العدسة- باسم الشجاعي:
على مدار مايقرب من عام ونصف تقريبا تسخر دول الحصار (مصر، والإمارات، والسعودية، والبحرين) أدواتها الإعلامية للتشويش على الحقائق والزج باسم قطر في كل مناسبة ملفقة.
آخر تلك المحاولات “الفاشلة”، ما أوردته بعض وسائل الإعلام المحسوبة على دولة الإمارات تحت عنوان: “قطر شريك إيران في إرسال أسلحة إلى حزب الله”.
إعلام الحصار الذي استقى معلوماته من تقرير صحفي نشرته شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية، إلا أنه وقع في المحظور، وحاول لي عنق الحقيقة، من أجل خدمة أجندات مشبوهة.
هل قطر متورطة؟!
التقرير الذي أستندت إليه وسائل إعلام الحصار، لم يتطرق لدولة قطر، أو يذكر في أي كلمة علاقة الدوحة بالأمر.
و وفقا للبيانات التي تحدثت عنها شبكة “فوكس نيوز”، فإن الرحلة رقم QFZ-9950 التابعة لشركة الخطوط الجوية الإيرانية “فارس إير قشم” على طائرة بوينغ 747غادرت مطار طهران الدولي الساعة 9:33 صباح “الثلاثاء” 19 أكتوبر المنصرم، بالتوقيت المحلي، إلى وجهة مجهولة.
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، حطت الطائرة “بوينغ 747” في العاصمة السورية دمشق قبل أن تواصل رحلتها إلى بيروت، لتصل إلى العاصمة اللبنانية قبيل الساعة الثانية بعد الظهر، وفقًا لبرنامج تعقب الطيران.
ومساء “الأربعاء” 20 أكتوبر، غادرت الطائرة المذكورة بيروت متجهة إلى الدوحة التي وصلتها بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، وعادت إلى العاصمة الإيرانية “الخميس” الساعة 6:31 مساءً، ما يعني أنها لم تحط في الدوحة قبل وصولها إلى مطار بيروت وإنما حطت في مطار الدوحة خلال رحلة عودتها وكان عبارة عن “تَّرانْزيت” –أي محطة توقف لفترة وجيزة أثناء السفر-، ولم تذهب مباشرة من قطر إلى لبنان.
التقرير ذاته الصادر عن الشبكة الأميركية، ألمح إلى أن “شركة “فارس ایر قشم” الإيرانية للطيران المدني نفذت رحلتين نادرتين وغير مألوفتين من طهران إلى بيروت مباشرة خلال الشهرين الماضيين.
ونقلت “فوكس نيوز” عن المصادر الغربية التي لم تسمها، قولها إن مكونات الأسلحة التي حملتها الطائرة الإيرانية المذكورة، كانت موجهة إلى 3 مواقع سرية لحزب الله بالقرب من مطار بيروت، لاستهداف “إسرائيل” مستقبلا، دون الإشارة من قريب أو بعيد لقطر.
شيطنة قطر
هذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها دول الحصار لتشوية صورة قطر، والزج باسمها في أمور لا علاقة لها بها منذ اندلاع الأزمة الخليجية في 5 يونيو 2017.
فقد سبق وأن كشفت دورية “إنتلجنس أونلاين”، المتخصصة في شئون الاستخبارات، في يوليو الماضي، أن وكالة الدعاية الفرنسية “A+ Conseils”، التي أسستها “كريستل آلا” ميشيل تعمل من باريس لتشويه صورة قطر بإيعاز من دول الحصار.
كما استعانت دولة الإمارات بالشركة المتخصصة في تحليل البيانات “كامبردج أناليتيكا”، التي تربطها علاقة مع حملة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لنشر معلومات مكذوبة لتشويه سمعة الدوحة، من خلال عقد مبرم بينهما بتكلفة 333 ألف دولار.
الدوحة تنتصر دائما
وبالرغم من مرور أكثر من عام ونصف من فرض كل من “السعودية والإمارات والبحرين ومصر”، وتحديدا بتاريخ 5 يونيو 2017، حصارا على قطر لعزلها عن العالم بدعوى تمويلها للإرهاب وتقاربها مع إيران، إلا أنها لم تخضع الدوحة إلى الآن لإملاءات جيرانها، ولم تنفذ أيا من مطالبهم الـ13.
وظهر ذلك جليا في يونيو الماضي؛ حيث كشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أن انتصار قطر في المعركة الإعلامية على دول الحصار اضطر الملك السعودي “سلمان بن عبد العزيز” إلى مراسلة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بهدف الضغط على الدوحة لثنيها عن شراء الصواريخ الروسية، لكن دون جدوى.
اضف تعليقا