لا تزال السلطات السعودية تواصل انتهاكاتها المروعة لحقوق الإنسان، فبينما يستمر القضاء السعودي في استصدار الأحكام القاسية بحق المعارضين، يعيش عشرات المعتقلين في سجون المملكة ظروف احتجاز بالغة السوء، في ظل غياب الرعاية الصحية اللازمة، ما أدى لفقدان بعضهم لحياته داخل السجن، وتدهور الحالة الصحية لآخرين، الأمر الذي يعده حقوقيون عملية قتل بالبطيء يمارسها النظام السعودي بحق المعارضين وأصحاب الرأي المعتقلين في سجون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
أحكام قاسية
وفي تطور لافت، أصدرت محكمة سعودية، حكماً بالسجن 9 سنوات على الشيخ الداعية حمود بن علي العمري.
وقال حساب “معتقلي الرأي” عبر “تويتر” إن سلطات آل سعود حكمت بالسجن 9 سنوات على الداعية العمري؛ بتهم زائفة.
وأشارت “معتقلي الرأي” إلى أن الداعية العمري معتقل ضمن حملة الاعتقالات الشهيرة سبتمبر 2017م .
في ذات السياق، أصدرت محكمة تابعة لسلطات آل سعود حكماً بالسجن أربع سنوات على الداعية يوسف الأحمد.
وكشفت مصادر حقوقية أن السلطات السعودية حكمت أيضا بمنع الأحمد من السفر لمدة أربع سنوات بعد خروجه من السجن.
وأشارت المصادر إلى أن محاكمة الأحمد تمت مؤخرا بشكل سري، ودون السماح للإعلام بحضورها.
وأكدت المصادر الحقوقية أن المعتقل الأحمد يتعرض إلى إهمال طبي متعمد داخل سجن الحائر في الرياض.
وقالت إن القاضي واجهه بتهم “مضحكة” وزائفة مثل: زيارة قام بها لمعرض الكتاب، وظهور تلفزيوني له تحدث فيه عن اعتقاله السابق.
واعتقل الأحمد عام 2011، بعد ظهوره في فيديو يطالب فيه سلطات آل سعود بحلحلة ملف المعتقلين السياسيين، وحكم عليه بالسجن آنذاك 5 سنوات لتهم منها “التأليب على ولي الأمر” و”الإضرار باللحمة الوطنية” والنيل من هيبة الدولة، لكنه خرج بعد عام بموجب عفو ملكي، ليعاد اعتقاله في الحملة الشهيرة التي استهدفت الدعاة والمفكرين في أيلول/ سبتمبر 2017.
والأحمد حاصل على شهادة الدكتوراه في الفقه، وعمل بالتدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض.
قتل بالبطيء
في سياق متصل، قالت عائلة معتقل الرأي الداعية البارز سلمان العودة إنه يتعرض لعملية قتل بطيء داخل سجون النظام السعودي في ظل اعتقاله منذ أكثر من 3 أعوام.
وذكر عبدالله العودة على حسابه في تويتر أن والده “يخضع لعملية قتل بطيء داخل السجن في الرياض”.
وقال “عبدالله العودة” في تغريدة على “تويتر”: “أعلن للأمة العربية الإسلامية والعالم أن الوالد د.سلمان العودة يخضع لعملية قتل بطيء داخل السجن في الرياض، حيث التدهور المخيف لصحته في الأشهر الأخيرة والإهمال الطبي الشديد”.وذكر أن والده يعاني من تدهور مخيف في صحته في الأشهر الأخيرة والإهمال الطبي الشديد، محملاً السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن كل ما يحصل لوالده.
وأشار”عبدالله” إلي تعمّد تغييب الداعية العودة عن الأنظار ومنع الاتصالات بالكامل، وتقطّع الزيارات.
وأضاف “لكن في جلسة المحكمة في ربيع الآخر (منتصف نوفمبر)، رأته العائلة وجهاً لوجه أخيراً فبدا هزيلا ضعيفاً مشتّتاً مستسلماً تساوت عنده الحياة وعدمها، وهذا يؤكد سياسة القتل المتعمد”.
وتابع “من رمضان إلى محرم الماضي (مايو إلى سبتمبر) قطعوه تماماً عن العالم الخارجي حتى من الاتصال وساموه سوم العذاب”.
وأكد أن عائلة معتقل الرأي العودة تشتبه في أنهم قد يكونوا بعد إنهاكه اضطروا والده للأدوية وعبثوا بها، في محاولات خبيثة للإضرار بالوالد وقتله بشكل بطيء، مشيراً إلى أن والده فقد نصف سمعه ونصف بصره في تدهور مستمر لصحته ووضعه.
وغرد الناشطون عبر وسم “#لاتقتلوا_سلمان_العودة” مطلقين حملة للإفراج عنه، عقب الحكم بالسجن الذي صدر في السعودية، بحق الناشطة “لجين الهذلول”.
إدانات متواصلة
في ذات السياق، تتواصل الإدانات من قبل المنظمات الحقوقية للانتهاكات التي تمارسها السلطات السعودية بحق المعتقلين، حيث قالت منظمة العفو الدولية إن خطاب الإصلاح لحقوق الإنسان في السعودية ما هو إلا خطاب أجوف تماماً وغير حقيقي.
وجددت المنظمة في بيان لها الدعوة إلى الإفراج الفوري، ودون قيد أو شرط، عن جميع المدافعين/ات عن حقوق الإنسان السعوديين.
وطالبت المنظمة بحرية الناشطات السعوديات اللاتي ما زلن رهن الاحتجاز، بما في ذلك سمر بدوي ونسيمة السادة ونوف عبد العزيز ومياء الزهراني.
وانتقدت هبة مرايف مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، الحكم الصادر قبل أيام بحق المدافعة عن حقوق الإنسان لجين الهذلول بالسجن لمدة خمس سنوات وثمانية أشهر.
وقالت مرايف إن الحكم الصادر بحق الهذلول تم إثر محاكمة جائرة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة.
وتابعت “بهذه المحاكمة المعيبة بشكل بالغ، واستمرار حملة القمع المستمرة ضد النشطاء والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان، أثبتت السعودية أن خطابها حول إجراء إصلاح لحقوق الإنسان ما هو إلا خطاب أجوف تماماً.
وأشارت إلى أن الهذلول قضت بالفعل أكثر من 900 يوم قيد الاحتجاز، تعرضت خلالها للتعذيب والتحرش الجنسي، وأشكال أخرى من المعاملة السيئة، واحتُجزت في الحبس الانفرادي، وحُرمت من الاتصال بأسرتها.
وأعربت”مرايف” عن القلق البالغ على رفاهة “لجين” وسلامتها، ودعت للإفراج الفوري عنها ودون قيد أو شرط، مؤكدة أنه في غضون ذلك، يجب السماح للجين بزيارة عائلتها والطبيب الذي تختاره بنفسها.
من جانبها، وصفت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليت أن الحكم “مثير للقلق العميق” و”نفهم أن هناك إفراج قريب ممكن عنها ونحن نشجعه بقوة كأمر عاجل”.
وقالت صحيفة “التايمز” إن الناشطة لجين الهذلول الناشطة في حقوق الإنسان حكم عليها بالسجن بتهم إرهابية.
وعلقت الصحيفة أن خروج الهذلول القريب بعد دخول جوزيف بايدن البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير ليست مصادفة، وهي رسالة، فصعود ولي العهد تقاطع مع صهر دونالد ترامب، جارد كوشنر الذي أقام علاقة معه، حيث تحول ولي العهد إلى شخصية منبوذة بسبب اعتقال الناشطين وقتل جمال خاشقجي.
اضف تعليقا