في تطور جديد يكشف عن عمق التحالف بين دولة الإمارات وإسرائيل، أفاد الإعلام العبري بأن الإمارات أرسلت 5000 قذيفة حديثًا لدعم الاحتلال الإسرائيلي، في وقت يواصل فيه الأخير حربه الدموية على قطاع غزة، التي تسببت في آلاف الضحايا الفلسطينيين وأثارت حملات مقاطعة دولية واسعة ضد تل أبيب، بما في ذلك وقف تصدير الأسلحة لها.

أشار المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، يوأف زيتون، إلى أن دولة “شرق أوسطية” قدمت هذا الدعم العسكري بشرط نقل الذخائر برًا وليس بحرًا. 

ورغم أن زيتون لم يذكر اسم الدولة صراحة، إلا أن مصادر عبرية أخرى أكدت أن الإمارات هي الطرف المعني. وتأتي هذه الخطوة في ظل تحالف سياسي واقتصادي متزايد بين أبوظبي وتل أبيب، يعكس انحيازًا إماراتيًا واضحًا ضد المقاومة الفلسطينية ودعمًا مباشرًا للآلة العسكرية الإسرائيلية.

فيما تزامن نقل هذه الشحنة مع عقبات لوجستية وأمنية دفعت الجهات الإسرائيلية إلى استخدام طرق برية معقدة لتجنب الموانئ البحرية. ومع الارتفاع الهائل في تكاليف النقل الجوي، زادت تكلفة إيصال الأسلحة بنسبة 400%، ما يظهر الجهود الإماراتية المتواصلة لتجاوز هذه العقبات في سبيل دعم الاحتلال.

 

وكيل للاحتلال بالمنطقة

لم يقتصر الدعم الإماراتي لإسرائيل على الجانب العسكري؛ بل امتد إلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث كشفت دراسة حديثة أعدها المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق أن الإمارات تتصدر قائمة الدول العربية في مستويات التطبيع مع إسرائيل. 

يذكر أن الدراسة كانت قد رصدت 56 حالة تطبيع اقتصادي وتجاري، و24 حالة تطبيع سياسي، و18 حالة تطبيع دبلوماسي، مما يعكس اندماجًا غير مسبوق بين الطرفين.

في المقابل، جاءت البحرين والمغرب في المرتبتين الثانية والثالثة من حيث التطبيع مع إسرائيل، حيث سجلت البحرين 22 حالة تطبيع اقتصادي و14 دبلوماسيًا، فيما ركز المغرب على التطبيع الدبلوماسي والسياسي. أما السعودية، فرغم عدم إعلانها الرسمي عن علاقات مع إسرائيل، فإنها تصدرت النشاط التطبيعي غير المعلن في المنطقة.

هذه المؤشرات تؤكد أن الإمارات وغيرها من الدول العربية التي وقعت اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل أصبحت أدوات لخدمة الاحتلال الإسرائيلي سياسيًا واقتصاديًا، في وقت تستمر فيه الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

جسر بين الاحتلال والعالم الخارجي

وفي الوقت الذي علّقت فيه العديد من شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة جراء الحرب على غزة، واصلت شركات الطيران الإماراتية مثل “فلاي دبي” و”الاتحاد” العمل بشكل طبيعي. هذه الخطوة أثارت انتقادات واسعة، حيث اعتبرها مراقبون دليلًا على الدعم المتواصل للاحتلال الإسرائيلي، حتى في الأوقات التي يتعرض فيها الفلسطينيون لأبشع أشكال القمع والتنكيل.

ذكرت وكالة “أسوشيتدبرس” أن مطار بن غوريون بات شبه خالٍ بسبب عزوف شركات الطيران العالمية عن الرحلات إلى إسرائيل. ومع ذلك، فإن شركات الطيران الإماراتية ظلت تعمل كجسر بين إسرائيل والعالم الخارجي، مما يعزز من قدرة الاحتلال على تجاوز أزماته الاقتصادية والسياسية في ظل الحصار الدولي المتزايد.

الخائن بن زايد

في ظل هذه التحركات الإماراتية، يتضح أن التطبيع مع إسرائيل لم يعد مجرد تقارب دبلوماسي أو اقتصادي، بل تحول إلى دعم مباشر للسياسات الإسرائيلية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية. الدعم العسكري والتعاون الاقتصادي والثقافي يمثلان خيانة لآمال وتطلعات الشعوب العربية التي ترفض الاحتلال الإسرائيلي وتدعم الحق الفلسطيني.

إن استمرار هذه السياسات التطبيعية يشكل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني ومقاومته، ويدعم آلة الحرب الإسرائيلية التي تواصل قصف غزة وتدمير المنازل وقتل الأبرياء. وختامًا، يبدو أن الإمارات باتت شريكًا رئيسيًا في تعزيز الاحتلال الإسرائيلي، مما يتطلب موقفًا عربيًا وإسلاميًا حاسمًا لوقف هذا الانحدار الخطير.

 

اقرأ أيضًا : حدث جلل.. ما دلالات مقـــ،،،ــتل الحاخام الإسرائيلي في الإمارات؟ كيف اختفى؟ ولماذا ذهب إلى هناك؟.. إليك التفاصيل