إنها الأجمل في هذه الحياة بلا شكّ؛ الزهور بكل ألوانها وتنوعها وبهجتها التي توزعها على الغادّين والآتين، أما أسماؤها فدائمًا ما وقف وراءها قصص مميزة سواء ارتبط ذلك بطبيعة الجغرافيا في المنطقة التي تنبت بها أو خصائص الوردة ذاتها أو لارتباطها بقصة حب شهدتها هذه المنطقة أو أحداث تاريخية ما.

 

“بانسيه” .. أذكريني


هى كلمة فرنسية لوردة جميلة مميزة يتداخل بها لونان وليس لون واحد، أو بمعنى أدقّ تشمل درجتين من اللون الواحد، ومنها القرمزي الفاتح والغامق، والأصفر الفاتح والغامق، والبنفسجي الفاتح والغامق، أما شجرتها فهي قصيرة لا يزيد ارتفاعها عن 15-20 سم تزهر فيشهر سبتمبر إلى شهر نوفمبر وتوضع في مكان مظلل.

تسمى “بانسيه” وهو فعل فرنسي يعني “أذكريني” وتربط الذاكرة الشعبية بين هذه التسمية، وبين قصة حب لشاب ملأ سطح بحيرة أسفل منزل حبيبته بكتل الوردات الصغيرة الملونة حتى تذكره قبل أن يقدم على الانتحار.

أما الاسم المسجلة به تلك الزهرة داخل الدوريات فهو زهرة الثالوث نسبة إلى بتلاتها الثلاثة، وفي الثقافة الإنجليزية تعتبر تلك الزهرة هى رمز للحكمة كما يتم الربط بينها وبين المعتقدات الكاثوليكية العقائدية بسبب اسم “الثالوث”.

 

شقائق النعمان


شقائق النعمان هي كلمة يونانية مشتقة من الرياح؛ لذلك تسمّى أيضًا بزهرة الرياح، أما سبب التسمية فهو صمودها وازدهارها رغم هشاشتها عند هبوب  الرياح وتحتوي على ما يزيد عن مائة وأربعين نوعًا، وتنتمي إلى فصيلة الدرنات، وتنمو في الدول الأوروبية، وأمريكا الشمالية واليابان، وتتميز باللون الأبيض، والأحمر والأزرق وأحيانًا اللون الأصفر، وتستخدم لعلاج التشنجات.

 

الكأس المقدسة

هو تعبير أدبي ارتبط لدى علماء النباتات بالزهرة الزرقاء، وهى أكثر الزهور ندرة، ودائمًا ما يتم الربط بينها وبين السحر والخلود والحكمة لذا اختاروا لها هذا الاسم، وتتميز بأنها لا تلتزم بقوانين فقد تنبت فجأة بين طيات الصخر والجبال أو في مجرى جدول مندفع ويتم اعتبارها الأجمل والأبهى بين الورود إلا أنها قصيرة العمر، وكأنها تأتي من وسط أهوال لتمنح من يراها الحياة وترحل.

 

النجمة أو الأقحوان

من أشهر أنواع الورود أيضًا وردة “الأقحوان ” أو النجمية نظرًا لاتخاذ أوراقها شكل النجمة، تشمل 30 نوعًا وفصيلة بمختلف الألوان إلا أن أشهرها الزهرة الذهبية، وتبقى وردة الأقحوان محيرة عبر التاريخ فبعض الحضارات كما في أوروبا اعتبروها رمزًا للحزن وارتبطت بالقبور بينما في آسيا يطلقون عليها “زهرة الفرح”.

 

الزنبق

هى الوردة الأكثر اشتهارًا عبر العالم وتتعدد أسماؤها بلا لغات لكن الأصل منها يعود للغة الصينية وتعني “الرائعة” وتعود شهرتها على تعدد أنواعها وألوانها وقدرتها على الحياة طويلاً، وقد نجح العلماء فى تطوير بتلاتها عبر الأبحاث.

وبالثقافات المختلفة تمثل زهرة الزنبق رمز النقاء والجمال وينقل كلا من نوعها وشكلها عدة معاني مختلفة حيث توحي زهرة الزنبق البيضاء معنى التواضع، أما الزنبق البرتقالي يعكس معنى العاطفة… ناهيك عن زهور الزنبق الصفراء حيث تنقل معنى البهجة والحبور، أما زهرة زنبق الوادي تنقل معاني العذوبة ونقاء القلب، بجانب زهرة الزنبق الخاصة بعيد الفصح؛ إذ تعد رمزًا للسيدة مريم العذراء.

 

النرجس

لعلّ قصة زهرة “النرجس” هى الأشهر عبر العالم وتروي الأساطير القديمة أنّ زهرة النرجس كانت فتى معجب بنفسه كثيرًا، وبينما كان ينظر لانعكاس صورته في الماء تحول الصورة إلى زهرة النرجس، وصفة النرجسية تطلق على الشخص المعجب بنفسه إلى حد الغرور.

أما علميًا فيصفها العلماء بـ”الزهرة القاتلة”؛ لأنها تقضي على أي نبات يحاول النمو بجوارها، وأشهر ألوانها هى الأصفر والأبيض.

 

الورود حياة

كان هذا جزءًا من أهم قصص بعض الأزهار بينما تحمل كل منها بالتأكيد قصة وإحساس خاص وولع لأشهر الأسماء المعروفة بالثقافة العربية هى زهرة  اللوتس، السوسن، الفل، الياسمين، التمر حتة، عباد الشمس، وعالميًا تجد أسماء مثل الأوركيد وأليسا.

وجدير بالذكر أنّ الثقافة العربية قد فقدت كثيرًا من انتماء أصل كثير من الورود إلى بيئتها بسبب قلة الاهتمام بها بينما اشتهرت دول مثل هولندا بالاهتمام بها وطورت بتلاتها فأصبحت تًنسب لها عالميًا وتوارى اسمها العربي وحل بدلًا منه اسم أجنبي.