والصغير وذو العلم وعوام الناس ولا يستثنى أحد من بطش ولي العهد المتعطش للدماء.

 

اقرأ أيضًا : الإمارات في مواجهة حراك أوروبي واسع.. لماذا؟