قال أحد أفراد العائلة المالكة البحرينية يوم الأحد إنه كان ضمن وفد رسمي زار الحرم القدسي (المسجد الأقصى) يوم الجمعة دون الكشف عن جنسيتهم للسلطة الدينية الإسلامية التي تدير الموقع المقدس.

Muslims gather for Friday prayer, next to the Dome of the Rock Mosque in the Al Aqsa Mosque compound in Jerusalem's Old City, Nov. 6, 2020 (AP Photo/Mahmoud Illean)

وفي تصريحه لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أوضح الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة سبب إخفاء هوية بلدهم الأصلي قائلاً “لو قلنا لهم من أين أتينا، لمنعونا من الدخول”.

الزيارة الرسمية جاءت في إطار تعميق التواصل البحريني الإسرائيلي بعد تطبيع العلاقات في سبتمبر/أيلول الماضي، وقد ترأس الوفد الشيخ خالد آل خليفة -عضو العائلة المالكة ورئيس مجلس إدارة مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، الذي أرسل عدد من أعضائه ضمن الوفد.

حديث خالد آل خليفة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي تضمن هجوماً مباشراً وغير مباشر لإدارة المسجد الأقصى من الجانب الفلسطيني، حيث صرح بأن “الأقصى ليس للفلسطينيين فقط، بل للعالم الإسلامي كله”، مضيفاً “لا يمكن من يطبع العلاقات مع إسرائيل من الصلاة في القدس”، في إشارة إلى الرفض الفلسطيني لصفقات التطبيع العربية.

ومن الجدير بالذكر أن الحراس يتلقون تعليماتهم من وزارة الاوقاف الأردنية مما يعني أن هناك حربا تديرها الأردن على زوار الأقصى من الإمارات والسعودية والبحرين، ولعل الأردن لا يلام على ذلك بعد تداول أخبار تفيد بأن بن زايد يسعى لنزع ولاية الاردن عن المسجد الأقصى.

وكان الفلسطينيون قد عبروا في أكثر من مناسبة عن غضبهم من صفقات التطبيع بين إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة والسودان، حيث اتهموهم بالخيانة وبيع القضية الفلسطينية، مشيرين أن من قاموا بالتطبيع غير مرحب بهم في القدس والمسجد الأقصى.

الشهر الماضي على سبيل المثال قام وفد إماراتي بزيارة المسجد الأقصى، ليضاعفوا غضب الفلسطينيين الذين استقبلوهم بالإهانات ورفع اللافتات المناهضة، مع صرخات وهتافات تقول “اخرجوا من هنا…غادروا المكان”.

الرفض الفلسطيني للزيارة الإماراتية لم يكن على مستوى الشعب وحسب، بل كان على المستوى الرسمي أيضاً، حيث أعرب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية عن استيائه من هذه الزيارة، موضحاً ” يجب أن يدخل المرء أبواب المسجد الأقصى المبارك بإذن أصحابه، وليس من أبواب الاحتلال”.

المجتمع الإسرائيلي أيضاً مليء بمن يكرهون العرب والمسلمين، إلا أن هذه الصفات لم تكن سبباً لرفض خالد آل خليفة التعامل معهم، حيث قال في تعليقه على هؤلاء “المجتمع الإسرائيلي لا يختلف عن أي مكان آخر.. جميع الأديان بها متطرفون”.

وأضاف “هناك تطرف في كل مكان، حتى في المجتمع الإسرائيلي، وكذلك في المجتمع العربي، لدينا الإرهاب العقلي، حيث تفرض رأيك بالقوة على الآخرين”.

وتابع خالد آل خليفة في مقابلته يوم الأحد مع إذاعة الجيش الإسرائيلي “في الماضي، كان لدينا تصور أن إسرائيل هي وطن لليهود فقط، إلا أننا جئنا إلى هنا ووجدنا العكس… وجدنا تعايش وقبول للآخر، على كل حال، إن شعر المسلمين والبهائيين بأي عنصرية أو ظلم في إسرائيل لكانوا تركوها”.

من الجدير بالذكر أن زيارة الوفد البحريني للحرم القدسي جاءت بعد يوم واحد من لقاء الوفد بالرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.

الزيارة البحرينية وجدت ترحيباً كبيراً لدى الجانب الإسرائيلي، حيث قال ريفلين للوفد في مقر إقامة الرئيس في القدس: “كل من إسرائيل والبحرين تقدران حرية الدين والتسامح، وتنظران إلى المجتمعات المختلفة التي تشكل مجتمعاتهما على أنها مصدر قوة”.

تأتي زيارة وفد مركز حمد العالمي إلى إسرائيل في أعقاب الزيارة الأولى التي قام بها وزير خارجية البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني للدولة اليهودية في وقت سابق الشهر الجاري، برفقة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

ووفقاً لتقارير إعلامية عبرية، سيصل وفد من البحرين إلى إسرائيل يوم الثلاثاء لإجراء سلسلة من الاجتماعات مع الوزراء ونتنياهو، وسيرأسه وزير الصناعة البحريني زايد بن راشد الزياني.

وسيتألف الوفد من حوالي 40 من القادة الاقتصاديين، بما في ذلك المديرين التنفيذيين للشركات والبنوك، وسيركز الوفد حسبما ورد على زيادة العلاقات التجارية والسياحية بين البلدين.

كما أنه وبناء على طلب البحرين، ورد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أرجأ رحلة -خُطط لها مسبقاً- إلى المملكة الخليجية كان من المقرر إجراؤها هذا الأسبوع، وتفيد التقارير أن الزيارة، التي ستكون أول زيارة يعلن عنها رسميًا إلى دولة خليجية عربية يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي، ستتم في أواخر ديسمبر/كانون الثاني.

يُذكر أنه في 25 أكتوبر/تشرين الأول، وقع الزياني ثماني اتفاقيات ثنائية بين البحرين وإسرائيل، بما في ذلك “بيان مشترك حول إقامة علاقات دبلوماسية وسلمية وودية بين البلدين” خلال حفل أقيم في المنامة.

موجة من صفقات التطبيع مع إسرائيل ضربت العالم العربي، بدأت بتوقيع البحرين والإمارات العربية المتحدة ما سمي باتفاق “أبراهام” مع إسرائيل في احتفال أقيم في 15 سبتمبر/أيلول في البيت الأبيض، ثم أعلن السودان عن موافقته تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مع ورود أنباء عن احتمالية لحاق السعودية بهم، على الرغم من امتناعها حتى الآن عن إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل، إلا أنه في الأسبوع الماضي، قيل إن نتنياهو سافر إلى المملكة لحضور اجتماع ثلاثي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا