في عام 2006، حذر الرئيس المصري، آنذاك، حسني مبارك (1981-2011)، رئيس وزراء إثيوبيا حينها، ميليس زيناوي، من مغبة بناء سد على مجرى نهر النيل، عقب أنباء عن استعدادات لبنائه.
وبعد 13 عاما، يأمل الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، بإيجاد حل لأزمة سد “النهضة” (قيد الإنشاء)، الذي صار أمرا واقعا منذ 2011، وذلك عبر وساطة أمريكية تلتئم يوم 6 نوفمبر/تشرين ثانٍ الجاري (الأربعاء).
وأعلنت إثيوبيا ومصر قبولهما المشاركة في مفاوضات حول السد تستضيفها واشنطن، في أعقاب إعلان القاهرة أن المباحثات وصلت إلى “طريق مسدود”، يحتاج لوسيط، وهو ما رفضته أديس أبابا في البداية.
واكتسبت قضية السد زخمًا دوليًا في الآونة الأخيرة، من مظاهره اقتراح روسيا، أواخر أكتوبر/تشرين أول الماضي، القيام بوساطة لحل الأزمة المتعلقة بعدم الاتفاق على عدد سنوات وقواعد ملء وتشغيل السد.
كما نفت إسرائيل صحة ما يتردد عن تقديمها مساعدات عسكرية دفاعية لأديس أبابا لحماية السد.
خلال 13 عامًا، كانت أبرز محطات الأزمة هي تحذيرات وتلميحات مصرية إثيوبية متبادلة بالحرب.
أولها تحذير مصري، في 2006، من بناء السد، ثم بث مؤتمر رئاسي مصري، في 2013، لوح مشاركون فيه بإمكانية القيام بعمل عسكري، وبعدهما تصريح منسوب لرئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد علي، في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، لوح فيه بالحرب، قبل أن يقول إن التصريح اقتُطع من سياقه.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه النيل، البالغة 55 مليار متر مكعب، فيما يحصل السودان على 18.5 مليارًا.
بينما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.
ويقدر مراقبون أن مشروع السد، البالغة تكلفته 4.8 مليار دولار، سيكون عند اكتماله في 2022، أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، ويولد أكثر من ستة آلاف ميغا واط من الكهرباء.
وحسب بيانات رسمية وتقارير ودراسات، ترصد الأناضول، عبر تسلسل زمني، تفاصيل 13 عامًا من تحركات مصرية إثيوبية سودانية في ملف أزمة السد، التي لا تزال ترواح مكانها:
2006.. تحذير مصري
قال مبارك في تسجيلات صوتية نقلتها وسائل إعلام مصرية إنه التقى زيناوي، في مؤتمر بمنتج شرم الشيخ (شرقي مصر) عام 2006، وسأله عما يثار عن توجه إثيوبي للحصول على قرض دولي لبناء سد.
وأضاف أن زيناوي نفى صحة ما يتردد، وأبلغه بأنه لا أحد يستطيع حجز مياه النيل عن مصر.
وأفاد مبارك بأنه حذر زيناوي من أن أي مشروع لحجز المياه عن مصر سيحدث أزمة كبيرة.
2010.. النوايا تخرج للعلن
19 مايو/آيار: قال زيناوي في تصريحات إعلامية إن “مصر ليس من حقها منع إثيوبيا من إقامة سدود على نهر النيل”.
24 نوفمبر/تشرين ثانٍ: رأى زيناوي أن مصر لا يمكن أن تنتصر في حرب ضد إثيوبيا بشأن النيل.
2011.. بدء التشييد
2 أبريل/نيسان: وضع زيناوي حجر الأساس للسد.
13 مايو/آيار: رئيس وزراء مصر، عصام شرف، يزور نظيره زيناوى، ويتفقان على تشكيل لجنة ثلاثية لبحث دراسات متعلقة بالسد.
17 سبتمبر/أيلول: شرف وزيناوي يتفقان في القاهرة على إرسال فريق فني، يجمع أعضاء من مصر وإثيوبيا والسودان، إلى إثيوبيا، لبحث التأثيرات المحتملة للسد على دولتي المصب (مصر والسودان).
28: 29 نوفمبر/تشرين ثانٍ: أول اجتماع في أديس أبابا للجنة التعاون الثنائى الفنى بين مصر وإثيوبيا، بمشاركة وزيري المياه وممثلى الخارجية من الجانبين.
2012 .. اجتماع فني
14 مايو/آيار: مؤتمر في القاهرة، برعاية المجلس الإفريقي لوزراء المياه، يناقش تقييم السد، والموقف المصري من الاتفاقية الإطارية، إضافة إلى التأثير المحتمل للسد على دولتي المصب.
15 مايو/آيار: اجتماع فني ثلاثي، في أديس أبابا، للإطلاع على المستندات والدراسات التى تقدمها إثيوبيا حول السد، وآثاره الإيجابية والسلبية المحتملة على دولتي المصب.
19 يونيو/حزيران: اجتماع فني ثلاثي آخر في القاهرة .
2013 .. بث رئاسي
31 مايو/آيار: التقرير النهائي للجنة الثلاثية يفيد بوجود تداعيات سلبية للسد على مصر.
3 يونيو/حزيران: اجتماع برئاسة الرئيس المصري، محمد مرسي، آنذاك مع نخب سياسية أغلبها مؤيد له، تضمن بثًا مباشرًا لوقائعه، وشملت تلميحات عسكرية باستهداف السد.
بعدها بنحو شهر، أُطيح بمرسي من الرئاسة (2012-2013)، وتوقفت المفاوضات.
2014.. استئناف المفاوضات
يونيو/حزيران: الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا، هايلي ماريام ديسالين، يتفقان على استئناف عمل اللجنة الثلاثية حول السد، خلال لقاء على هامش قمة للاتحاد الإفريقي.
أكتوبر/تشرين أول: الدول الثلاث تتفق على اختيار مكتبين استشاريين هولندي وفرنسي، لإجراء الدراسات حول السد.
أغسطس/آب: اجتماع على مستوى وزراء الري في البلدان الثلاث، بالخرطوم، يتفق على آلية لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية.
20 سبتمبر/أيلول: الدول الثلاث تتفق في أديس أبابا على معايير عامة لتقييم واختيار الشركات الاستشارية الدولية الموكل إليها إجراء الدراسات الفنية.
16 أكتوبر/ تشرين أول: اتفاق في القاهرة على سبعة مكاتب استشارية عالمية، على أن يتم اختيار أحدها لإعداد الدراسات.
2015 .. إعلان مبادئ
5 مارس/ آذار: الدول الثلاث تتفق في الخرطوم على وثيقة مبادي بشأن السد.
23 مارس/آذار: السيسي وديسالين والرئيس السوداني، عمر البشير، يوقعون وثيقة “إعلان مبادئ سد النهضة”، وتتضمن “إعداد دراسة فنية عن السد في مدة لا تزيد عن 11 شهرًا، والاتفاق على كيفية إنجاز السد وتشغيله دون الإضرار بدولتيّ المصب (مصر والسودان)”.
7و8 نوفمبر/تشرين ثانٍ: مصر ترفض قيام شركة بمفردها بإعداد الدراسات الفنية، وتتمسك بحق شعبها “المكتسب والتاريخى” فى مياه النيل.
11: 29 ديسمبر/كانون أول: جولات مباحثات ثلاثية تنتهي في الخرطوم إلى أهمية الإسراع بإتمام الدراسات الفنية، على أن يكون التوقيع على عقد الأعمال الاستشارية فى الأول من فبراير/ شباط 2016.
30 ديسمبر/كانون أول: قال السيسي إنه “لن يضيع حقوق مصر” (بشأن حصة المياه).
2016.. بناء وتفاوض
6 يناير/ كانون ثانٍ: اجتماع لدراسة مقترح مصرى بزيادة فتحات تصريف المياه خلف السد من بوابتين إلى أربع بوبات، مقابل رفض إثيوبي.
11 فبراير/شباط : قال وزير المياه الإثيوبي، موتوا باسادا إن أديس أبابا لن تتوقف عن بناء السد ولو للحظة.
من7 إلى 11 فبراير/شباط: تم الاتفاق، في نهاية اجتماعات ثلاثية، على أن تمويل الدراسات الفنية المتعلقة بالسد سيكون بالتساوي بين الدول الثلاث.
2017.. خلال معلن
مايو/آيار: الانتهاء من التقرير المبدئي حول السد، وخلاف بين الدول الثلاث حول التقرير.
17 أكتوبر/تشرين أول: وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، يزور موقع السد، لأول مرة، ضمن أعمال اللجنة الثلاثية الفنية، التي انعقدت بعد انقطاع لأشهر، وذلك لبحث ملاحظات الدول حول التقرير الفني للسد.
11و12 نوفمبر/تشرين ثانٍ: اجتماع للجنة الفنية الثلاثية المعنية على المستوى الوزاري، بالقاهرة. ووزير الري المصري يعلن عدم التوصل إلى اتفاق. وإثيوبيا والسودان ترفضان التقرير الاستهلالي.
26 ديسمبر/كانون أول: اقتراح مصري بمشاركة البنك الدولي كوسيط محايد في أعمال اللجنة الثلاثية.
2018 .. إثيوبيا ترفض الوساطة
21 يناير/كانون ثانٍ: إثيويبا ترفض مقترح مصر بإشراك البنك الدولي في المفاوضات.
5 أبريل/نيسان: بعد اجتماع في الخرطوم، بمشاركة وزراء الخارجية والرى ورؤساء أجهزة المخابرات بالدول الثلاث، مصر تعلن عدم التوصل إلى اتفاق جديد، واستمرار المشاورات لحل الخلافات العالقة.
26 يوليو/تموز: العثور على جثة مدير مشروع سد “النهضة”، سمنجاو بقلي، في سيارته وسط أديس أبابا، والسلطات تعلن لاحقًا أنه انتحر.
25 سبتمبر/أيلول: القاهرة تعلن أن اجتماعًا ثلاثيًا، في إثيوبيا، لم يتوصل إلى نتائج محددة بخصوص نتائج الدراسة المتعلقة بالسد. وبعدها، تعثر انعقاد اجتماعات جديدة.
2019.. وساطة أمريكية
30 سبتمبر/أيلول: عودة المفاوضات على مستوى وزاري في الخرطوم لمدة ستة أيام.
5 أكتوبر/تشرين أول: مصر تعلن أن الأمور وصلت إلى “طريق مسدود”، مطالبة بوسيط دولي، وسط نفي ورفض إثيوبيين.
22 أكتوبر/تشرين أول: آبي أحمد يلوح بإمكانية خوض الحرب. القاهرة ترفض هذا التصريح إن صح، وتعلن موافقتها على تلبية دعوة واشنطن إلى “كسر جمود المفاوضات”. وإسرائيل تنفي صحة أنباء عن تزويدها إثيوبيا بأنظمة دفاعية لحماية السد.
23 أكتوبر/تشرين أول: مبعوث الرئيس الروسى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوجدانوف، يعلن أن موسكو مستعدة للتوسط بين أديس أبابا والقاهرة.
24 أكتوبر/تشرين أول: لقاء بين السيسي وآبي أحمد في سوتشي الروسية. والأخير يقول إن تصريحاته (بشأن خوض حرب) تم اجتزاؤها من سياقها، ويشدد على تمسك إثيوبيا بمسار المفاوضات وصولًا إلى اتفاق نهائي.
29 أكتوبر/تشرين أول: مصر تعلن عن اجتماع وساطة في واشنطن يوم 6 نوفمبر/تشرين ثانٍ الجاري
31 أكتوبر/تشرين أول: إثيوبيا توافق على حضور اجتماع الوساطة الأمريكي، ومصر تعلن مشاركة البنك الدولي في الاجتماع.
اضف تعليقا