اتهم أكاديمي بريطاني، سُجن في الإمارات لمدة ستة أشهر بتهمة التجسس لصالح المملكة المتحدة، سفارة أبوظبي في بلاده بابتزازه وتشويه سمعته من خلال تداول وثائق تحتوي على سجلاته الطبية وصور له في زنزانته.

وقال ماثيو هيدجز، البالغ 35 عامًا، الذي حكم القضاء الإماراتي عليه بالسجن مدى الحياة، ليقضي 6 أشهر مسجونا قبل إطلاق سراحه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، إن الإمارات نشرت صوراً له وهو في الحبس الانفرادي.

علم هيدجز بالملف الخاص بحياته داخل معتقله في الإمارات لأول مرة بعد أن اتصلت به إحدى الصحف البريطانية، التي تلقت نسخة منه من السفارة الإماراتية في لندن.

وأعدت سفارة الإمارات في بريطانيا هذا الملف وقدمته إلى الأمم المتحدة في حزيران/ يونيو الماضي، بعد أن قدم هيدجز أدلة إلى لجنة مناهضة التعذيب، متهما الإمارات بسوء معاملته أثناء فترة سجنه.

وأكد الأكاديمي البريطاني أنه تعرض لانتهاكات عديدة بالحبس الانفرادي، شملت إجباره على تناول الأدوية والحرمان من النوم، والبقاء على أرضية الزنزانة بلا نوافذ، حيث لم يتم إطفاء الأنوار لأشهر.

في 5 أيار/ مايو 2018، أوقفت الإمارات هيدجز في مطار دبي، بعد أن أجرى رحلة بحثية لمدة أسبوعين للحصول على درجة الدكتوراه في الأمن، حيث تم اتهامه بأنه عميل للاستخبارات البريطانية، وأدين قضائيا، قبل أن يحصل على عفو رسمي بعد حملة دفاع طويلة قادتها زوجته داني وتدخل من وزير الخارجية البريطانية آنذاك جيريمي هانت.

وينفي الأكاديمي البريطاني تورطه مع أي وكالة تجسس، مؤكدا أن حكومة المملكة المتحدة لم تجد أي دليل يدعم مزاعم الإمارات في هذا الشأن.

وبعد 4 سنوات، قدم هيدجز أدلة إلى لجنة مناهضة التعذيب، التابعة للأمم المتحدة، خلال مراجعة الإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة لمنع التعذيب.

وبعد أن قيل في البداية إن ملف حياة هيدجز في السجن لن يتم نشره دون موافقته، إضافة إلى موافقة الأمم المتحدة، وزعت السفارة الإماراتية الملف على وسائل الإعلام بلندن.

ووصف الأكاديمي البريطاني هذا التصرف بأنه “سلوك بلطجي” من قبل “دولة يائسة”؛ لتشويه سمعته، مشيرا إلى أنه تلقى نسخة من الملف أواخر العام الماضي، ويحتوي على معلومات شخصية وطبية عنه وعن أسرته.

تتضمن صفحات الملف الـ 19 صورًا لـهيدجز التقطت أثناء وجوده في زنزانته بالسجن، بالإضافة إلى صورة له مع زوجته “داني” في غرفة الاجتماعات، وهي المرة الوحيدة التي سُمح له برؤيتها خلال فترة سجنه.

وأشار بعض الإعلاميين الذين اطلعوا على الملف إلى صورة لـ “هيدجز” وهو يجري مكالمة هاتفية مع عائلته، لكن الأخير أكد أن هذه الصور تم “قصها جيدًا” لتقديم رؤية مزيفة لما حدث.

وأكد الأكاديمي البريطاني أن الصور، التي وزعتها السفارة الإماراتية على الإعلاميين في لندن، لا تكشف أنه كان محاطا بالجنود وهم يخبرونه بما يجوز قوله، واصفا الأمر بأنه “كان أشبه بمفاوضات رهائن”.

وأضاف أن لقاءه المنفرد مع زوجته تمت مراقبته عن كثب عبر الكاميرات، بالإضافة إلى وجود حارس مسلح بزنزانته في جميع الأوقات.

وتابع هيدجز: “طوال الوقت كان هناك شخص يراقبني. كنت هناك في عزلة ولكن لدي جندي يحدق في وجهي. لا أستطيع التحدث معه”، مؤكدا أن المراقب المسلح كان يلازمه حتى في الحمام.

وعن إحدى صور الملف الإماراتي التي تظهره مع طبيب باعتبارها دليلا على حصوله على المعاملة العادلة في سجنه، قال “هيدجز” إنه كان يزور الطبيب “بانتظام إلى حد ما” من أجل الحصول على وصفة بعدة أنواع من الأدوية، لكنه نوه إلى أن هذا الطبيب لم تكن له قدرة مستقلة عن مراقبيه، فهم من يحدد في النهاية ما هي الأدوية التي سيتناولها وكميتها.

ويعتقد هيدجز أن توقيت نشر الملف مرتبط بأبحاثه الجارية حول أمن الإمارات، مضيفًا أن الدولة الخليجية تبدو “مضطربة للغاية بشأن ما قلته منذ الإفراج عني”.

اقرأ أيضا: أطماع بن زايد تزحف نحو دمشق.. ماذا وراء التقارب الإماراتي السوري؟!