مع غروب شمس الاثنين السابع من أكتوبر/تشرين الأول، اجتمع عدد كبير من المتظاهرين الأستراليين، ما بين مسلم ومسيحي ويهودي، في قاعة بلدية سيدني، أشعل المتظاهرون الشموع مستمعين إلى أحدهم وهو يقرأ بعض الأبيات من قصيدة وطنية، كما علا صوت الجمهور بشعارات تمجد المقاومة وتدعو لاستمرار التصدي لجرائم الاحتلال.
أخذ الناشط حسين عبد الله البالغ من العمر ثمانية عشر عامًا الميكروفون، وعرّف نفسه بأنه مسلم لبناني. بدأ حديثه قائلاً: “أنا غاضب… أنا غاضب – 365 يومًا من الإبادة الجماعية، 365 يومًا منذ تخلى العالم عنا… العاطفة الوحيدة الأخرى التي تفوق غضبي هي الحزن…لا توجد كلمات، ولا خطب، ولا أي شيء يكفي للتعبير عما أشهر به.. عما نشعر به… لقد جعل الحزن نفسه رفيقنا الدائم”.
كان حشدًا كئيبًا تجمع مساء الاثنين لحضور وقفة احتجاجية “لتكريم أرواح الفلسطينيين واللبنانيين” الذين فقدوا حياتهم في الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة التي بدأت منذ ما يقرب من اثني عشر شهرًا.
بدأ الحفل بدقيقة صمت، أعقبها صلاة متعددة الأديان من أعضاء الجالية اليهودية والمسيحية والإسلامية، في البداية بدأ الجمهور بتلاوة صلاة الكاديش – صلاة يهودية تمجد الله، تُقال تقليديًا في ذكرى الموتى. ثم تحدث كوستاندي باستولي، المولود في القدس ورئيس المسيحيين الفلسطينيين في أستراليا.
قال: “نرفض السماح للكراهية بالسيطرة… نتمنى أن نحمي قلوبنا من الكراهية.. هدفنا زرع حب الخير في نفوس الجميع”.
بعد ذلك، طلب أحمد عوف، عضو مجلس كمبرلاند، من الحشد رفع أيديهم، تلا الدعاء باللغة العربية “للأطفال والنساء والرجال والشعب” في غزة وفلسطين ولبنان.
واختتم المساء بغناء أناشيد المقاومة الفلسطينية واللبنانية، بينما لوح الحشد بالشموع والأضواء من هواتفهم الذكية.
وقد جاءت الوقفة الاحتجاجية بعد احتجاجات في سيدني وملبورن وبريسبان يوم الأحد، قبل يوم واحد من ذكرى أحداث السابع من أكتوبر، والتي تلتها حملة عسكرية إسرائيلية شرسة على قطاع غزة، مستمرة حتى الآن، حصدت عشرات الآلاف من أرواح الأبراح وشردت الملايين، حيث نزح ما يقرب من 1.9 مليون شخص، وتركت 500 ألف آخرين يعانون من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، .ثم امتدت إلى لبنان وتكررت هناك نفس الأساليب الوحشية.
تقدمت شرطة نيو ساوث ويلز بطلب إلى المحكمة العليا في الولاية الأسبوع الماضي لمنع المظاهرتين، ومع ذلك، توصل المنظمون المؤيدون لفلسطين إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة للمضي قدما في مسيرة السادس من أكتوبر وكذلك الوقفة الاحتجاجية التي تمت السابع من أكتوبر، والتي لم تتطلب تصريحا للاحتجاج.
وقالت جانا فياض من مجموعة العمل الفلسطينية، التي نظمت الحدث في قاعة المدينة، لصحيفة الجارديان الأسترالية: “أنا فخورة للغاية بما فعلته الحركة أمس واليوم… لقد أظهرنا للدولة، وأظهرنا للشرطة، وأظهرنا للإعلام أن حيلهم لمحاولة تشويه سمعتنا لم تنجح.”
وقال جوزيف، وهو فلسطيني أسترالي، في انتظار بدء الوقفة الاحتجاجية وهو يحمل علم فلسطين حول عنقه: “لقد كان هناك الكثير من المعاناة التي واجهناها… لدينا الكثير من الأقارب الذين نزحوا في غزة والضفة الغربية… لقد مر عام كامل. لقد سقط الكثير من القتلى… لا نريد أن ينتشر هذا الأمر إلى أبعد من ذلك”.
وفي الوقت نفسه، حضر حوالي 600 شخص تجمعاً حاشداً في مسجد لاكيمبا في جنوب غرب سيدني، وكان العديد منهم يحملون الأعلام اللبنانية والفلسطينية والبعض الآخر يحمل رموزاً فلسطينية مثل الكوفية… وبالرغم من أن التجمعات كانت سلمية للغاية، إلا أن الشرطة تواجدت بشكل مكثف، كما تواجدت طائرة هليكوبتر.
وفي التجمع، وصف أمين عام الجمعية الإسلامية اللبنانية جمال خير الوقفة الاحتجاجية بأنها “هذه الوقفة هي احتراماً للأرواح التي فقدت وتخليدًا لذكراهم”، موضحًا “هذا ليس احتفالا من أي نوع، وأن يصور الناس والسياسيون الأمر وكأننا نحتفل بفظائع ما هو أمر غير محترم”.
وقال منظم الحدث فراز نعماني إن الحدث يهدف إلى إحياء ذكرى “12 شهرا صعبة” لأهلنا في فلسطين، مضيفًا “هناك مستويات كارثية من الموت والدمار يواجهها الناس هناك، نحن هنا اليوم لإحياء ذكرى حقيقة أن هذا التسلسل من الأحداث بدأ في مثل هذا اليوم من العام الماضي”.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا