أكد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، أن بلاده تمتلك أدلة بأن جريمة قتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، كانت مخططة ولم تأتي جراء صراع تلقائي.
وطالب -في كلمته أمام نواب حزب “العدالة والتنمية” في البرلمان التركي- السعودية بإظهار من ارتكب هذه الجريمة وأن تحاكمهم بشكل عادل معبرا عن ثقته بأن الملك سلمان سيتعاون في التحقيق.
وتساءل “أردوغان”: “هؤلاء الأشخاص تلقوا أوامرهم من من؟ ولماذا فتحت القنصلية في إسطبنول بعد عدة أيام من وقوع الجريمة وليس فورا؟ لماذا كانت هناك تصريحات متناقضة خلال هذه الفترة، وأين جثة المقتول؟”.
وألمح إلى أن فريقا سعوديا مكون من 15 فردا دخل القنصلية في يوم قتل “خاشقجي” وأن ثلاثة من أفراده ذهبوا في رحلة استكشافية إلى غابة بلجراد في إسطنبول ويلوا على مسافة 90 كيلومترا جنوبي المدينة.
وأشار إلى أن حكومته تعرضت لحملة إعلامية شرسة للبحث عن حقيقة ما جرى لـ “خاشقجي”، وكرر التعهد بمواصلة التحقيق قائلا: “لن يوقفنا أحد”.
ورفض أردوغان الرواية السعودية التي أعلنتها مؤكدا أن إلقاء التهمة على عناصر أمنية لا يقنع الجانب التركي ولا الرأي العام العالمي.
وخلال كلمته أمام البرلمان التركي قال أردوغان : “على اعتبار أن مقتل خاشقجي جريمة سياسية، فيجب إشراك المتورطين بها من الدول الأخرى في التحقيقات، مطالبا السعودية بتسليم المتورطين في عملية الاغتيال ومحاكمتهم أمام المحاكم التركية.
وكشف “أردوغان” عن أن موظفي القنصلية السعودية بإسطنبول نزعوا القرص الصلب من كاميرات المراقبة في القنصلية يوم قتل الصحفي “جمال خاشقجي” داخل القنصلية.
وشدد على أن “اتفاقية فيينا أضحت الآن على المحك بعد الجريمة البشعة التي تم ارتكابها في القنصلية”.
وكشف “أردوغان”، بعض تفاصيل الاتصال الذي جرى بينه وبين العاهل السعودي، الملك “سلمان بن عبدالعزيز” في 14 من أكتوبر الجاري، قائلًا: “أبلغت الملك سلمان بسوء إدارة القنصل السعودي “محمد العتيبي” لمجريات القضية”.
ويأتي حديث “أردوغان” عقب مرور نحو 3 أسابيع على مقتل “خاشقجي”، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، واعتراف الرياض فيما بعد بقتله، والتي زعمت أنها جاءت إثر “مشاجرة”.
وأثار اختفاء “خاشقجي” اهتمام المجتمع الدولي، إذ طالبت الولايات المتحدة والدول الغربية والأمم المتحدة بتحقيق شفاف وعلني لكشف ملابسات مقتله.
وقبل حديث “أردوغان”، كشفت وكالة “رويترز”، عن أن “سعود القحطاني”، أحد كبار مساعدي ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، هو الذي أدار عملية اغتيال “خاشقجي”، عبر سكايب، وأحد الأشخاص الذين تحاول الرياض أن تحمله مسؤولية الغضب الدولي الناجم عن مقتل “جمال”.
ونقلت الوكالة عن مصدر استخباراتي تركي (لم تسمه) قوله إنه خلال العملية، وجه “القحطاني” رجاله بالتخلص من “خاشقجي”، قائلا: “أحضروا لي رأس الكلب”.
اضف تعليقا